"معاريف" العبرية: غموض إسرائيلي في سوريا يدفع بدمشق لأحضان عدونا
بي دي ان |
02 ديسمبر 2025 الساعة
08:51م
تل أبيب - بي دي ان
نشرت صحيفة "معاريف" العبرية، مساء الثلاثاء، تقريرا مطولا سلط الضوء على التدخلات الإسرائيلية في سوريا والغموض الذي يحوم حول ما تريده تل أبيب.
وتقول الصحيفة إن تحرك الجيش الإسرائيلي في سوريا الأسبوع الماضي هو تعبير عن ارتباك وغياب استراتيجية واضحة في ظل غموض سياسي حول ما تريده تل أبيب.
والنتيجة هي خطأ عملياتي يميّز نهاية الحرب بأكملها على الجبهات الخمس، حيث لا أحد يعلم أين نحن وإلى أين نتجه.
وطرحت الصحيفة عشرات الأسئلة بشأن الملف السوري حيث ذكرت: "ما الذي تريده إسرائيل تحديدا في سوريا؟.. إلى أين تتجه سوريا نفسها؟.. هل ترامب مدرك حقا لما يحدث هناك؟.. هل يبدي أحد هنا قلقه بشأن التوجهات الجديدة للسيطرة التركية على سوريا وإعادة تأسيس ما يشبه تنظيم "داعش" المدار حكوميا؟".
وتشير الصحيفة إلى أن الحكومة الإسرائيلية تخفي رأسها في الرمال، ولاعتبارات سياسية أخرى غير العلاقة الشخصية بين نتنياهو وترامب، أو بالأحرى ما يمليه ترامب على نتنياهو، فهي لا تمارس أي دبلوماسية سياسية على الإطلاق.
وفي غياب أي توجيه سياسي، يقوم الجيش الإسرائيلي بما يجيده عسكريا، وباعتباره الهيئة الوحيدة التي رغم تآكلها لا تزال تعمل دون أي تساؤلات لا داعي لها، فمن الملائم للحكومة أن تحمّله مسؤولية تقاعسه، لذا فهم يفعلون ما يجيدونه ويبنون سلسلة من المواقع الاستيطانية غير الضرورية، وظيفتها الوحيدة حماية أنفسهم من الهجمات التي ستقع عليهم قريبا، ويرسلون كتيبة احتياطية للقيام باعتقالات كما لو كانت اعتقالات في نابلس.
والمشكلة في هذه العملية ليست عملياتية فحسب، بل إنها حماقة استراتيجية تتمثل في نشوة القوة التي يمكن لإسرائيل استغلالها في أي مكان.
وفي الوقت نفسه، تمنع إسرائيل الجيش السوري من الانتشار في المنطقة القريبة من إسرائيل وتتجاهل السيادة السورية تماما، وتعتقل منظمة يبدو أنها وصلت إلى هناك للرد على وجود الجيش الإسرائيلي، والحكومة السورية التي ينبغي إجبارها على التعامل مع المشكلة، تمنعها إسرائيل من التواجد هناك.
- ماذا ينبغي لإسرائيل أن تفعل؟
تحتاج إسرائيل إلى اتفاقية أمنية مع سوريا والتي يتم تأجيلها حاليا، وتحتاج إلى نقل المسؤولية إلى الجيش السوري الذي يجب إعادة بنائه تحت إشراف أمريكي لا تركي.
ويمكن أن تؤثر الاتفاقية على إعادة تصميم سوريا، بما في ذلك ضمان الحفاظ على التوازن السعودي التركي، حيث يجب أن يستنتج الجيش أن المنطقة الأمنية الخالية من الأسلحة الثقيلة، ستكون تحت سيطرة الجيش السوري الجديد، مما يمنع الإرهاب والعداء المستقبلي ضد إسرائيل.
وبمجرد ظهور معلومات استخباراتية عن مثل هذه المنظمة الإرهابية، يجب نقل المسؤولية إليهم، مع التحقق من أن الخطوة قد تم اتخاذها بالفعل، وإذا لم يتم التعامل معها، فسنهاجم من الجو ولن تكون هناك حاجة للقوات البرية للقيام بدوريات في سوريا كما لو كانت دورية في وادي عربة.
