عصي نتنياهو في دواليب الخطة
بي دي ان |
07 أكتوبر 2025 الساعة 11:49م

خطة الرئيس دونالد ترمب المنشورة بشكل نهائي يوم الاثنين 29 أيلول / سبتمبر الماضي اثناء لقائه مع بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، بعد أن أثقلها الأخير تعديلا وفق اجندته السياسية والأمنية، والتي حملت في صيغها المختلفة ثقوبا ونواقص كبيرة، وأهدافا متضاربة ومتناقضة، واستعجالا في تعميمها لبلوغ هدف شخصي لزعيم البيت الأبيض يتمثل في استباق الإعلان عن جائزة نوبل للسلام قبل العاشر من الشهر الجاري تشرين اول / أكتوبر، أكثر مما هي عنوانا للسلام، ولهذا يتعجل الرئيس والإدارة الأميركية في إتمام المرحلة الأولى من الخطة للفوز بحلم يؤرقه، ويشفي طموحه، وكبحا لنتائج مؤتمر نيويورك الدولي لدعم خيار حل الدولتين بقيادة فرنسا والسعودية، وحرفا لبوصلة العالم الداعم بقوة للحل السياسي الاستراتيجي للمسألة الفلسطينية، وعلى ما شابها من مثالب شكلت الخطة نقطة ارتكاز لوقف الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني ووقف التهجير القسري وإدخال المساعدات الإنسانية كافة بكميات معقولة تخفف من حدة حرب التجويع القاتلة، وإعادة الاعمار لما دمرته الحرب طيلة العامين الماضيين، حيث يصادف اليوم الثلاثاء السابع من أكتوبر 2025 طي صفحة 732 يوما من الحرب الإسرائيلية القذرة والوحشية على قطاع غزة خصوصا والوطن عموما، التي وافقت عليها القيادة الفلسطينية وكذلك حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي والاشقاء العرب والدول الإسلامية والعالم، انطلاقا من قراءة ذكية وحكيمة لأهمية النقاط المذكورة آنفا، كونها فتح كوة في جدار الاستعصاء الإسرائيلي على مدار العامين الماضيين.
لكن وتمهيدا لوضع العصي في دواليب الخطة لاحقا، أعلن رئيس حكومة الائتلاف الإسرائيلي مساء الجمعة 4 أكتوبر الحالي أمام عائلات الرهائن الإسرائيليين، بأن إسرائيل لن تفرج عن الاسرى الفلسطينيين قبل إعادة جميع الرهائن، وأضاف أن هناك تفاهما مع الاميركيين على أن جميع أهداف الحرب ستتحقق بالكامل في نهاية المطاف. وهو ما يعني الإصرار على إدامة الإبادة الجماعية، وتحقيق "النصر الكامل" حسبه. وأضاف "لن ننتقل الى أي من البنود ال21 في الخطة حتى يكتمل الافراج عن الرهائن الإسرائيليين الاحياء والاموات". وتابع " إذا لم يتم إطلاق الرهائن بحلول نهاية المهلة التي حددها الرئيس ترمب، فإن إسرائيل ستعود للقتال بدعم كامل من الدول المعنية." وأشار بأن "إسرائيل ستكون مسؤولة ومشاركة في نزع سلاح قطاع غزة، ولن تسيطر السلطة الفلسطينية على غزة في اليوم التالي، ولن يشارك ممثل عن حماس ولا ممثل عن السلطة في السيطرة على قطاع غزة." وجميع ما أورده يؤكد خياره الدموي في ادامة الحرب.
وما ذكره رجل إسرائيل القوى لا يهدف لإرضاء حلفائه في الحكومة، انما هو هدف خاص لشخصه. لأنه يخشى من اليوم التالي لإنهاء الحرب الاجرامية، وحرصا على بقائه في سدة الحكم الى الزمن الذي يريده هو وائتلافه بتحقيق أهدافه في بلوغ "النصر الكامل"، وتصفية الحل السياسي المستند لخيار الدولتين، وتبديد الكيانية الفلسطينية وطمس قضية الشعب الفلسطيني، وتسيد إسرائيل على فلسطين التاريخية من البحر الى النهر، مع انه يعلم علم اليقين، أن العالم بغالبيته الساحقة لم يعد يقبل الرؤية الإسرائيلية التدميرية، ويدعم بقوة استقلال دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967.
