إنه يوم عيدنا

بي دي ان |

08 مارس 2021 الساعة 02:30ص

"نصف السماء" هو عنوان لكتاب ألفه الزوجين الصحفيين نيكولاس كرستوف, وشيرل وادون, الحاصل على جائزة بوليتزر, والذي أورد إحصائية خطيرة عن النساء المقتولات في العالم, حيث يورد الإحصاء نتيجة صادمة وخطيرة عن عدد المقتولات في العالم من النساء وهي: "إن عدد النساء اللواتي قتلن في خمسين سنة مضت, أكثر من عدد كل المقتولين من الرجال في حروب القرن العشرين كله" 
قتل عنصري, فالمرأة في مجتمعات العالم بأكمله تعامل معاملة دونية, ويتم التخلص منها بصمت, وبدون ضجيج, وكأنهن متاع بالي, يحق للذكور التخلص منهن متى أرادوا.

في آسيا وأفريقيا تعتبر المرأة بعد موت زوجها بأن مهمتها في الحياة قد انتهت, ففي نيبال يجب أن تدفن أو تحرق الزوجة وهي حية إذا مات عنها زوجها, وفي تايلاندا تدفن الزوجة مع زوجها إذا قتلته مهما مارس عليها من عنف وتعذيب, أو يحرمن من أكل السمك واللحم والبيض كنوع من العقاب على وفاة أزواجهن, أما مجتمعاتنا العربية التي تدعي الإسلام زوراً وبهتاناً, فالمرأة عندنا تقتل كل يوم آلاف المرات, فتربيتنا وثقافتنا العربية تفضل الذكر على الأنثى, فيحق للذكر ما لا يحق للأنثى من التعليم والزواج والمال والمكانة والوظيفة والمعاملة و ..., فالذكر يُعامل منذ نعومة أظافره معاملة ملوكية, تقول له أنت الأصل وهي الفرع, فأنت من ستحمل اسم العائلة لا هي, الأفضل أنت والأدنى هي؛ ولو كانت عالمة ذرة, وأنت الأعلى والأسمى, وما هي إلا خادمة وتبع لك, تعيش إذا سمحت لها أنت أن تعيش, وتموت إذا أردت أنت لها أن تموت.

 ممنوع عليها مغادرة بيتها أو طلب الطلاق إذا تعرضت إلى ضيم أو ظلم أو سوء معاملة؛ بل تُعاد إليه مذلولة مقهورة, وإذا طُلقت نظر إليها المجتمع نظرة دونية لا تخلو من الاستهزاء والاحتقار, وإذا لم تنجب فهي شجرة يجب قصها واقتلاعها, وإذا أصابتها العنوسة فلم تتزوج فهي خادمة لجميع أفراد العائلة بلا استثناء, ولا يحق لها الاعتراض أو المطالبة بأدنى حقوقها. 

لم يتوقف الأمر عند ذلك لنشهد في الآونة الأخيرة انحدار قيمي وثقافي وأخلاقي وأيديولوجي يبرر قتل المرأة على خلفية  الشرف؛ هذا الشرف الذي اختصر في عفة امرأة, بينما يداس بشرفهم في كل وقت وحين من قِبل بائعي الأوطان, لتنتهي قضايا قتل المرأة بفنجان قهوة, وجلسة عرب.

وإذا ما خرج النساء للمطالبة بحقوقهن, تعرضن للسب والشتم والتجريح والتخوين, ألا يحتاج كل ما ذكرته إلى إعادة النظر في تربيتنا, واحداث تغيير جذري في منظومتنا الثقافية, وعودة صحيحة إلى ديننا الحنيف الذي كرم المرأة وساواها بالرجل, وأعطاها حرية التصرف في نفسها ومالها.

ألا يحتاج ما ذكرته, وما نسمعه, وما نراه بأم أعيننا كل يوم في يوم المرأة العالمي بأن نٌذكر هذا العالم البشع المجرم بأننا نُقتل بصمت.