ممداني يوجه لطمة لخصومه
بي دي ان |
06 نوفمبر 2025 الساعة 12:15ص
أخيرا أسدل الستار على انتخابات عمدة بلدية عاصمة المال العالمية وموطن "وول ستريت" أمس الأربعاء الخامس من تشرين ثاني / نوفمبر 2025، بفوز زهران ممداني، الذي تفوق على خصومه حاكم الولاية السابق أندرو كومو والمرشح الجمهوري كورتيس سليوا، وامتدادتهما الحزبية والمالية والسياسية، في مشهد استثنائي في تاريخ نيويورك. وحصد 50,4% من أصوات الناخبين مقابل 41,3% لكومو وسليوا لم يتجاوز ال 8%، في سباق انتخابي وصفه المراقبون بأنه "الأكثر حدية منذ عقود"، واستخدم فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي في الحملات الانتخابية، وتدفق أموال ضخمة من المليارديرات ولجان الدعم السياسي، ومحاورات محتدمة حول ازمة السكن وغلاء المعيشة.
فاز المهاجر ممداني (34 عاما) الاشتراكي الديمقراطي بمنصب عمدة مدينة المال العالمية، وهو بذلك يدخل قصر غراسي مطلع 2026 كأصغر عمدة منذ عام 1889، مخترقا قواعد اللعبة الانتخابية التاريخية في نيويورك، القادم من أوساط الشعب الأميركي، رافعا شعاراته اليسارية جهارا، المنحازة لمواطني المدينة الصاخبة والمتخنة بأصحاب رؤوس المال والاعمال وكاسرا بتربعه زعامة المدينة تلك القواعد بدعم ذوي الدخل المحدود من أبناء نيويورك.
ورغم الامتيازات التي ترافق المنصب – من السكن الفخم الى الراتب المضاعف – تشير فوربس الى أن ممداني سيحافظ على أسلوب حياته المتواضع والبسيط، إذ يخطط البقاء بلا سيارة، والاكتفاء باستخدام المترو الذي يمر على بُعد ثلاث كتل سكنية فقط عن مقر اقامته الرسمي. وسيبقى التحدي الأكبر أمامه، قيادة أكبر مدينة في العالم الرأسمالي، في الوقت الذي ينادي ويدعو لسياسات اشتراكية جذرية تعيد توزيع الثروة وتكبح جماح نفوذ المليارديرات.
ولم يكن فوز زهران ممداني ضد خصومه المباشرين في الانتخابات، انما ضد الرئيس دونالد ترمب وسياساته المعادية للمهاجرين، وعلى إثر فوزه اعتلى المنصة في بروكلين، ووجه كلمات لاذعة للرئيس الأميركي، قائلا "أتمنى لكومو الأفضل في حياته الخاصة، ولكن فلتكن هذه الليلة آخر ليلة ألفظ فيها اسمه". وأضاف "إذا كان لاحد أن يُظهر كيف يمكن هزيمة ترمب، فهي المدينة التي لمع نجمه فيها، هذه ليست الطريقة الوحيدة لوقف ترمب، ولكنها الطريقة لوقف من سيأتي بعده." وتابع "إذن يا ترمب أعلم أنك تشاهدني، لدي أربع كلمات لك، ارفع الصوت عاليا، نيويورك ستظل مدينة للمهاجرين – بُنيت على أيدي المهاجرين، ومدعومة بالمهاجرين، والان ستقاد بواسطة مهاجر، فاسمعني يا رئيس ترمب، لكي تنال من أحد منا، عليك أن تنال منا جميعا."
وردا على نتائج الانتخابات، دعا ترمب الجمهوريين الى انهاء سياسة المماطلة والعودة الى التشريع، وإصلاح نظام الانتخابات، معتبرا أن خسارة حزبه تعود الى الإغلاق الحكومي الأطول في التاريخ، والى غياب "اسم ترمب عن ورقة الاقتراع وفق خبراء استطلاعات الرأي." والحقيقة غير ذلك، لأن صعود نجم ممداني كان سابقا للإغلاق الحكومي، ونتيجة سياسات الرئيس الجمهوري الهوجاء والمتناقضة مع مصالح اميركا أولا والمواطنين الاميركيين ثانيا، والدستور والديمقراطية الأميركية ثلثا، والنهج العنصري المعادي للمهاجرين رابعا.
