الصليب الأحمر يواجه أزمة تمويل غير مسبوقة ويستغني عن 2900 موظف

بي دي ان |

21 نوفمبر 2025 الساعة 10:38م

صورة أرشيفية
أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الجمعة، عن خفض ميزانيتها للعام 2026 بنسبة 17%، في إطار خطة تقشفية تتضمن الاستغناء عن نحو 2,900 وظيفة بدوام كامل من أصل أكثر من 18 ألف موظف حول العالم.
 
وقالت اللجنة إن هذا القرار يأتي نتيجة "البيئة المالية الصعبة في القطاع الإنساني"، موضحة أنها أقرت ميزانية بقيمة 1.8 مليار فرنك سويسري (2.2 مليار دولار) للعام المقبل، وهي أقل بشكل ملحوظ مقارنة بميزانية العام الحالي.
 
وحذّرت اللجنة من أن هذه التخفيضات تأتي في وقت يشهد ارتفاعا غير مسبوق في عدد النزاعات حول العالم، وما يرافقها من اتساع الحاجة إلى المساعدات الإنسانية.
 
وأكدت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، أن العالم يقف أمام "تقاطع خطير" يجمع بين تصاعد النزاعات المسلحة، وتراجع التمويل، إضافة إلى تزايد التساهل الدولي مع الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي.
 
وشددت سبولياريتش على أن المنظمة ستواصل عملها في الخطوط الأمامية للمناطق المتضررة التي يصعب على العديد من المنظمات الوصول إليها، لكنها أوضحت أن "الواقع المالي يجبرنا على اتخاذ قرارات صعبة لضمان القدرة على مواصلة تقديم المساعدات الحيوية".
 
ويأتي هذا الإعلان في ظل أزمة عالمية غير مسبوقة تمس تمويل المساعدات الإنسانية. وتشير المعطيات الدولية إلى أن عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض مطلع العام الجاري، رافقها خفض كبير في المساعدات الخارجية التي تقدّمها الولايات المتحدة، أكبر المانحين التقليديين.
 
كما اتجهت دول مانحة كبرى أخرى إلى تشديد إنفاقها وإعادة توجيهه نحو ميزانيات الدفاع، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، ما فاقم من الضغوط على المنظومة الإنسانية.
 
وبحسب اللجنة، فإن الاحتياجات الإنسانية كانت تتجاوز الموارد المتاحة حتى قبل الأزمة الحالية، مشيرة إلى وجود أكثر من 130 نزاعًا مسلحًا نشطًا حول العالم.
 
ومع تقليص الميزانية، أكدت اللجنة أنها ستمنح الأولوية للحفاظ على حضورها في أكثر بؤر النزاعات حرجًا، بما يشمل السودان، والأراضي الفلسطينية، وأوكرانيا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية.