تحليل مفصل لمخطّط ترامب وردّ حماس بطريقة منظّمة: السياق، نقاط القوة والضعف في المبادرة، حسابات حماس، السيناريوهات المحتملة، وتوصيف للاحتمالات والمخاطر
بي دي ان |
04 أكتوبر 2025 الساعة 08:55م

بكر عبد الحميد الضابوس
1) ما الذي أعلنته مبادرة ترامب باختصار؟
خطة أميركية-إسرائيلية مؤلفة من نحو 20 بنداً تعرض وقفاً فورياً للأعمال القتالية، تبادل أسرى/رهائن، انسحاب إسرائيلي مرحلي من غزّة، وتسليم إدارة غزة إلى هيئة فلسطينية مستقلّة/تقنيين تحت إشراف دولي، مع مطلب تفكيك السلاح لدى حماس كشرط لإنعاش وإعادة إعمار القطاع.
كما رافقها ultimatum علني من ترامب لقبول الخطة خلال أيام.
---
2) ماذا ردّت حماس فعلاً؟ (الوقائع الأساسية)
ردّت حماس رسميّاً أنها قبلت بعض بنود الخطة (مثل الدخول في مفاوضات لتبادل وإطلاق سراح الرهائن وتسليم إدارة مدنية لغزة)، لكنها لم تؤكد قبول تفكيك السلاح، ووضعت شروطاً حول انسحاب إسرائيلي فعلي وضرورة توافق فلسطيني أوسع ومفاوضات تفصيلية عبر وسطاء.
حماس سلّمت ردّها إلى الوسطاء وطلبت توضيحات.
---
3) قراءة سياسـية سريعة — أهداف الأطراف وحوافزهم
البيت الأبيض/ترامب وإسرائيل: يطلبون حلّاً سريعاً لإنهاء الحرب، استرجاع رهائن، وإعادة تشكيل غزة بما يضمن أمن إسرائيلي طويل الأمد (تفكيك قدرات حماس). الإعلان العلني والمهلة يهدفان للضغط السياسي والدبلوماسي على حماس وعزلها.
#حماس: تسعى لحماية بقائها السياسي والقدرات العسكرية كأداة للردع والتمثيل الشعبي، وكذلك تريد تحسين شروط أي تبادل رهائن (انسحاب فعلي لإسرائيل، ضمانات دولية، وعدم التنازل عن قضايا مركزية مثل الحقوق والعودة). لذا تقبّل بعض البنود التكتيكية لكن ترفض أو تؤجّل نقاطاً جوهرية مثل نزع السلاح فوراً.
الوسطاء الإقليميون (قطر، مصر، دول خليجية): يريدون إنهاء المعاناة ويدعمون حلّاً تفاوضياً لأن انهيار قطاع الغزّة يزيد عدم الاستقرار بالمنطقة؛ هم بوابة التواصل بين الطرفين.
---
4) السيناريوهات المحتملة (مع شرح الاحتمالات النسبية)
1. اتفاق محدود وفوري (احتمال متوسط-#منخفض)
#محتوى: صفقة تبادل كبيرة (رهائن مقابل سجناء)، تهدئة طويلة الأمد بشروط رقابة دولية، تسليم إدارة مؤقتة لغزة، مع تأجيل كامل لمسألة نزع السلاح.
#مؤثرات إيجابية: وقف القتل، وصول مساعدة، فرصة لإعادة إعمار.
#مخاطر: بقاء قدرات حماس يعيد التوتر لاحقاً، وفقدان ثقة إسرائيل إذا لم يتم تفكيك القدرات.
#دلائل: تصريحات حماس بالاستعداد للتفاوض على تبادل رهائن وتسليم الإدارة، لكن تحفظها على نزع السلاح.
2. قبول مشروط ومفاوضات طويلة (احتمال #أعلى)
#محتوى: حماس تشارك في مفاوضات عبر وسطاء، تتفق على خطوات مرحلية (وقف نار مقابل خطوات إنسانية وفصل إداري تدريجي)، لكن تبقى خلافات على الإطار النهائي لتسليم السلاح.
#مؤثرات: هدنة متقطعة، استمرار ضغط دولي لدفع تنفيذ بنود البناء، حالة طوارئ بشرية أفضل قليلاً.
#دلائل: حماس سلّمت ردّها وطلبت توضيحات؛ الوسطاء نشطون.
3. فشل وعودة لتصعيد واسع (احتمال #قائم جداً )
#محتوى: رفض حاسم من الطرفين أو تجاهل المهلة يؤدي إلى تصعيد عسكري كبير — وتهديد ترامب العلني بــ"عواقب شديدة" يرفع تكاليف الرفض.
#مؤثرات: مزيد من الدمار والضحايا، تآكل الشرعية الدولية لأي حل مفروض، مزيد من التوتر الإقليمي.
#دلائل: تهديد ترامب بمهلة وعبارات عن "عواقب" قوية، وتاريخ رفض حماس لنزع السلاح كشرط فوري.
