ثنائية ملعوب في اساسها

بي دي ان |

05 أكتوبر 2025 الساعة 01:56ص

الكاتب
قبل المحرقة، وبطريقة المقال السياسي المُصاغ أدبيًّا، طالما قال احذر : إن الله قادر على أن يخلق أحيانًا من صلب الأبطال أوغادًا لا وزن لهم، فاحترس، احذر من الصهاينة والمخطط الشيطاني الكبير، احذر ثالوث الشر إنه شيطان ماكر يدور خلف مصالحة فقط، احذر سادة الدجل وكل مغامر صاحب مغامرة هوجاء، احذر أن تجرفنا مغامرته فتُلقي بنا في الهوان والضياع، فهناك أمرٌ متفقٌ عليه، أن يقع العبض في الشَّرَك، فالذي يخلق الكراهية، يصنع الانقسام على أساس من الأوهام.


احذر...ولا تعَدَّ كلمات أسوأ الناسِ خيرَ شهادة لهؤلاء. لا تختارُ حكام من حزب تستقرُّ بأركانه الفساد كبناءً رخيصًا، و مأوًى من البطالة ومصدرًا للحد الأعلى من الأرتزاق، أو فرصة شخصية واستغلالًا سياسيًّا موقوتًا، الحذر من مخطط الانقسام والخراب الصهيوني، وأصحاب الكلمات البالية، والوعود الزائفة، والرائحة الغريبة، والخِلْقة الكريهة.


طالما حذَّرتك بما تُعِدُّه الأفاعي....ها هو الشيطان الصهيوني المغلي بالحقد، قد أنتج وأخرج لثنائية الجحم مخطط... انقسام، وقتل الأبرياء كصناعة وطنية مزيفة، ثم طوفان المحرقة، وقتل الأبرياء والضمير؛ عدوك يتلظَّى بالحقد الدفين، و بذرة الكراهية دائمًا ما تلفظ ثمرتها السامة؛ فلننتظر المصير، فلا تقرير مصير بوجود هؤلاء؛ فالأفعى مغروسة في أعماقهم .نحن محوطون بالأعداء، نحن نعيش كابوس طويل، وقد قُضِي علينا أن نعيش في غشاء من المكر السيئ ولانقسام، وصولًا للمحرقة، وإلى الدور الساخر الأليم الذي تلعبه عرائس" الماريونت"؟!

أنا عارف النصيحة غير مجدية، ولا ينجم عنها إلا الغضب، والوعي، أن وجد!! فصناعة الوعي من الصناعات الثقيلة، لكن...الصبر، الصبر، حتى يجيء الفرج!


بعد المحرقة قلت له: قضية زُلزلت أركانها. فتهاوت في أحضان المجهول، الحق أن عالمنا المنحط عالمٌ شديد القسوة والوحشية، يقابله صمت القبور، امام حوادث البرابرة الهمجية التى لا يمكن أن تُمحى من الذاكرة، هناك  أمرٌ سيئ يدفع إلى النفس شعورًا بالعجز، والحزن،
و وجع لا عهد لنا به، بل نتساءل في قسوة وأسف عن طريقة للخلاص، فالجميع  مُستسلم إلى الشعور الأليم الذي أحدثته محرقة الفناء،
و تجرَّع الجميع كأس اليأس لآخر نقطة فيه، لقد انصرمَت السنوات بعد تنفيذ مخطط الانقسام والخراب الصهيوني في خيبةٍ مريرة وخِدَع أليمة وصولا للمحرقة. وأنتهى زمن النصيحة، فلا حكم ولا سلطة ولا حتى سلتطين.

فقال : على فكرة ما من سلطة، أو شبه حكم، أو سلطة منقسمة غاشمة تتحكم في الانسان، مهما كانت هذه السلطة، إلا لتجرده من إنسانيته امام أعدائه، وازيدك من الشعر بيت فلسطين بأرضها وشعبها ومعاهم الأقصى كمان ليست من اهتمامات ثنائية الجحيم أو بالأحرى موالسة الخراب واتحاد ملاك على الإطلاق. علشان بس المسائل تبقى واضحة..! و تصدق إن إحنا من عشرين سنة ما اخترناش أي حاجة، لا رئيس ولا مجلس لتمثيل الشعب، ولا حكومة ولا نظام سياسي ولا نظام اقتصادي ولا أي قرار يمس حياتنا ويؤثر فيها بشكل مباشر كان لنا فيه رأي..!!  إحنا يا أخي حتى ما اخترناش نعيش إزاي. تصور! وكله بسب وساخة ثنائية الجحيم، وتردد أصحاب المنفعة والمتطفلين والمصالح الرخيصة، والتردد...أي تردد؟

قلت له: ربما كان التردد مُمكِنًا في زمنٍ مضى، أما الآن ، ليس له أي معنی، الناس دي وصلت لمرحلة متأخرة جدا في العته السياسية والفكرية؛ وسبب من أسباب الكارثة، فلا يخدعنك هتافُ القوم في العلنِ، فالقومُ في السر غيرُ القومِ في العلنِ، فما هو في السر مازال حتى الآن أعمق بكثير مما تراه وتسمعه. لهذا  لا تنخدع بالمظاهر مهما على صوتها
.شعبك وحده بين سندان المحرقة، ومطرقة موالسة الخراب واتحاد ملاك القضية.

فمن يُعِينه على أهوال الصهاينة الوحشية، بعد أن تألَّبت عليه عوامل الخيانة و الفناء والأصوات المُنكَرة الوضيعة؟


و إشباه قيادات لم تكن حذرًا من أن يُقضى على شعب وقضية بما قضى على ضحايا كثيرين، هؤلاء الإشباه بكوارثهم المعهودة من الانشقاق  إلى الانقسام، ومن نضوب الفكر، وبرودة الدماء، إلى الاضمحلال السياسى والفكري، وأثر عليهم الجهل والحيرة، بكل أمراضهم الحزبية الغير قابلة للشفاء، أصبحوا عالة وخراب على الشعب والقضية. وهناك من أدرك متأخراً أن طعامه طُعم!

ثنائية ملعوب في اساسها. و شعبك نفر من هذه الوجوه نفورًا عجيبًا، وآثر عليهم الصمت. و استياء الجهل والحيرة؛ وعدُّوا ذلك نهايةً من نهايات الهوان المقدَّرِ عليهم. رغم ذلك استسلموا لقدرهم وأقرُّوا بعجزهم، وعدد المغفلين كثر بشكل أفقد المسألة ما كانت تثيره من سخرية واشمئزاز  الناس منهم، فأصبح الحديث عنهم يسبقه أو يتبعه سيل من الشتائم والبصقات. كأن هؤلاء في نظرهم حُثالة آدمية هبطت على القضية  كالوباء الذي لا مفر منه. فما بالك حين يكتشفون أن تلك الحُثالة قد صدر عنها  سبب من أسباب كوارث وخراب بحجم تنفيذ مخطط الانقسام والخراب الصهيوني، ومقدمة للمحرقة الحالية.
وللحديث بقية.