استشهاد الأسير محمد غوادرة من جنين يرفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 81 منذ بدء الحرب
بي دي ان |
02 نوفمبر 2025 الساعة 05:38م
جنين - بي دي ان
أعلنت الهيئة العامة للشؤون المدنية، اليوم، استشهاد الأسير محمد حسين محمد غوادرة (63 عامًا) من محافظة جنين، داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وأبلغت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير بالخبر.
وكان الاحتلال قد اعتقل الشهيد غوادرة في 6 أغسطس/آب 2024، واحتجزه في سجن “جانوت” (الذي كان يُعرف سابقًا بـ"نفحة وريمون")، وظل موقوفًا منذ ذلك الحين. يُذكر أن الشهيد هو والد المعتقل الإداري سامي غوادرة، ووالد الأسير المحرر شادي غوادرة الذي أُبعد إلى مصر بعد الإفراج عنه ضمن صفقة التبادل مطلع العام الجاري.
وأكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير أن استشهاد غوادرة يأتي في ظل حملة التحريض الممنهجة التي تقودها سلطات الاحتلال، وخاصة وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يدفع نحو تشريع قانون إعدام الأسرى ويتباهى بانتهاكاته بحقهم. وأوضحت المؤسستان أن الأسرى الفلسطينيين يواجهون داخل السجون واحدة من أقسى مراحل حرب الإبادة الشاملة والمستمرة ضدهم.
وأضاف البيان أن جريمة قتل غوادرة تُعد استمرارًا لسياسة الاحتلال القائمة على القتل البطيء والتدمير الجسدي والنفسي للأسرى، مشيرًا إلى أن إدارة السجون صعّدت من جرائمها بعد اتفاق وقف إطلاق النار، حيث كشفت شهادات الأسرى المحررين عن عمليات تعذيب وإعدامات ميدانية موثقة، ظهرت ملامحها في جثامين الشهداء الذين جرى تسليمهم مؤخرًا.
وباستشهاد غوادرة، ارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ بداية الحرب إلى 81 شهيدًا تم التعرف على هوياتهم، فيما لا تزال جريمة الإخفاء القسري تطال عشرات المعتقلين. ووفق بيانات مؤسسات الأسرى، بلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 حتى اليوم 318 شهيدًا، في حين يحتجز الاحتلال 89 جثمانًا من الأسرى، بينهم 78 استُشهدوا بعد الحرب الأخيرة.
وحذّرت المؤسستان من أن تسارع وتيرة استشهاد الأسرى يعكس سياسة ممنهجة من إدارة السجون تهدف إلى تصفيتهم ببطء، إذ لا يمر شهر دون ارتقاء شهيد جديد. وأشارتا إلى أن آلاف الأسرى يُحتجزون في ظروف قاسية تفتقر إلى مقومات الحياة، ويتعرضون لانتهاكات خطيرة تشمل التعذيب، التجويع، الاعتداءات الجسدية والجنسية، الإهمال الطبي، ونشر الأمراض المعدية مثل الجرب (السكابيوس) الذي عاد ليتفشى بين صفوفهم.
كما أكدت المؤسستان أن صور جثامين الأسرى الذين أُعيدوا بعد وقف إطلاق النار تثبت الطابع الإجرامي للاحتلال، وتؤكد وقوع عمليات إعدام ميداني داخل السجون.
وحملت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد محمد غوادرة، مجددتين دعوتهما إلى المنظومة الحقوقية الدولية لاتخاذ خطوات عاجلة وفعّالة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب ضد الأسرى والشعب الفلسطيني.
وطالبت المؤسستان بفرض عقوبات دولية واضحة على "إسرائيل" وعزلها، وإعادة الاعتبار لدور القانون الدولي الإنساني، وإنهاء حالة الإفلات من العقاب التي تحظى بها بدعم من دول كبرى تتعامل معها ككيان فوق المساءلة والقانون.