رسالة مفتوحة من مؤرخ عربي إلى قادة الأمة المجتمعين في قمة الدوحة
بي دي ان |
13 سبتمبر 2025 الساعة 06:18م

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
أنتم اليوم أمام لحظة من تلك اللحظات التي لا يرحمها التاريخ، ولا تغفرها الأجيال. لحظة تختصر قرونًا من الشرف أو العار. غزة تُذبح، وتستصرخ ضمائركم، فهل من مجيب؟
أيها القادة،
تذكروا كيف وقف السلطان عبد الحميد الثاني وحده في وجه مشروع اغتصاب فلسطين، وقال: "إن عمل المبضع في بدني أهون عليّ من أن أُسلم فلسطين لليهود".
تذكروا كيف أرسل السلطان سليم الأول جيوشه ليحمي القاهرة والشام من خطر الفرنجة.
تذكروا صلاح الدين الأيوبي الذي لم تهدأ له راية حتى حرر القدس بعد أن اجتمع من حوله المتفرقون.
أنتم اليوم في ذات الموقف.
فإن تُترك غزة تنهار، ستمتد النيران إلى ضواحي مكة وبغداد والرباط. هذه ليست مبالغة، بل قراءة تاريخية للغزوات التي تبدأ بمدينة وتنتهي بأمة.
غزة لا تدافع عن نفسها فقط، بل عن كرامتكم، عن حدودكم، عن شعوبكم. العدو لا يفرّق بين غزة والدوحة، بين خان يونس والرياض، بين جباليا والقاهرة. هي منظومة استعمار لا تشبع.
الناس في غزة يموتون جوعًا وقهرًا، وبيوتهم تُباد، وأعراضهم في العراء.
فإن لم تفعلوا اليوم شيئًا… فمتى؟ وإن لم تكونوا أنتم… فمن؟
أوقفوا المذبحة.
ارفعوا الصوت.
اضغطوا سياسيًا واقتصاديًا.
علقوا اتفاقيات الذل، وأغلقوا الأبواب في وجه المحتل.
كونوا على قدر الأمانة، فأنتم أمام امتحان مصيري، وسيُسأل كل منكم أمام الله ثم أمام التاريخ.
هل هناك أمل؟
نعم، ما دام في الأمة نفس يتردد. لكن هذا الأمل لن يصمد إن خذلتموه.
لا تجعلوا غزة تناديكم بعد أن تسقط.