---
5) نقاط #الضعف والتهديدات لكل مسار
تنفيذ سريع: يعاني من فجوة ثقة عميقة (كيف تضمن إسرائيل ألا تعود قدرات حماس؟ وكيف تضمن حماس ألا تُطرد أو تُحلّ قضيتها السياسية؟).
#مفاوضات مطوّلة: خطر استغلال الفترات الانتقالية لعودة العنف أو لسياسات إقليمية تقوّض الاتفاق.
#تصعيد: يفاقم أزمة إنسانية ويزيد من عزل أي طرف يتّخذ مواقف متشدّدة دولياً.
---
6) توصيف عملي — ماذا أتوقّع واقعياً خلال الأسابيع المقبلة؟
#مفاوضات مكثفة بواسطة وسطاء (قطر ومصر ودول عربية) لاستغلال الاستجابة الجزئية من حماس ولتفادي الانزلاق إلى تصعيد عسكري شامل.
#صفقات مرحلية (تبادل أسرى/رهائن مقابل وقف/خفض لإطلاق النار وخطوات إدارية في غزة) أكثر احتمالاً من حلّ نهائي يتضمن نزع سلاح سريع.
الضغط السياسي والدبلوماسي على حماس للاستجابة بسرعة (مهل، بيانات دولية)، مع استعداد أميركي-إسرائيلي لاستخدام خيارات عسكرية أو اقتصادية في حالة رفض تام.
---
7) نقاط يجب مراقبتها كثنائيّة القرارات خلال الساعات/الأيام القادمة
1. هل تُصدِر واشنطن أو تل أبيب إشارات لتخفيف المهلة أو تمديدها؟ (يدل على رغبة في إدارة تفاوض).
2. هل يعلن الوسيطون (قطر/مصر) عن مسودّة تفاهم أو جدول تبادل؟ (يعزّز سيناريو الحل المرحلي).
3. تصريحات داخلية لحماس أو فتح أو فصائل فلسطينية أخرى — هل يوافق المجتمع الفلسطيني الأوسع؟ (شرعية أي صفقة تعتمد على إجماع أو قبول شعبي/سياسي).
---
#خاتمة عملية ومباشرة
الأرجح عمليّاً أن نشهد حلولاً مرحلية ومفاوضات تقود إلى هدنة موسّعة وتبادل رهائن/سجناء على مراحل، وليس نزع سلاح فوريّ وكامل لحماس. هذا المسار يقلّل الخسائر القصيرة الأمد لكنه يترك السؤال البنيوي (الوضع النهائي لغزة و"القدرة العسكرية" لحماس) مفتوحاً، ما يعني أن الصراع السياسي والأمني قد يتجدّد لاحقاً إن لم تُعالج جذور القضية.
خطة أميركية-إسرائيلية مؤلفة من نحو 20 بنداً تعرض وقفاً فورياً للأعمال القتالية، تبادل أسرى/رهائن، انسحاب إسرائيلي مرحلي من غزّة، وتسليم إدارة غزة إلى هيئة فلسطينية مستقلّة/تقنيين تحت إشراف دولي، مع مطلب تفكيك السلاح لدى حماس كشرط لإنعاش وإعادة إعمار القطاع.
كما رافقها ultimatum علني من ترامب لقبول الخطة خلال أيام.
---
2) ماذا ردّت حماس فعلاً؟ (الوقائع الأساسية)
ردّت حماس رسميّاً أنها قبلت بعض بنود الخطة (مثل الدخول في مفاوضات لتبادل وإطلاق سراح الرهائن وتسليم إدارة مدنية لغزة)، لكنها لم تؤكد قبول تفكيك السلاح، ووضعت شروطاً حول انسحاب إسرائيلي فعلي وضرورة توافق فلسطيني أوسع ومفاوضات تفصيلية عبر وسطاء.
حماس سلّمت ردّها إلى الوسطاء وطلبت توضيحات.
---
3) قراءة سياسـية سريعة — أهداف الأطراف وحوافزهم
البيت الأبيض/ترامب وإسرائيل: يطلبون حلّاً سريعاً لإنهاء الحرب، استرجاع رهائن، وإعادة تشكيل غزة بما يضمن أمن إسرائيلي طويل الأمد (تفكيك قدرات حماس). الإعلان العلني والمهلة يهدفان للضغط السياسي والدبلوماسي على حماس وعزلها.
#حماس: تسعى لحماية بقائها السياسي والقدرات العسكرية كأداة للردع والتمثيل الشعبي، وكذلك تريد تحسين شروط أي تبادل رهائن (انسحاب فعلي لإسرائيل، ضمانات دولية، وعدم التنازل عن قضايا مركزية مثل الحقوق والعودة). لذا تقبّل بعض البنود التكتيكية لكن ترفض أو تؤجّل نقاطاً جوهرية مثل نزع السلاح فوراً.
الوسطاء الإقليميون (قطر، مصر، دول خليجية): يريدون إنهاء المعاناة ويدعمون حلّاً تفاوضياً لأن انهيار قطاع الغزّة يزيد عدم الاستقرار بالمنطقة؛ هم بوابة التواصل بين الطرفين.