وفي رسالة غاضبة ردا على ممداني، كتب الرئيس ال47 على منصته "تروث سوشال" الاتي: "وهكذا يبدأ الأمر"، وكان قد هدد سابقا بقطع التمويل عن المدينة إذا فاز "الشيوعي ممداني". وهو ما يكرس عنصريته، وتناقضه مع القيم والدستور الأميركي، وعدائه للمهاجرين، وتجاوزه النظام والقانون الفيدرالي، بتهديده قطع تمويل مدينة نيويورك في حال فاز الشاب الديمقراطي.
وللعلم فإن نحو 30% من المصوتين لممداني هم من اليهود سكان نيويورك، الذين قالوا بصوت عال "نحن مع ممداني، وضد سياسات ترمب"، وصوتنا للبرنامج الانتخابي الاقتصادي الداعم للطبقات والفئات الاجتماعية محدودة الدخل، الذي يحاكي مصالحهم ومستوى معيشتهم، حيث أعلن المرشح الاشتراكي الديمقراطي انه سيؤمن المواصلات المجانية، والسكن المجاني لنحو مليون انسان.
ولم تغب إسرائيل اللقيطة عن المشهد الانتخابي وفوز العمدة الجديد، فصرح وزير الشتات ومكافحة معاداة السامية عميحاي شيكلي أمس الأربعاء، منتقدا رئيس بلدية نيويورك المنتخب زهران ممداني، وواصفا إياه بأنه "مؤيد لحماس"، ودعا اتباع الديانة اليهودية في المدينة الى الهجرة الى إسرائيل بعد فوزه. بيد أن جزءً أساسيا من يهود المدينة، كان رد مسبقا على شيكلي الصهيوني مرتكب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وقالوا كلمتهم عبر صناديق الاقتراع، وممداني داعم قوي للشعب والقضية الفلسطينية، ولم يخُف موقفه الشجاع برفضه الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وأعلن صراحة، أنه سيعتقل بنيامين نتنياهو إذا وصل المدينة بعد توليه منصبه كعميد لنيويورك، ومع ذلك صوت يهود المدينة لصالحه، رغم ضخ أموال منظمة "الايباك" الصهيونية الهائلة لخصومه. لأن المعادلة انقلبت رأسا على عقب، وباتت أموال الإيباك والمنظمات الصهيونية عبئا على من يتلقاها من النواب في الكونغرس ومجلس الشيوخ وحكام الولايات ورؤساء البلديات، ومبروووك كبيرة لممداني ولإنصار السلام والعدالة في اميركا والعالم.
[email protected]
[email protected]
فاز المهاجر ممداني (34 عاما) الاشتراكي الديمقراطي بمنصب عمدة مدينة المال العالمية، وهو بذلك يدخل قصر غراسي مطلع 2026 كأصغر عمدة منذ عام 1889، مخترقا قواعد اللعبة الانتخابية التاريخية في نيويورك، القادم من أوساط الشعب الأميركي، رافعا شعاراته اليسارية جهارا، المنحازة لمواطني المدينة الصاخبة والمتخنة بأصحاب رؤوس المال والاعمال وكاسرا بتربعه زعامة المدينة تلك القواعد بدعم ذوي الدخل المحدود من أبناء نيويورك.
ورغم الامتيازات التي ترافق المنصب – من السكن الفخم الى الراتب المضاعف – تشير فوربس الى أن ممداني سيحافظ على أسلوب حياته المتواضع والبسيط، إذ يخطط البقاء بلا سيارة، والاكتفاء باستخدام المترو الذي يمر على بُعد ثلاث كتل سكنية فقط عن مقر اقامته الرسمي. وسيبقى التحدي الأكبر أمامه، قيادة أكبر مدينة في العالم الرأسمالي، في الوقت الذي ينادي ويدعو لسياسات اشتراكية جذرية تعيد توزيع الثروة وتكبح جماح نفوذ المليارديرات.