وكان صرح الرئيس الأميركي لشبكة CNN يوم السبت 5 أكتوبر الحالي محذرا حركة حماس من "الطمس الكامل" إذا رفضت التخلي عن السلطة والسيطرة على قطاع غزة/ مع ان بيانها حمل نصا واضحا بالموافقة على التخلي عن حكم غزة. غير انه أردف يقول، أنه يتوقع الحصول على "الوضوح قريبا" حول ما إذا كانت حماس ملتزمة حقا بالسلام، مشددا على ان مصيرها يتوقف على قرارها بالتنازل عن السلطة. وبشأن الموقف الإسرائيلي، أكد الرئيس ال 47 التزام نتنياهو، بإنهاء حملة القصف في غزة، ودعم رؤيته. ولم يشر لوقف الحرب كليا، وانسحاب إسرائيل الكلي من القطاع، مع أنه ذكر ذلك لاحقا، حينما قال، أنه يأمل أن يصبح اقتراحه لوقف إطلاق النار حقيقة واقعة، مؤكدا أنه يعمل بجد لتحقيق ذلك.
وفي تباين نسبي مع ما صرح به الرئيس ترمب، أعلن ماركو روبيو، وزير الخارجية الأميركي في السبت ذاته، بأن المرحلة الثانية من خطة غزة، لن تكون سهلة، في إشارة الى جمع السلاح من القطاع المدمر، وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي، حسب موقع "رويترز". وأضاف في تعميق للتباين مع رئيسه، "بعد مغادرة حماس للقطاع، سنحتاج وقتا لتشكيل إدارة تحكم غزة." وذهب الى القول، أنه "لا يمكن إقامة هيكل لحكم غزة لا يضم حماس في ثلاثة أيام."
مما ورد من تضارب في المواقف المذكورة آنفا، كان موقف نتنياهو جليا، في أنه سيناور مع الإدارة الأميركية للالتفاف على خطة الرئيس ترمب، وهو ما يفتح القوس للتهرب من استحقاقات الخطة في بنودها ال 9 الأولى، والدفع بخيار مواصلة الحرب اللا انسانية والمدمرة، الأمر الذي يتطلب من الوسطاء العرب ومن خلفهم الدول العربية والإسلامية ودول العالم عموما وهيئة الأمم المتحدة بالتنبه للأخطار التي يدفع بها رئيس الحكومة الإسرائيلية، تفاديا لتداعياتها الخطيرة على مستقبل الإقليم عموما وليس الوطن العربي فقط، وقطع الطريق عليه بممارسة الضغوط الكفيلة بلجم نزعاته الاجرامية.
[email protected]
[email protected]
لكن وتمهيدا لوضع العصي في دواليب الخطة لاحقا، أعلن رئيس حكومة الائتلاف الإسرائيلي مساء الجمعة 4 أكتوبر الحالي أمام عائلات الرهائن الإسرائيليين، بأن إسرائيل لن تفرج عن الاسرى الفلسطينيين قبل إعادة جميع الرهائن، وأضاف أن هناك تفاهما مع الاميركيين على أن جميع أهداف الحرب ستتحقق بالكامل في نهاية المطاف. وهو ما يعني الإصرار على إدامة الإبادة الجماعية، وتحقيق "النصر الكامل" حسبه. وأضاف "لن ننتقل الى أي من البنود ال21 في الخطة حتى يكتمل الافراج عن الرهائن الإسرائيليين الاحياء والاموات". وتابع " إذا لم يتم إطلاق الرهائن بحلول نهاية المهلة التي حددها الرئيس ترمب، فإن إسرائيل ستعود للقتال بدعم كامل من الدول المعنية." وأشار بأن "إسرائيل ستكون مسؤولة ومشاركة في نزع سلاح قطاع غزة، ولن تسيطر السلطة الفلسطينية على غزة في اليوم التالي، ولن يشارك ممثل عن حماس ولا ممثل عن السلطة في السيطرة على قطاع غزة." وجميع ما أورده يؤكد خياره الدموي في ادامة الحرب.
