تحذير أميركي لإسرائيل من عواقب انهيار اتفاق غزة وحماس تتبرأ من الهجوم المزعوم
بي دي ان |
28 أكتوبر 2025 الساعة 10:03م
غزة - بي دي ان
                        حذر مسؤول أميركي رفيع المستوى في حديث لموقع "أكسيوس" من أن أي إجراءات قد تتخذها إسرائيل في قطاع غزة من شأنها أن تؤدي إلى انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الهش بين الطرفين. جاء هذا التحذير عقب شن قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات جديدة على قطاع غزة بزعم تعرض جنود إسرائيليين لهجوم، وهو ما نفته حركة حماس بشكل قاطع.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
                    
                                        
                    
                    
                وأوضح المسؤول الأميركي أن الولايات المتحدة لا تعتبر أن هناك خرقًا من جانب حركة حماس يستدعي الرد العسكري، ودعا إسرائيل إلى تجنب اتخاذ "إجراءات راديكالية" قد تؤدي إلى تدهور الوضع وزعزعة استقرار الاتفاق القائم. وأكد أن واشنطن تبذل جهودًا دبلوماسية مضنية لضمان استدامة الهدنة وتحقيق تقدم في عملية السلام.
وفي سياق متصل، قال مسؤول أميركي آخر إن خطة السلام الأميركية في غزة تواجه تحديات كبيرة في ظل الأوضاع الراهنة، مشيرًا إلى أن الحكومة الأميركية تبذل كل ما في وسعها لإحراز تقدم ملموس. وأضاف أن تحقيق سلام دائم في غزة لا يزال أمرًا صعبًا للغاية بعد أكثر من عامين من الصراع المستمر.
وصرح المسؤول بأن الولايات المتحدة "لن تشعر بالرضا" حتى يتم ضمان الاستقرار في القطاع، وتحقيق الانتقال إلى حكم مدني مستدام، مع إحراز تقدم حقيقي نحو السلام. وأكد أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يزال قائمًا رغم التوترات، وأن واشنطن تواصل العمل لتطبيق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاصة بالسلام في المنطقة.
من ناحية أخرى، أكد المسؤول الأميركي أن قضية تحديد أماكن جثث الأسرى الإسرائيليين في غزة تمثل تحديًا معقدًا يحتاج إلى وقت.
في الجهة المقابلة، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر، بعد مشاورات أمنية، توجيه الجيش بتنفيذ ضربات جوية قوية في قطاع غزة ردًا على الهجوم المزعوم على جنود إسرائيليين. وأكدت الصحف أن هذا الهجوم يأتي في سياق خطوات تهدف إلى فرض عقوبات إضافية على حركة حماس.
وفي هذا الإطار، أوردت صحيفة "معاريف" عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله إن مشاورات أمنية مكثفة أسفرت عن قرار بتوسيع المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل داخل قطاع غزة كعقاب لحركة حماس، بالإضافة إلى تكثيف الرد العسكري على أي خروق أمنية من قبل الحركة أو الفصائل الفلسطينية.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أكدت أن حكومة نتنياهو تواجه "قيودًا أميركية" في تنفيذ جميع الإجراءات العسكرية التي تطمح إليها في غزة، وأن أي خطوة إسرائيلية تتطلب موافقة واشنطن المسبقة. وقال مسؤول إسرائيلي آخر إن "واشنطن قد توافق على جزء من الخطوات العسكرية التي قررها نتنياهو".
من جهتها، نفت حركة حماس تمامًا أي علاقة لها بالهجوم المزعوم على القوات الإسرائيلية في رفح، مؤكدة أنها تلتزم تمامًا باتفاق وقف إطلاق النار. وأكدت الحركة في بيان رسمي أن الهجمات الإسرائيلية على القطاع تمثل "انتهاكًا صارخًا" لبنود الاتفاق، واصفة التصعيد الإسرائيلي بأنه امتداد لسلسلة من الخروقات التي تهدف إلى إفشال الاتفاق.
وأضافت حماس أن التصعيد الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين يتطلب تدخلًا عاجلًا من الوسطاء الدوليين للضغط على إسرائيل لوقف "انتهاكاتها المستمرة" وضمان الالتزام الكامل بشروط وقف إطلاق النار.
كما شددت الحركة على أن الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة تأتي في إطار محاولة لتقويض العملية السياسية وتصفية قضايا أساسية، بما في ذلك إعادة جثث الأسرى الإسرائيليين، حيث قالت إن "إسرائيل كانت مطالبة بإعادة الجثث خلال 72 ساعة، لكنها تواصل تسويف هذه القضية".
وبذلك، تبقى الأوضاع في غزة على شفير الهاوية، مع استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي والتوترات السياسية التي قد تؤدي إلى تفجير جديد للعنف في المنطقة إذا استمرت الانتهاكات من قبل جميع الأطراف.