عام 2025 الأعنف من المستعمرين
بي دي ان |
10 نوفمبر 2025 الساعة
12:06ص
الكاتب
انفلات وحشي وغير مسبوق من قطعان المستعمرين والجيش الإسرائيلي على حد سواء في الضفة الفلسطينية، حيث يحمل كل يوم جديد المزيد من الاعتداءات الهمجية على المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وفق سياسة استعمارية منهجية، بهدف تعطيل حياة الفلسطينيين، وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية، وإغلاق مصادر رزقهم، وشل حركتهم التجارية والحؤول دون تواصلهم الاجتماعي والاقتصادي من خلال زيادة الحواجز والبوابات التي بلغ عددها 921 حاجزا، ونهب أراضيهم عبر بوابة المصادرة والتهويد وتوسع الاستيطان الاستعماري بأشكاله المختلفة، بالتلازم مع مضاعفة عمليات القتل والاعدام الميداني والتنكيل بالمواطنين على الحواجز والاعتقال دون سبب يذكر، وعلى أساس الهوية الوطنية، بالإضافة لتوسيع عمليات الاقتحامات والاجتياحات للمخيمات الفلسطينية في عموم الضفة الغربية وفي محافظات الشمال خصوصا: جنين وطولكرم وطوباس ونابلس وقلقيلية، وطرد السكان من منازلهم، وفرض الطوق على المخيمات طيلة الشهور التسعة الماضية، وهدم البيوت والبنى التحتية في القدس العاصمة وخليل الرحمن التي ترافقت مع عمليات تطهير عرقي .
وتزامن التصعيد والتغول الاجرامي الإسرائيلي أكثر فأكثر بعد السابع من تشرين اول / أكتوبر 2023 ومع شروع إسرائيل والولايات المتحدة بالابادة الجماعية في قطاع غزة، لتحقيق هدف السيطرة الاستعمارية الكاملة على جناحي الوطن، ودفع المواطنين في الضفة بما فيها القدس العاصمة الفلسطينية وقطاع غزة لأوسع عملية تهجير قسري وتطهير عرقي في كارثة نكبوية أبشع وأوسع من النكبة الأولى عام 1948.
ما تقدم، أكده تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" الصادر يوم الجمعة 7 تشرين ثاني / نوفمبر الحالي وجاء فيه، أن المستوطنون الإسرائيليون نفذوا 264 اعتداءً في الضفة خلال شهر أكتوبر الماضي، وهي أعلى حصيلة شهرية منذ 20 عاما، التي وردت في سياق مؤتمر صحفي عقده نائب الناطق بلسان الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك. وأشار الى الزيادة الكبيرة في اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة، وأضاف "اسفرت هجمات واعتداءات المستوطنين عن مقتل فلسطينيين بينهم 42 طفلا ومئات الاصابات أو خسائر في املاكهم، أو الاثنين معا،"، ولفت الى أن عدد الاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين منذ سنة 2006 بلغ 6900 اعتداء، وقع 15% منها، أي ما يعادل 1500 اعتداء على الفلسطينيين خلال الشهور الماضية من العام.
وتقع هذه الاعتداءات ضمن موجة تصعيد إسرائيلية واسعة في الضفة الغربية من الجيش والمستوطنين، بدأت بالتزامن مع بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يوم 7 أكتوبر 2023، واسفرت تلك الاعتداءات في الضفة وحدها عن مقتل (استشهاد) 1068 فلسطينيا، وإصابة 10,000 اخرين، فضلا عن اعتقال أكثر من 20,000 بينهم 1600 طفل.
وفي تقرير سابق لمنظمة العفو الدولية "أمنستي" الصادر يوم الخميس 23 أكتوبر الماضي، قالت المنظمة الدولية، إن أكثر من 860 هجوما عنيفا للمستوطنين على الضفة الغربية المحتلة خلال الشهور الماضية من عام 2025، وأضافت "أمنستي" أن المستوطنين "يتمتعون بإفلات شبه تام (بل تام وكامل) من العقاب في هجماتهم على الفلسطينيين"، مؤكدة أن على عاتق قادة العالم التزاما قانونيا بتفكيك الاحتلال الإسرائيلي، وانهاء "نظام الفصل العنصري" في الضفة.