ولم يكن فوز زهران ممداني ضد خصومه المباشرين في الانتخابات، انما ضد الرئيس دونالد ترمب وسياساته المعادية للمهاجرين، وعلى إثر فوزه اعتلى المنصة في بروكلين، ووجه كلمات لاذعة للرئيس الأميركي، قائلا "أتمنى لكومو الأفضل في حياته الخاصة، ولكن فلتكن هذه الليلة آخر ليلة ألفظ فيها اسمه". وأضاف "إذا كان لاحد أن يُظهر كيف يمكن هزيمة ترمب، فهي المدينة التي لمع نجمه فيها، هذه ليست الطريقة الوحيدة لوقف ترمب، ولكنها الطريقة لوقف من سيأتي بعده." وتابع "إذن يا ترمب أعلم أنك تشاهدني، لدي أربع كلمات لك، ارفع الصوت عاليا، نيويورك ستظل مدينة للمهاجرين – بُنيت على أيدي المهاجرين، ومدعومة بالمهاجرين، والان ستقاد بواسطة مهاجر، فاسمعني يا رئيس ترمب، لكي تنال من أحد منا، عليك أن تنال منا جميعا."
وردا على نتائج الانتخابات، دعا ترمب الجمهوريين الى انهاء سياسة المماطلة والعودة الى التشريع، وإصلاح نظام الانتخابات، معتبرا أن خسارة حزبه تعود الى الإغلاق الحكومي الأطول في التاريخ، والى غياب "اسم ترمب عن ورقة الاقتراع وفق خبراء استطلاعات الرأي." والحقيقة غير ذلك، لأن صعود نجم ممداني كان سابقا للإغلاق الحكومي، ونتيجة سياسات الرئيس الجمهوري الهوجاء والمتناقضة مع مصالح اميركا أولا والمواطنين الاميركيين ثانيا، والدستور والديمقراطية الأميركية ثلثا، والنهج العنصري المعادي للمهاجرين رابعا.
وفي رسالة غاضبة ردا على ممداني، كتب الرئيس ال47 على منصته "تروث سوشال" الاتي: "وهكذا يبدأ الأمر"، وكان قد هدد سابقا بقطع التمويل عن المدينة إذا فاز "الشيوعي ممداني". وهو ما يكرس عنصريته، وتناقضه مع القيم والدستور الأميركي، وعدائه للمهاجرين، وتجاوزه النظام والقانون الفيدرالي، بتهديده قطع تمويل مدينة نيويورك في حال فاز الشاب الديمقراطي.
وللعلم فإن نحو 30% من المصوتين لممداني هم من اليهود سكان نيويورك، الذين قالوا بصوت عال "نحن مع ممداني، وضد سياسات ترمب"، وصوتنا للبرنامج الانتخابي الاقتصادي الداعم للطبقات والفئات الاجتماعية محدودة الدخل، الذي يحاكي مصالحهم ومستوى معيشتهم، حيث أعلن المرشح الاشتراكي الديمقراطي انه سيؤمن المواصلات المجانية، والسكن المجاني لنحو مليون انسان.
ولم تغب إسرائيل اللقيطة عن المشهد الانتخابي وفوز العمدة الجديد، فصرح وزير الشتات ومكافحة معاداة السامية عميحاي شيكلي أمس الأربعاء، منتقدا رئيس بلدية نيويورك المنتخب زهران ممداني، وواصفا إياه بأنه "مؤيد لحماس"، ودعا اتباع الديانة اليهودية في المدينة الى الهجرة الى إسرائيل بعد فوزه. بيد أن جزءً أساسيا من يهود المدينة، كان رد مسبقا على شيكلي الصهيوني مرتكب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وقالوا كلمتهم عبر صناديق الاقتراع، وممداني داعم قوي للشعب والقضية الفلسطينية، ولم يخُف موقفه الشجاع برفضه الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وأعلن صراحة، أنه سيعتقل بنيامين نتنياهو إذا وصل المدينة بعد توليه منصبه كعميد لنيويورك، ومع ذلك صوت يهود المدينة لصالحه، رغم ضخ أموال منظمة "الايباك" الصهيونية الهائلة لخصومه. لأن المعادلة انقلبت رأسا على عقب، وباتت أموال الإيباك والمنظمات الصهيونية عبئا على من يتلقاها من النواب في الكونغرس ومجلس الشيوخ وحكام الولايات ورؤساء البلديات، ومبروووك كبيرة لممداني ولإنصار السلام والعدالة في اميركا والعالم.
[email protected]
[email protected]