وما ذكره رجل إسرائيل القوى لا يهدف لإرضاء حلفائه في الحكومة، انما هو هدف خاص لشخصه. لأنه يخشى من اليوم التالي لإنهاء الحرب الاجرامية، وحرصا على بقائه في سدة الحكم الى الزمن الذي يريده هو وائتلافه بتحقيق أهدافه في بلوغ "النصر الكامل"، وتصفية الحل السياسي المستند لخيار الدولتين، وتبديد الكيانية الفلسطينية وطمس قضية الشعب الفلسطيني، وتسيد إسرائيل على فلسطين التاريخية من البحر الى النهر، مع انه يعلم علم اليقين، أن العالم بغالبيته الساحقة لم يعد يقبل الرؤية الإسرائيلية التدميرية، ويدعم بقوة استقلال دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967.
وكان صرح الرئيس الأميركي لشبكة CNN يوم السبت 5 أكتوبر الحالي محذرا حركة حماس من "الطمس الكامل" إذا رفضت التخلي عن السلطة والسيطرة على قطاع غزة/ مع ان بيانها حمل نصا واضحا بالموافقة على التخلي عن حكم غزة. غير انه أردف يقول، أنه يتوقع الحصول على "الوضوح قريبا" حول ما إذا كانت حماس ملتزمة حقا بالسلام، مشددا على ان مصيرها يتوقف على قرارها بالتنازل عن السلطة. وبشأن الموقف الإسرائيلي، أكد الرئيس ال 47 التزام نتنياهو، بإنهاء حملة القصف في غزة، ودعم رؤيته. ولم يشر لوقف الحرب كليا، وانسحاب إسرائيل الكلي من القطاع، مع أنه ذكر ذلك لاحقا، حينما قال، أنه يأمل أن يصبح اقتراحه لوقف إطلاق النار حقيقة واقعة، مؤكدا أنه يعمل بجد لتحقيق ذلك.
وفي تباين نسبي مع ما صرح به الرئيس ترمب، أعلن ماركو روبيو، وزير الخارجية الأميركي في السبت ذاته، بأن المرحلة الثانية من خطة غزة، لن تكون سهلة، في إشارة الى جمع السلاح من القطاع المدمر، وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي، حسب موقع "رويترز". وأضاف في تعميق للتباين مع رئيسه، "بعد مغادرة حماس للقطاع، سنحتاج وقتا لتشكيل إدارة تحكم غزة." وذهب الى القول، أنه "لا يمكن إقامة هيكل لحكم غزة لا يضم حماس في ثلاثة أيام."
مما ورد من تضارب في المواقف المذكورة آنفا، كان موقف نتنياهو جليا، في أنه سيناور مع الإدارة الأميركية للالتفاف على خطة الرئيس ترمب، وهو ما يفتح القوس للتهرب من استحقاقات الخطة في بنودها ال 9 الأولى، والدفع بخيار مواصلة الحرب اللا انسانية والمدمرة، الأمر الذي يتطلب من الوسطاء العرب ومن خلفهم الدول العربية والإسلامية ودول العالم عموما وهيئة الأمم المتحدة بالتنبه للأخطار التي يدفع بها رئيس الحكومة الإسرائيلية، تفاديا لتداعياتها الخطيرة على مستقبل الإقليم عموما وليس الوطن العربي فقط، وقطع الطريق عليه بممارسة الضغوط الكفيلة بلجم نزعاته الاجرامية.
[email protected]
[email protected]