تجمع مئات الآلاف من اليهود المتدينين (الحريديين) اليوم الخميس عند مداخل مدينة القدس، في واحدة من أكبر المظاهرات التي تشهدها إسرائيل احتجاجاً على قانون التجنيد الإلزامي الجديد، الذي يُلزم طلاب المعاهد الدينية بالالتحاق بالخدمة العسكرية.

وأطلق منظمو الفعالية على الاحتجاج اسم "وقفة المليون"، للتعبير عن رفضهم اعتقال طلاب المدارس الدينية الرافضين للتجنيد، معتبرين أن القرار يهدد نمط حياتهم الديني.

ورفع المشاركون لافتات كُتب عليها شعارات مثل "الشعب مع التوراة" و*"إغلاق المعاهد التوراتية يعني القضاء على اليهودية"*.

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية إغلاق مداخل المدينة وعدداً من شوارعها الرئيسية منذ ساعات الظهر، شملت شارع رقم (1) بين مفرق اللطرون و"غفعات شاؤول"، إلى جانب شوارع يافا، وهرتسل، وشزر، كما أوقفت شركة القطارات الإسرائيلية عمل المحطة المركزية في القدس عند الساعة الثانية ظهراً.

وقالت الشرطة في بيان إنها نشرت "مئات من عناصرها وجنود حرس الحدود للحفاظ على النظام العام وضمان حرية التعبير"، بينما عبّر المنظمون عن استيائهم من إغلاق محطة القطار، ملوّحين بتوسيع نطاق الاحتجاجات إلى مدن إسرائيلية أخرى.

وفي السياق، دعا رئيس حركة "شاس" أرييه درعي وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى التدخل الفوري، واصفاً قرار إغلاق المحطة بأنه "غير قانوني"، فيما انتقد عضو الكنيست موشيه غفني من حزب "ديغل هتوراه" القيود المفروضة على حركة المتظاهرين، مطالباً وزيرة المواصلات ميري ريغيف بإيجاد حلول عاجلة لتسهيل وصولهم إلى مكان المظاهرة.

ومن المتوقع أن تستمر القيود المرورية حتى ساعات المساء، في ظل انتشار واسع لقوات الشرطة عند مداخل المدينة، وسط تقديرات بمشاركة مئات الآلاف في هذه المظاهرة التي تُعد واحدة من أضخم الاحتجاجات الدينية ضد قانون التجنيد منذ سنوات.

وتأتي هذه التحركات في ظل تصاعد الجدل داخل إسرائيل حول مسألة إعفاء طلاب المعاهد الدينية من الخدمة العسكرية، وهي قضية تُثير انقساماً حاداً بين الأحزاب العلمانية والدينية في الائتلاف الحاكم والمعارضة على حد سواء.