"حماس من تحت الركام.. من صدمة الحرب إلى صدمة التعافي"

بي دي ان |

19 أكتوبر 2025 الساعة 01:43م

الكاتب
بينما كانت التقديرات العسكرية والسياسية الإسرائيلية تُعلن بلا تردد أن حماس انتهت، وأن البنية الإدارية والتنظيمية في غزة قد دُمّرت بالكامل، فاجأت الحركة الجميع، وحتى أكثر المتشائمين في تل أبيب، بقدرتها على إعادة الإمساك بالميدان خلال أيام معدودة.

في تحليل لافت على القناة 12 الإسرائيلية، عبّر الجنرال إسحاق بريك عن صدمة واضحة من سرعة عودة حماس للسيطرة المدنية والأمنية، ونشر 7000 عنصر شرطة، وفرض النظام في الأسواق، وتنسيق المساعدات، بل وفتح المؤسسات المالية.

هذه العودة المذهلة طرحت أسئلة محورية:  
*من أعطى حماس هذا التفويض؟ ومن أين جاءت بهذه الثقة؟ وكيف تمكنت من استعادة القدرة الإدارية في أقل من أسبوع من إعلان وقف الحرب؟*

اللافت أن التحليل لمّح إلى احتمال وجود تفويض "غير معلن"، ربما بين واشنطن وأنقرة، يتيح لحماس إعادة الانتشار كجزء من تفاهمات أوسع، وهو ما يشير إلى *اختلال كبير في التقدير الإسرائيلي لمآلات ما بعد الحرب*.

والأهم من كل ذلك، أن فشل إسرائيل في منع هذا التعافي السريع يعني شيئًا واحدًا: أن *المعركة الاستراتيجية لم تُحسم بعد*، وأن الرهان على انهيار تام لحماس كان وهمًا، أو على الأقل، قراءة استخباراتية متسرعة.

لقد خرجت حماس من الحرب مثخنة الجراح، لكنها خرجت حية، بل وفاعلة، وهذا بحد ذاته صفعة لكل من راهن على نهايتها.

إن لم يتم استيعاب هذا الدرس داخل الدوائر الغربية والإسرائيلية، فقد تكون الصدمة التالية أعنف، ولكن هذه المرة... على طاولة السياسة لا في ساحات القتال.