الشباب ليسوا "فئة مستهدفة" وإنما هم "شركاء في التغير

بي دي ان |

23 فبراير 2021 الساعة 06:45ص

مرحلة الشباب من أهم المراحل التي يمر بها الفرد فلم تعد مسألة الاهتمام بالشباب، ظاهرة محلية وإقليمية، بل أضحت ظاهرة عالمية باعتبارهم شركاء الحاضر، وكل المستقبل.
ومع أن التفكير في قضايا الشباب ومشكلاتهم واهتماماتهم، وتوجهات ومحاولات إيجاد الحلول الملائمة على الأقل محاولات قديمة, إلا أن النصف الثاني من القرن العشرين شهد تزايداً ملحوظاً بالاهتمام بهذه المسألة من قِبل العديد من المختصين كعلماء الاجتماع، والنفس والمهتمين بالقطاع الشبابي، إلى الحد الذي أدّى إلى ظهور ما يسمى بثقافة الشباب كثقافة فرعية متميزة، والتي تشير إلى وجود فكر وقيم، واتجاهات، تميزهم عن سائر الفئات الأخرى.
والحديث عن قضايا الشباب ومشكلاتهم حديث متشعب وذو شجون، وفي كل الأحوال لا نستطيع الحديث عنها بمعزل عن السياق الاجتماعي والاقتصادي والسياسي القائم، فالشباب جزء لا يتجزأ من التركيبة الاجتماعية لأي مجتمع من المجتمعات البشرية، وبالتالي فإن الحديث عن قضايا الشباب ومشكلاتهم هو حديث عن قضايا المجتمع برمّته، ولاسيما أن مشكلاتهم هي بالنتيجة جزء من مشكلات المجتمع ككل.
وعلى هذا الأساس، فإن التفكير بأي حل، أو مشروعِ حلٍ لمشكلات الشباب في فلسطين لن يُكتب له النجاح إذا لم يأخذ بعين الاعتبار الظروف المجتمعية المحيطة بالشباب، ولاسيما أن الشباب بحكم نسبتهم العددية الكبيرة قدرت ب 45% من الشعب الفلسطيني، فوضعية الشباب في التركيبة الاجتماعية، وإمكاناتهم ومشكلاتهم تختلف من فترة زمنية إلى أخرى، ومن ثقافة إلى أخرى، ومن مجتمع إلى آخر، وقد تختلف داخل المجتمع الواحد في فترة زمنية واحدة.
لذلك يُنظر إلى الشباب في كثير من دول العالم، ومنها فلسطين على أنهم مؤشر بارز ومميز وقدرتهم على توجيه المستقبل، وتوظيف الحاضر، للتمكن من رصد احتمالات الواقع، والمستقبل المنظور ودورهم الريادي في قيادة مسيرة البناء باعتبارهم مشروعاً وطنياً.
من جانب اخر وعلى مدار سنوات الانقسام شعر الشباب بأن اتخاذ القرار نيابة عنهم، وهو الأمر المرفوض و الذي اثبت عدم جدواه وعدم فاعليته. كما أن المرحلة السابقة قد اتسمت بسيطرة الخطاب النظري الوردي الواعد تجاه الشباب دون أن نجد ترجمة لهذا الخطاب في الواقع العملي وغياب التغيير في التوجهات وكذلك عدم التغيير في السياق فهو تغيير سلبي يكتفي بالحديث فقط عن تغيير السلوك. وعليه فانه لا بد من تغير في "التوجهات" نحو الشباب باتجاه أن الشباب هم شركاء اليوم حتى يكونوا قادة الغد، وأننا أهل للثقة والمسؤولية وأننا قادرون على صياغة حاضرنا ومستقبلنا دون وصاية، وأننا هدف للعملية التنموية كما أننا وسيلتها الفاعلة. كما أن من المهم أن يتم العمل على تغير "السياق" الذي تتم فيه عملية المشاركة الشبابية والتنمية ..
ولأن الشباب وقوداً لحركات التغيير في كل المجتمعات بوصفهم قوة ثورية مغيرة، والشباب بوصفهم جزءاً من ديناميكية الانتقال، والشباب بوصفهم عنصراً في إدارة مرحلة الانتقال لما يتمتعون به من حماسة القلب، وذكاء العقل، وحب المغامرة والتجديد، والتطلع دائماً إلى كل جديد، فكان من الأهمية ان يخطوا خطوة جرئية على تغير الواقع بالمشاركة في القوائم الانتخابية التشريعية الثالثة، وذلك من خلال انخراط الشباب والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية، وأنشطة التدريب من خلال مؤسسات متخصصة في تنمية الشباب ودعمهم وتطوير قدراتهم.
مطلوب اذا تأهيل قيادات شبابية قادرة على قيادة العمل مستقبلاً، من خلال متابعة المتميزين من القيادات الواعدة و بناء استراتيجية وطنية واضحة للشباب، لتكون إطاراً وطنياً ومرشداً لما يجب عمله مستقبلاً وتطبيق ذلك فعلا وليس قولا.