وفي هذه الأثناء، يخدم السلوك الإسرائيلي الرواية التركية الجديدة المُروَّجة، القائلة باحتلال إسرائيل وانتهاك الحقوق السيادية للدول المجاورة.
ووفقا لهذه الرواية، تسيطر إسرائيل على أراض في غزة وسوريا ولبنان وتحتلها بالإضافة إلى حالة حرب استنزافية مستمرة.
وتبين الصحيفة العبرية أن حرب الاستنزاف الآن على نار هادئة، لكن الوقت سيفاقمها، مؤكدة أنها حرب قائمة على اعتبارات سياسية، فبدلا من أن تنتهي باتفاقيات قوية، تستمر في النزيف خدمة سلطة نتنياهو لتحقيق مجموعة من الاحتياجات مثل تأجيل المحاكمات، والعفو، وتجميد الحكومة حتى يومها الأخير، وبناء رواية أمنية متجددة للانتخابات.
وشددت "معاريف" على أن كل ذلك يتعارض تماما مع المصلحة الأمنية الحقيقية لإسرائيل، مشيرة إلى أن الاستنزاف يقوض جميع إنجازات الحرب، وما تبقى من الشرعية الإقليمية والدولية، ويقوض الجيش المتهالك أصلا، ويضعف الميزانية، ويعزز الجو العام الكئيب الذي يبتز نتنياهو من خلاله الرئيس بطلبه العفو.
واختتمت الصحيفة العبرية تقريرها بالقول إنها "حرب تنقيط سيئة جدا بالنسبة لإسرائيل".
و"حرب التنقيط" هي استراتيجية عسكرية تقوم على إطلاق هجمات محدودة ومتفرقة بدلا من هجمات واسعة النطاق، وتهدف هذه الاستراتيجية إلى إرهاق العدو، وتكبيده خسائر متتالية، ودفعه لتقديم تنازلات، وغالبا ما تستخدم في ظل عدم القدرة على شن هجوم شامل، مثل الصراعات طويلة الأمد أو حروب الاستنزاف.
بي دي ان |
02 ديسمبر 2025 الساعة 08:51م
تل أبيب - بي دي ان
وتقول الصحيفة إن تحرك الجيش الإسرائيلي في سوريا الأسبوع الماضي هو تعبير عن ارتباك وغياب استراتيجية واضحة في ظل غموض سياسي حول ما تريده تل أبيب.
والنتيجة هي خطأ عملياتي يميّز نهاية الحرب بأكملها على الجبهات الخمس، حيث لا أحد يعلم أين نحن وإلى أين نتجه.
وطرحت الصحيفة عشرات الأسئلة بشأن الملف السوري حيث ذكرت: "ما الذي تريده إسرائيل تحديدا في سوريا؟.. إلى أين تتجه سوريا نفسها؟.. هل ترامب مدرك حقا لما يحدث هناك؟.. هل يبدي أحد هنا قلقه بشأن التوجهات الجديدة للسيطرة التركية على سوريا وإعادة تأسيس ما يشبه تنظيم "داعش" المدار حكوميا؟".
وتشير الصحيفة إلى أن الحكومة الإسرائيلية تخفي رأسها في الرمال، ولاعتبارات سياسية أخرى غير العلاقة الشخصية بين نتنياهو وترامب، أو بالأحرى ما يمليه ترامب على نتنياهو، فهي لا تمارس أي دبلوماسية سياسية على الإطلاق.
وفي غياب أي توجيه سياسي، يقوم الجيش الإسرائيلي بما يجيده عسكريا، وباعتباره الهيئة الوحيدة التي رغم تآكلها لا تزال تعمل دون أي تساؤلات لا داعي لها، فمن الملائم للحكومة أن تحمّله مسؤولية تقاعسه، لذا فهم يفعلون ما يجيدونه ويبنون سلسلة من المواقع الاستيطانية غير الضرورية، وظيفتها الوحيدة حماية أنفسهم من الهجمات التي ستقع عليهم قريبا، ويرسلون كتيبة احتياطية للقيام باعتقالات كما لو كانت اعتقالات في نابلس.
