شهيد و87 معتقلًا و15 عملية هدم خلال تشرين الأول في القدس.. وتصاعد خطير في اقتحامات الأقصى والانتهاكات الإسرائيلية

بي دي ان |

03 نوفمبر 2025 الساعة 07:53م

أفادت محافظة القدس في تقريرها الشهري حول انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 2025، بأن جرائم الاحتلال تواصلت بوتيرة مرتفعة، وأسفرت عن استشهاد مواطن وإصابة 40 آخرين، واعتقال 87 فلسطينيًا، إلى جانب 15 عملية هدم وتجريف، فيما اقتحم أكثر من 10,822 مستوطنًا المسجد الأقصى المبارك، وسط تصاعد الاعتداءات الممنهجة بحق المقدسيين وممتلكاتهم.

 

ملف الشهداء

أكد التقرير استمرار سياسة القتل الميداني التي تنتهجها قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين، مشيرًا إلى استشهاد المواطن سليم راجي حسن أبو عيشة (57 عامًا) من محافظة جنين، بعد تعرضه لضرب مبرح على الرأس على أيدي جنود الاحتلال في بلدة الرام شمال القدس المحتلة يوم 15 تشرين الأول، ما أدى إلى استشهاده.

 

اعتداءات المستوطنين

رصدت محافظة القدس 68 اعتداءً نفذها المستوطنون خلال الشهر، من بينها اعتداءان جسديان، شملت اقتحامات للمسجد الأقصى، وتنظيم مسيرات استفزازية في البلدة القديمة، واعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم.
وأكد التقرير أن هذه الاعتداءات تتم بدعم وتشجيع من الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، التي توفر الغطاء السياسي والقانوني للمستوطنين وتشجعهم على ارتكاب جرائمهم.

 

الإصابات

أوضح التقرير أن 40 فلسطينيًا أُصيبوا خلال تشرين الأول، جراء إطلاق الرصاص الحي والمطاطي والاعتداءات بالضرب من قبل جنود الاحتلال والمستوطنين. وأكد أن هذه الاعتداءات تأتي ضمن سياسة الإفلات من العقاب، إذ تعمل سلطات الاحتلال على حماية المنفذين وتبرير جرائمهم.

 

انتهاكات المسجد الأقصى المبارك

شهد المسجد الأقصى تصعيدًا غير مسبوق في اقتحامات المستوطنين، إذ رصدت المحافظة اقتحام 10,822 مستوطنًا لباحاته، إلى جانب 8,704 آخرين دخلوا تحت غطاء ما يسمى "السياحة".
وأشار التقرير إلى أن الاقتحامات تزامنت مع أعياد يهودية مثل "عيد الغفران" و"عيد العُرش"، وشهدت أداء طقوس تلمودية علنية داخل الأقصى، من بينها النفخ في "الشوفار" والغناء والرقص وارتداء زي "كهنة الهيكل"، في انتهاك واضح للوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي.

 

الاعتقالات

وثقت محافظة القدس 87 حالة اعتقال خلال الشهر، بينها 11 طفلًا و3 نساء، جرت غالبيتها خلال مداهمات للمنازل والأحياء أو عبر اعتقالات ميدانية في الشوارع والحواجز.
وأشار التقرير إلى أن الاحتلال استخدم القوة المفرطة خلال عمليات الاعتقال، من ضرب وتهديد وإهانة، في إطار سياسة ممنهجة لاستهداف الوجود الفلسطيني في المدينة.

 

أحكام المحاكم

واصلت محاكم الاحتلال إصدار أحكام تعسفية بحق المعتقلين المقدسيين، تضمنت 16 حكمًا وقرارًا، منها 13 أمرًا بالاعتقال الإداري دون توجيه تهم، جرى تجديد بعضها أكثر من مرة.
كما صدرت 3 أحكام بالسجن الفعلي تراوحت بين خمسة أشهر ونصف وثلاث سنوات، وغُرّم بعض الأسرى بمبالغ مالية وصلت إلى 4,000 شيقل.

 

الحبس المنزلي والإبعاد

استمرت سلطات الاحتلال في استخدام سياسة الحبس المنزلي كوسيلة عقابية، خاصة ضد الصحفيين والنشطاء.
ورصد التقرير تمديد قرار الحبس المنزلي بحق الصحفية بيان الجعبة حتى 7 تشرين الثاني، مع منعها من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، في محاولة لتكميم صوتها وتقييد نشاطها الإعلامي.
كما وثقت المحافظة 17 قرار إبعاد، منها 16 عن المسجد الأقصى، والبقية عن البلدة القديمة والضفة الغربية.

 

عمليات الهدم والتجريف

سجلت المحافظة 15 عملية هدم وتجريف، بينها 5 عمليات هدم ذاتي قسري، اضطر خلالها المقدسيون إلى هدم منازلهم بأنفسهم، و7 عمليات هدم نفذتها آليات الاحتلال بالقوة، إضافة إلى 3 عمليات تجريف استهدفت أراضي وشوارع فلسطينية، بذريعة "البناء غير المرخص".
وأشار التقرير إلى أن سياسة منع التراخيص تجعل البناء شبه مستحيل بالنسبة للفلسطينيين في القدس.

 

إخطارات الهدم والإخلاء والاستيلاء

أصدرت سلطات الاحتلال 55 إخطارًا خلال الشهر، شملت 45 أمر هدم، و7 قرارات إخلاء، و3 قرارات استيلاء على أراضٍ وممتلكات، تركزت في الطور وسلوان وعناتا وجبع وقلنديا، إضافة إلى تجمع السعيدي البدوي شرق المدينة.
وأكد التقرير أن هذه الإخطارات تأتي ضمن مشاريع تهويدية تهدف إلى السيطرة على الأراضي تحت غطاء "الحدائق التوراتية" و"المنفعة العامة".

 

استهداف المؤسسات والمعالم المقدسية

رصد التقرير تصاعدًا ممنهجًا في الاعتداءات على المؤسسات الدينية والتعليمية والمجتمعية، واستهداف القيادات الوطنية والدينية، عبر الاقتحامات والاعتقالات وفرض القيود على الأنشطة العامة.
وأوضح أن هذه الممارسات تهدف إلى طمس الهوية الفلسطينية وتقويض الدور الاجتماعي والوطني للمؤسسات المقدسية.

 

المشاريع الاستعمارية

وثقت المحافظة 13 مخططًا استيطانيًا جديدًا خلال الشهر، بينها 5 مخططات قيد الإيداع لبناء 769 وحدة استيطانية على مساحة 19.861 دونم، و5 مخططات تمت المصادقة عليها تتضمن بناء 5,129 وحدة جديدة.
وأكد التقرير أن هذه المشاريع تأتي ضمن سياسة توسيع المستوطنات وترسيخ السيطرة الإسرائيلية على القدس ومحيطها.

خلصت محافظة القدس إلى أن شهر تشرين الأول 2025 شهد تصاعدًا واسعًا في الانتهاكات الإسرائيلية على مختلف المستويات، من الاعتقالات والقتل الميداني وهدم المنازل إلى الاقتحامات المكثفة للأقصى، في إطار سياسة تهدف إلى تكريس السيطرة الإسرائيلية على المدينة المقدسة وتفريغها من سكانها الفلسطينيين.