---
4) السيناريوهات المحتملة (مع شرح الاحتمالات النسبية)
1. اتفاق محدود وفوري (احتمال متوسط-#منخفض)
#محتوى: صفقة تبادل كبيرة (رهائن مقابل سجناء)، تهدئة طويلة الأمد بشروط رقابة دولية، تسليم إدارة مؤقتة لغزة، مع تأجيل كامل لمسألة نزع السلاح.
#مؤثرات إيجابية: وقف القتل، وصول مساعدة، فرصة لإعادة إعمار.
#مخاطر: بقاء قدرات حماس يعيد التوتر لاحقاً، وفقدان ثقة إسرائيل إذا لم يتم تفكيك القدرات.
#دلائل: تصريحات حماس بالاستعداد للتفاوض على تبادل رهائن وتسليم الإدارة، لكن تحفظها على نزع السلاح.
2. قبول مشروط ومفاوضات طويلة (احتمال #أعلى)
#محتوى: حماس تشارك في مفاوضات عبر وسطاء، تتفق على خطوات مرحلية (وقف نار مقابل خطوات إنسانية وفصل إداري تدريجي)، لكن تبقى خلافات على الإطار النهائي لتسليم السلاح.
#مؤثرات: هدنة متقطعة، استمرار ضغط دولي لدفع تنفيذ بنود البناء، حالة طوارئ بشرية أفضل قليلاً.
#دلائل: حماس سلّمت ردّها وطلبت توضيحات؛ الوسطاء نشطون.
3. فشل وعودة لتصعيد واسع (احتمال #قائم جداً )
#محتوى: رفض حاسم من الطرفين أو تجاهل المهلة يؤدي إلى تصعيد عسكري كبير — وتهديد ترامب العلني بــ"عواقب شديدة" يرفع تكاليف الرفض.
#مؤثرات: مزيد من الدمار والضحايا، تآكل الشرعية الدولية لأي حل مفروض، مزيد من التوتر الإقليمي.
#دلائل: تهديد ترامب بمهلة وعبارات عن "عواقب" قوية، وتاريخ رفض حماس لنزع السلاح كشرط فوري.
---
5) نقاط #الضعف والتهديدات لكل مسار
تنفيذ سريع: يعاني من فجوة ثقة عميقة (كيف تضمن إسرائيل ألا تعود قدرات حماس؟ وكيف تضمن حماس ألا تُطرد أو تُحلّ قضيتها السياسية؟).
#مفاوضات مطوّلة: خطر استغلال الفترات الانتقالية لعودة العنف أو لسياسات إقليمية تقوّض الاتفاق.
#تصعيد: يفاقم أزمة إنسانية ويزيد من عزل أي طرف يتّخذ مواقف متشدّدة دولياً.
---
6) توصيف عملي — ماذا أتوقّع واقعياً خلال الأسابيع المقبلة؟
#مفاوضات مكثفة بواسطة وسطاء (قطر ومصر ودول عربية) لاستغلال الاستجابة الجزئية من حماس ولتفادي الانزلاق إلى تصعيد عسكري شامل.
#صفقات مرحلية (تبادل أسرى/رهائن مقابل وقف/خفض لإطلاق النار وخطوات إدارية في غزة) أكثر احتمالاً من حلّ نهائي يتضمن نزع سلاح سريع.
الضغط السياسي والدبلوماسي على حماس للاستجابة بسرعة (مهل، بيانات دولية)، مع استعداد أميركي-إسرائيلي لاستخدام خيارات عسكرية أو اقتصادية في حالة رفض تام.
---
7) نقاط يجب مراقبتها كثنائيّة القرارات خلال الساعات/الأيام القادمة
1. هل تُصدِر واشنطن أو تل أبيب إشارات لتخفيف المهلة أو تمديدها؟ (يدل على رغبة في إدارة تفاوض).
2. هل يعلن الوسيطون (قطر/مصر) عن مسودّة تفاهم أو جدول تبادل؟ (يعزّز سيناريو الحل المرحلي).
3. تصريحات داخلية لحماس أو فتح أو فصائل فلسطينية أخرى — هل يوافق المجتمع الفلسطيني الأوسع؟ (شرعية أي صفقة تعتمد على إجماع أو قبول شعبي/سياسي).
---
#خاتمة عملية ومباشرة
الأرجح عمليّاً أن نشهد حلولاً مرحلية ومفاوضات تقود إلى هدنة موسّعة وتبادل رهائن/سجناء على مراحل، وليس نزع سلاح فوريّ وكامل لحماس. هذا المسار يقلّل الخسائر القصيرة الأمد لكنه يترك السؤال البنيوي (الوضع النهائي لغزة و"القدرة العسكرية" لحماس) مفتوحاً، ما يعني أن الصراع السياسي والأمني قد يتجدّد لاحقاً إن لم تُعالج جذور القضية.