والمشكلة في هذه العملية ليست عملياتية فحسب، بل إنها حماقة استراتيجية تتمثل في نشوة القوة التي يمكن لإسرائيل استغلالها في أي مكان.
وفي الوقت نفسه، تمنع إسرائيل الجيش السوري من الانتشار في المنطقة القريبة من إسرائيل وتتجاهل السيادة السورية تماما، وتعتقل منظمة يبدو أنها وصلت إلى هناك للرد على وجود الجيش الإسرائيلي، والحكومة السورية التي ينبغي إجبارها على التعامل مع المشكلة، تمنعها إسرائيل من التواجد هناك.
- ماذا ينبغي لإسرائيل أن تفعل؟
تحتاج إسرائيل إلى اتفاقية أمنية مع سوريا والتي يتم تأجيلها حاليا، وتحتاج إلى نقل المسؤولية إلى الجيش السوري الذي يجب إعادة بنائه تحت إشراف أمريكي لا تركي.
ويمكن أن تؤثر الاتفاقية على إعادة تصميم سوريا، بما في ذلك ضمان الحفاظ على التوازن السعودي التركي، حيث يجب أن يستنتج الجيش أن المنطقة الأمنية الخالية من الأسلحة الثقيلة، ستكون تحت سيطرة الجيش السوري الجديد، مما يمنع الإرهاب والعداء المستقبلي ضد إسرائيل.
وبمجرد ظهور معلومات استخباراتية عن مثل هذه المنظمة الإرهابية، يجب نقل المسؤولية إليهم، مع التحقق من أن الخطوة قد تم اتخاذها بالفعل، وإذا لم يتم التعامل معها، فسنهاجم من الجو ولن تكون هناك حاجة للقوات البرية للقيام بدوريات في سوريا كما لو كانت دورية في وادي عربة.
وفي هذه الأثناء، يخدم السلوك الإسرائيلي الرواية التركية الجديدة المُروَّجة، القائلة باحتلال إسرائيل وانتهاك الحقوق السيادية للدول المجاورة.
ووفقا لهذه الرواية، تسيطر إسرائيل على أراض في غزة وسوريا ولبنان وتحتلها بالإضافة إلى حالة حرب استنزافية مستمرة.
وتبين الصحيفة العبرية أن حرب الاستنزاف الآن على نار هادئة، لكن الوقت سيفاقمها، مؤكدة أنها حرب قائمة على اعتبارات سياسية، فبدلا من أن تنتهي باتفاقيات قوية، تستمر في النزيف خدمة سلطة نتنياهو لتحقيق مجموعة من الاحتياجات مثل تأجيل المحاكمات، والعفو، وتجميد الحكومة حتى يومها الأخير، وبناء رواية أمنية متجددة للانتخابات.
وشددت "معاريف" على أن كل ذلك يتعارض تماما مع المصلحة الأمنية الحقيقية لإسرائيل، مشيرة إلى أن الاستنزاف يقوض جميع إنجازات الحرب، وما تبقى من الشرعية الإقليمية والدولية، ويقوض الجيش المتهالك أصلا، ويضعف الميزانية، ويعزز الجو العام الكئيب الذي يبتز نتنياهو من خلاله الرئيس بطلبه العفو.
واختتمت الصحيفة العبرية تقريرها بالقول إنها "حرب تنقيط سيئة جدا بالنسبة لإسرائيل".
و"حرب التنقيط" هي استراتيجية عسكرية تقوم على إطلاق هجمات محدودة ومتفرقة بدلا من هجمات واسعة النطاق، وتهدف هذه الاستراتيجية إلى إرهاق العدو، وتكبيده خسائر متتالية، ودفعه لتقديم تنازلات، وغالبا ما تستخدم في ظل عدم القدرة على شن هجوم شامل، مثل الصراعات طويلة الأمد أو حروب الاستنزاف.