بدورها أكدت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية في الأول من نوفمبر الحالي، نقلا عن مصدر أمني إسرائيلي _ أن هجمات المستوطنين في الضفة الغربية خرجت عن السيطرة، مؤكدة أن هجمات مجموعة "فتيان التلال" الاستيطانية العنيفة (الإرهابية) تتصاعد. وأشارت الى ان الوضع الميداني والوثائق تظهر أن الجيش عادة لا يفعل شيئا لمواجهة هجمات المستوطنين بالضفة.
وبالعودة لتقرير "أوتشا" السابق، شهد موسم الزيتون في الضفة الغربية (هذا العام) أعلى مستوى من هجمات المستعمرين منذ 5 سنوات، وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن المستوطنين نفذوا 126 هجمة طالت 70 بلدة في الضف، كما خربوا أكثر من 400 الاف شجرة زيتون وشتلة زيتون. وجاء في تقرير سابق لهيئة مكافحة الجدار والاستيطان الفلسطينية أن الهجمات بلغت 158 هجوما خلال موسم قطف الزيتون، أي أن الاعتداءات الاجرامية تتضاعف بوتيرة هندسية وجبرية، وهو ما يؤكد التكامل بين قطعان المستعمرين والجيش والحكومة.
وفي السياق، أفادت مجموعة التعليم، أن أكثر من 90 اعتداءً مرتبطة بالتعليم في الضفة الغربية، تسببت في تعطيل دراسة نحو 12000 طالب وطالبة بين شهري تموز / يوليو وأيلول / سبتمبر الماضيين.
هذا الانفلات الوحشي لقطعان المستعمرين يتطلب وقفة جادة من القيادة السياسية والحكومة وعموم الحركة الوطنية والنخب لوضع الخطط الكفيلة بحماية المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم ومزارعهم وزيتونهم ومساجدهم وكنائسهم، وتصعيد المقاومة الشعبية وفق خطة وطنية شاملة وتحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية لتعزيز صمود المواطنين، وتجذرهم في وطنهم الام، العامل الأكثر ضرورة لكسر حدة هجمات قطعان المستعمرين ودولة الإبادة الجماعية، لإن صمودهم وثباتهم في الأرض بالتلازم مع الوحدة الوطنية تحت راية المنظمة يشكل الرافعة الأساسية لحماية المشروع الوطني، وبالتوافق مع ذلك توسيع دائرة النضال السياسي والديبلوماسي والقانوني ضد الاستعمار الإسرائيلي المجرم، ودفع عربة استقلال دولة فلسطين المحتلة الى الامام على الأرض وفي كافة المحافل العربية والإسلامية والدولية، وقطع الطريق على المخطط الأميركي الإسرائيلي لفصل الضفة عن القطاع وتبديد المشروع الوطني، وتحميل قادة العالم الداعمين والمؤيدين لخيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967 المسؤولية الملقاة على عاتقهم لإزالة أخر احتلال استعماري في العالم عن أراضي الدولة الفلسطينية، وتعميم السلام الممكن والمقبول.
[email protected]
[email protected]
بي دي ان |
10 نوفمبر 2025 الساعة 12:06ص
وتزامن التصعيد والتغول الاجرامي الإسرائيلي أكثر فأكثر بعد السابع من تشرين اول / أكتوبر 2023 ومع شروع إسرائيل والولايات المتحدة بالابادة الجماعية في قطاع غزة، لتحقيق هدف السيطرة الاستعمارية الكاملة على جناحي الوطن، ودفع المواطنين في الضفة بما فيها القدس العاصمة الفلسطينية وقطاع غزة لأوسع عملية تهجير قسري وتطهير عرقي في كارثة نكبوية أبشع وأوسع من النكبة الأولى عام 1948.
ما تقدم، أكده تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" الصادر يوم الجمعة 7 تشرين ثاني / نوفمبر الحالي وجاء فيه، أن المستوطنون الإسرائيليون نفذوا 264 اعتداءً في الضفة خلال شهر أكتوبر الماضي، وهي أعلى حصيلة شهرية منذ 20 عاما، التي وردت في سياق مؤتمر صحفي عقده نائب الناطق بلسان الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك. وأشار الى الزيادة الكبيرة في اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة، وأضاف "اسفرت هجمات واعتداءات المستوطنين عن مقتل فلسطينيين بينهم 42 طفلا ومئات الاصابات أو خسائر في املاكهم، أو الاثنين معا،"، ولفت الى أن عدد الاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين منذ سنة 2006 بلغ 6900 اعتداء، وقع 15% منها، أي ما يعادل 1500 اعتداء على الفلسطينيين خلال الشهور الماضية من العام.
