الأسرى الفلسطينيون: ألم يتوقف عند بوابات الصمت العالمي

بي دي ان |

19 أكتوبر 2025 الساعة 02:36م

الكاتب
منذ نكبة عام 1948 وحتى اليوم، لم يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن استخدام السجون كوسيلة لقمع الشعب الفلسطيني وكسر إرادته. أكثر من مليون فلسطيني مرّوا بتجربة الاعتقال، نساءً ورجالاً، أطفالاً وشيوخاً. لم تكن مجرد سجون، بل *مقابر للأحياء، وأقبية للتعذيب الممنهج النفسي والجسدي، أمام أعين عالمٍ اختار أن يصمّ سمعه ويتجاهل صرخاتهم.

ومع إطلاق سراح دفعات من الأسرى مؤخرًا، بدأت *شهادات مروّعة* تتسرّب إلى العلن. أسرى خرجوا بعاهات مستديمة، أجساد أنهكها التعذيب، وأرواح أنهكتها الوحشية. البعض تحدث عن *ضرب مبرّح، حرمان من العلاج، تجويع، تحقير، وعزلٍ لأسابيع بل لأشهر، وآخرون لم يخرجوا أحياء. فهل يُعقل أن يمر هذا دون مساءلة؟ ألا يوجد في هذا العالم من ينتصر لهؤلاء؟!

والسؤال الذي يطرحه كل فلسطيني اليوم: لماذا تتحرك المنظومة الدولية بكل قوتها من أجل حفنة من الجنود والمستوطنين، بينما تصمت أمام معاناة أكثر من 8000 أسير فلسطيني ما زالوا يئنّون تحت نير السجن والعذاب؟  
أليس هذا الكيل بمكيالين هو ما يغذّي الكراهية ويُجهض فرص السلام؟ أليست العدالة المشوهة هذه هي ما يجعل الاستقرار بعيد المنال؟

لا يمكن الحديث عن شرق أوسط مستقر ما لم *تُعالج الجذور العميقة للظلم*، وعلى رأسها ملف الأسرى.

إن تبييض السجون الإسرائيلية يجب أن يكون أول بند في أي مبادرة سلام حقيقية، لا فقط بادرة إنسانية بل كـ"اختبار نوايا" أمام العالم بأسره.

الحرية ليست مطلبًا سياسيًا، بل حقٌ إنساني.
ولا يمكن لأي اتفاقيات أو مؤتمرات أن تبني مستقبلًا آمنًا، إذا ظل الأسرى في الزنازين، وظل صوتهم محاصرًا خلف القضبان، ووجعهم مطموسًا بقرارات السياسة.

من يريد إنهاء الكراهية والحرب، فليبدأ من تحرير الإنسان.