كتب عليكم الانقسام

بي دي ان |

29 أكتوبر 2025 الساعة 10:08م

الكاتب
قال: القراءة الواقعية تقول إن الفعل انتهى بعد تنفيذ مخطط الانقسام والخراب الصهيوني، ما يجري الآن هو رسم حدود جديدة بالدم، بعد المحرقة والمذابح والابادة الجماعية، فهناك مصالح ثنائية الجحيم؛ ومصالح إقليمية تحكم قواعد اللعبة القذرة، وشعبك كتب عليه أن يدفع فاتورة باهظة وسط صمت دولي وإقليمي، الآن نشهد كارثة استراتيجية ثقيلة لا تقل عن النكبة، ومخطط الانقسام والخراب.

الشعب خارج حسابات هذه الوجوه المفروضة علينا؟! و عندهم حق طالما إحنا ساكتين ومتقبلين الوضع، منذ تنفيذ مخطط الانقسام والخراب الصهيوني، أن هذا التشدد المذموم لاستمرار تنفيذ المخطط الشيطاني، وصولا للمحرقة، يأتي في وقت الشعب والأمة كلها "واكلة هوا". ويلعب بها ترامب وشريكه في الإجرام "النتن"وكأنه حمارٌ يسوقُ حمارًا... أو دمية يتقاذفانها بينهما، ويركلانها في ازدراء، ما بعده ازدراء. ولم يحفل بهم منتشيًا بوحشية الجرائم.

الغباء فقط لمن يتصور الثبات في شبه حكم والخلود بنظام سُلْطَتَيْن أفسد، و أوسخ من بعض.. فلا ثابت هناك ولا خالد. آه لو يعرفوا إن مفيش حاكم أخد معاه الكرسي في القبر إلا توت عنخ آمون، فقد كان المواطن له حقوق وعليه واجبا؛ ولكن في عهد موالسة الخراب واتحاد ملاك القضية، لم يكن المواطن له حقوق، ولا السياسة سياسة، بل كان كل شيء جزءاً من كوميديا سياسية، و أمنية طويلة، نهايتها دائماً واحدة: المحرقة الكبرى، و الخراب العام، و أن تبكي على عبثهم.. بينما يضحكون هم على قدرتهم على سحق القضية وسحقك.. فلا مصداقية للحكم ولا شرعية للبقاء ولا ضمان للاستقرار والاستمرار غير الرضا العام.

قلت: هذه حقبة تحالف التكنولوجيا والبلطجة... يجمع ثنائية الجحيم، احتقارهما للناس، ولحقوق المواطن، وحتى للنظام الديمقراطي والمؤسسات، لقد استفحل الفقر والعَوز، حتى غدت الأيادي الممدودة طلبًا للإحسان مشهدًا مألوفًا، بعد أن أُهدرت الكرامة وأُهينت النفوس. أولئك الذين كان الستر زادهم الأخير، ومرفأهم الآمن، صاروا يبحثون عن رحيلٍ يحفظ ما تبقّى من كبريائهم، و إن تتأمل ما جرى بعد تنفيذ مخطط الانقسام والخراب الصهيوني، وصولا للمحرقة، يسهل عليك أن ترى مشاهد كثيرة لا تحتاج إلى كبير عناء لتتبينها، فهي واضحةٌ جليّةٌ كالشمس في رابعة النهار.

فقال: عندما تغوص في دقائق الأمور، تدرك أن العقل الجمعي قد أُعيد تشكيله على نحوٍ ماكرٍ، بخطةٍ شيطانيةٍ مدروسةٍ بإحكام، تجاوزت حدود الوعي والإدراك.. لكن ما غاب عن ثنائية الجحيم. أن أغلب الناس أذكياء بالفطرة، لا تنطلي عليهم الحيل القديمة، ولا الأكاذيب التي يلقيها بكل وقت، ولم تعد تنخدع أبصارهم بخدعٍ باتت من دجل ماضٍ بائدٍ، وحوارات اندثر زمنها، ولم تعُد تلجأ إليها شبه أحزاب تحترم عقول الناس.

فقلت: شعبك انقلبَ حالُه ودهمته الكوارث من زوايا المخطط المعلوم، والله لو أن أحدًا كان يُخطط لتحويل حياتنا إلى هذا البؤس، لما فعل أسوأ مما فعله هؤلاء؛ فنظامٌ ثنائية الجحيم ينتهكنا كل يوم، منذ تنفيذ مخطط الانقسام والخراب الصهيوني. وصولا للمحرقة، ويغلُّ صدورنا ويُضاعف غضبنا، والحياة على هذا النحو باتت صعبة.. بل مستحيلة! على أي حال.. هناك مُتسعٌ في الجحيم لكل من تسبَّب في انهيار البلد لتصبح على هذا النحو المُزري الغارق في الفسادِ والفشل والخراب.

مسألة تبعث على اليأس الشديد والإحباط الأشد.

عشرين سنة ضاعت من حياة الناس وانتهت بهم إلى الإحساس باللاجدوى.. لا جدوى من أي شيء، من موالسة الخراب، ولا أتحاد ملاك القضية، ولا من الدجل العام، ولا من التفكير في المستقبل، ولا حتى من الحياة نفسها.

فهؤلاء أضعف من أن يتحدَّوا، وقد جاوزوا حدودهم في العبث، منهما رفضًا وعنادًا، وخدمة للمصالح الخاصة، وسلبيتهم المتهافتة تعجل بالخراب، وبالفناء للقضية كأنهم أكبر أعدائها؛ و بقيت المحرقة وحدها كاشفة، فلا داء بلا علاج، ولا بد للشر من نهاية.

قال: الأكثر مدعاة للضيق، أن هناك من ساير ضعفهم، وجارى أوهامهم، فاستنام بعض أصحاب المنفعة إلى ثنائية الجحيم، أدَّوا الإتاوات، وقدَّموا المصالح بلا حساب، في أنانيةٍ أو ضعفٍ أمام مغريات الأنتفاع؛ ولم يجد البعض الآخر ما يتذرَّعُ به حيالهما إلا الضعفَ، والصمت لدرجة الخرس التام!! أو يُضطرُّ أحيانًا لشراء السلامةِ بالرشوة، مؤْثِرًا السلامة خشية العواقب، فهناك من يستثمر والبعض يبدِّد. بعد أن رأى  العناد والاعوجاع والسفه والفساد، بجانب استمرار مخطط الانقسام والخراب الصهيوني، في صورة هؤلاء.. صورة من شبه قوة شرسة فاسدة مُتحجِّرة.

وكأنَّ ابن خلدون يتحدَّث عن  مصائب اهل النكبات والانقسام والشقاق سارَ وهو قائلًا: أنَّ السعادةَ والكسبَ إنما يحصلانِ غالبًا لأهلِ الخضوعِ والتملُّق" ولقد يقعُ في الدولِ اضطرابٌ في المراتبِ من أهلِ هذا الخُلُقِ، ويرتفعُ فيها كثيرٌ من السَّفَلةِ، وينزلُ كثيرٌ من العِليَةِ بسببِ ذلكَ."
سيحاسبكم الشعب عن امس واليوم وغداً.
وللحديث بقية.