وتقع هذه الاعتداءات ضمن موجة تصعيد إسرائيلية واسعة في الضفة الغربية من الجيش والمستوطنين، بدأت بالتزامن مع بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يوم 7 أكتوبر 2023، واسفرت تلك الاعتداءات في الضفة وحدها عن مقتل (استشهاد) 1068 فلسطينيا، وإصابة 10,000 اخرين، فضلا عن اعتقال أكثر من 20,000 بينهم 1600 طفل.
وفي تقرير سابق لمنظمة العفو الدولية "أمنستي" الصادر يوم الخميس 23 أكتوبر الماضي، قالت المنظمة الدولية، إن أكثر من 860 هجوما عنيفا للمستوطنين على الضفة الغربية المحتلة خلال الشهور الماضية من عام 2025، وأضافت "أمنستي" أن المستوطنين "يتمتعون بإفلات شبه تام (بل تام وكامل) من العقاب في هجماتهم على الفلسطينيين"، مؤكدة أن على عاتق قادة العالم التزاما قانونيا بتفكيك الاحتلال الإسرائيلي، وانهاء "نظام الفصل العنصري" في الضفة.
بدورها أكدت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية في الأول من نوفمبر الحالي، نقلا عن مصدر أمني إسرائيلي _ أن هجمات المستوطنين في الضفة الغربية خرجت عن السيطرة، مؤكدة أن هجمات مجموعة "فتيان التلال" الاستيطانية العنيفة (الإرهابية) تتصاعد. وأشارت الى ان الوضع الميداني والوثائق تظهر أن الجيش عادة لا يفعل شيئا لمواجهة هجمات المستوطنين بالضفة.
وبالعودة لتقرير "أوتشا" السابق، شهد موسم الزيتون في الضفة الغربية (هذا العام) أعلى مستوى من هجمات المستعمرين منذ 5 سنوات، وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن المستوطنين نفذوا 126 هجمة طالت 70 بلدة في الضف، كما خربوا أكثر من 400 الاف شجرة زيتون وشتلة زيتون. وجاء في تقرير سابق لهيئة مكافحة الجدار والاستيطان الفلسطينية أن الهجمات بلغت 158 هجوما خلال موسم قطف الزيتون، أي أن الاعتداءات الاجرامية تتضاعف بوتيرة هندسية وجبرية، وهو ما يؤكد التكامل بين قطعان المستعمرين والجيش والحكومة.
وفي السياق، أفادت مجموعة التعليم، أن أكثر من 90 اعتداءً مرتبطة بالتعليم في الضفة الغربية، تسببت في تعطيل دراسة نحو 12000 طالب وطالبة بين شهري تموز / يوليو وأيلول / سبتمبر الماضيين.
هذا الانفلات الوحشي لقطعان المستعمرين يتطلب وقفة جادة من القيادة السياسية والحكومة وعموم الحركة الوطنية والنخب لوضع الخطط الكفيلة بحماية المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم ومزارعهم وزيتونهم ومساجدهم وكنائسهم، وتصعيد المقاومة الشعبية وفق خطة وطنية شاملة وتحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية لتعزيز صمود المواطنين، وتجذرهم في وطنهم الام، العامل الأكثر ضرورة لكسر حدة هجمات قطعان المستعمرين ودولة الإبادة الجماعية، لإن صمودهم وثباتهم في الأرض بالتلازم مع الوحدة الوطنية تحت راية المنظمة يشكل الرافعة الأساسية لحماية المشروع الوطني، وبالتوافق مع ذلك توسيع دائرة النضال السياسي والديبلوماسي والقانوني ضد الاستعمار الإسرائيلي المجرم، ودفع عربة استقلال دولة فلسطين المحتلة الى الامام على الأرض وفي كافة المحافل العربية والإسلامية والدولية، وقطع الطريق على المخطط الأميركي الإسرائيلي لفصل الضفة عن القطاع وتبديد المشروع الوطني، وتحميل قادة العالم الداعمين والمؤيدين لخيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967 المسؤولية الملقاة على عاتقهم لإزالة أخر احتلال استعماري في العالم عن أراضي الدولة الفلسطينية، وتعميم السلام الممكن والمقبول.
[email protected]
[email protected]