الانقسام الفلسطيني وتأثيره على متطلبات

بي دي ان |

06 مارس 2021 الساعة 03:34م

الشباب في ضوء الانتخابات الفلسطينية
أحد أشكال الصراع الأيديولوجي والسياسي والاقتصادي بين التنظيمات الفلسطينية هو الانقسام الفلسطيني، والذي بدوره يؤثر تأثير مرعب على الشباب داخل المجتمع الفلسطيني.

ويعد هذا المقال محاولة لفهم وتحليل مشكلة الانقسام السياسي وتأثيره على متطلبات الشباب، إلا أننا نحاول التركيز على المعوقات التي تواجه الشباب الناتجة في تقريب وجهات النظر بين أبناء الشعب الواحد، ونسعى لفهم وتتبع التطورات التاريخية التي مر بها الشباب في ضل الانقسام السياسي، والوقوف على خصوصية الحالة الفلسطينية. 

وشهد المجتمع الفلسطيني عبر مراحله جملة من التجاذبات الصاعدة والهابطة على مستوى العلاقات الاجتماعية داخل المجتمع الواحد وقد كانت مسيرة تلك العلاقات غير إيجابية في أغلب مراحلها لا سيما حالات الانقسام والتوتر المتزايدة بين التنظيمات الفلسطينية والتي بدورها تؤثر بشكل مباشر على فرص الشباب، لذا إن تحقيق المصالحة الفلسطينية تتطلب وجود شباب مثقف فاعل ومشارك لمواجهة الاحتياجات والتحديات التي عصفت بالفلسطينيين إلا أنها لم تغادر أحلام التطلع إلى التنمية المستدامة التي تهدف إلى زيادة الخيارات المتاحة أمام الشباب، مع ضمان عدم المساس بحريات أجيال المستقبل، مما يجعل أغلب المجتمعات الناهضة تسعى إلى تقليص مساحة الهشاشة التي يعاني منها الشباب وتوسيع دائرة التدخل من أجل التمكين لتعزيز فرص الانصاف والعدالة السياسية والاجتماعية، وتوعيتهم ومساعدتهم في الحصول على فرص لتغير ما هو قائم. 

ولا شك أن الانقسام السياسي له آثار بالغة السوء على سيرة الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والقانونية، وعلى أنماط معيشة الشباب ومدى حصولهم على احتياجاتهم الضرورية، الامر الذي ينعكس ويمتد إلى جميع المواطنين مما يمثل عقاب جماعي ليس له أي مبرر. وعليه تستدعي الضرورة على وضع استراتيجية عمل لاحتياجات الشباب في فلسطين في استحقاق الانتخابات التشريعية القادمة، في ضل المتغيرات المجتمعية الذي يشهده المجتمع الفلسطيني، لتأخذ أبعاداً مختلفة تكمن في سلبية الشباب وعزوفهم عن المشاركة في التنمية السياسية.

وبما أن الشباب يشكلون شريحة كبيرة وهامة في الهرم السكاني في فلسطين، مما يعطيهم وزناً متميزاً في خريطة السياسات الاجتماعية، وعليه تصبح الجهود المبذولة ركيزة أساسية لإعداد القاعدة البشرية التي ستقع عليها عملية بناء الانسان والمجتمع وتقدمهما. 

وتتركز التحديات والمعوقات التي تواجه الشباب الفلسطيني في ظل الانقسام بتهديد المشروع الوطني الفلسطيني ومعوقات اقتصادية ومعيشية وأيضاً تحديات ومعوقات تشريعية وسياسية واخيراً تحديات تعليمية وصحية ونفسية.

وعليه وحتى يشارك الشباب وتكون لهذه المشاركة والآثار التنموية الفاعلة فانه لا بد من تغير في "التوجهات والمفاهيم" نحو الشباب باتجاه أن الشباب هم شركاء اليوم حتى يكونوا قادة الغد، وهذا الامر ليس سهلاً في ضل مجتمع فئوي يسيطر عليه التوريث السياسي الحزبي، وفي غياب حقيقي للديمقراطية وعياً وممارسة، وقمع الحريات الفردية والجماعية والانشغال بلقمة العيش والبطالة وفضاء واسع من الفراغ.

 وعليه فإن تغيير التوجهات والمفاهيم، يعني تغييرا يمس البنى السياسية، الاجتماعية، الثقافية، وبالشكل الذي يربط العلاقة ما بين الشباب والتنمية. مع العمل على زيادة مشاركة الشباب في رسم السياسات الاجتماعية وتنفيذها ومتابعتها لتحقيق الأهداف المجتمعية والوطنية.