هل تعلم ما معنى النزوح؟

بي دي ان |

01 سبتمبر 2025 الساعة 04:07م

الكاتب
جاري إحتلال مدينة غزة ببطء وهدوء وبدون ضجيج اعلامي يؤثر ايجابيا على الواقع الفلسطيني.. بينما الدبابات والجرافات والصواريخ والنسف الهندسي كلها أمور تصنع ضجيج ارهابي لا يتوقف لحظة بل ويدمر الواقع الفلسطيني كل لحظة ويستمر التوغل في قلب مدينة غزة من الإتجاهات الثلاث شمال وشرق وجنوب لدفع الناس نحو غرب غزة بالتدريج... ثم الى جنوب قطاع غزة عبر شارع البحر ..ثم الى التهجير القسري المسمى كذبا طوعي..
نعم .. جاري نسف كل معالم المدينة بيت بيت وشارع شارع في تنفيذ واضح لسياسة الاحتلال المشهورة ( الأرض المحروقة )
 
الخطة الحالية تشبه تكتيكات إحتلال رفح بالضبط حيث يتم إجبار السكان على النزوح (بمحض إرادتهم..!)، وبدون خطط إجلاء.
هربا من القذائف المتلاحقة والأحزمة النارية.. أما الجعجعة الاعلامية والشعارات الخيالية  والعويل واستجداء ضمير العالم..  فهي أمور  لا تحمي أحد.. إن الوقت هنا من دم فعلا ، وفي كل لحظة تفقد العائلات أعزاءها ويتم تدمير ما تبقى من بيوت واشجار ومآوي، ومساجد ومدارس وعيادات واسواق وكل معالم المدينة تنشوه وتصبح ركاماً ... وأما المقاومة الإفتراضية فلا تستطيع أن تمنع حركة روبوت متفجر واحد.
ولا ان تحمي الناس من قذيفة دبابة..
وسؤال كل الناس:
أين سنذهب، وكيف ننزح ونحن بالكاد نجد قوت يومنا؟ وهل سيكون هذا هو النزوح الكبير، أو الموت الأخير؟
فهل تعلم ما معنى النزوح؟
حتى تعلم تعال بنفسك تواضع و تفضل إنزل مثلا على شارع البحر غرب غزة حتى تعرف معنى النزوح .. حتى ترى العائلات أين تنام وماذا يأكلوا ويشربوا؟
حتى ترى فتيات واطفال ابرياء يناموا على التراب دون غطاء يسترهم لأنهم خرجوا من بيوتهم فورا تحت وابل من القذائف وفقدوا نصف اهاليهم تحت الركام ..  تعال واسأل نفسك كيف واين ومتى يستطيعوا قضاء حاجتهم  خصوصا الأطفال والنساء .. تعال شاهد حتى تشعر بنفسيات العائلات بعدما تدمرت بيوتهم وقتل الاحتلال أولادهم وبناتهم..
تعال حتى ترى اوجاع الناس الهائمين على وجوههم في الشوارع.. 
هل يوجد مقومات تعزز صمودهم وثباتهم.. هل توجد جبهة داخلية قوية؟ ام هي مجرد شعارات كالعادة.. وتجارة رابحة بأوجاعنا ودمائنا.. ام ان البلد متروكة للعصابات واللصوص يحكموها في غياب كامل للأمن والأمان؟ بينما لايزال البعض يتكلمون عن الصبر والاجر والتضحية والقرابين والادانة والشجب والاستنكار؟

ولا تزال المجازر مستمرة بحق اهلنا في قطاع غزة
وعلى مرأى ومسمع العالم اجمع وتتم ابادة شعبنا في وضح النهار على يد أحقر وأجرم عدو في التاريخ
وهناك الكثيرين خارج غزة يستثمرون كل مايجري لجمع التبرعات لدعم الشعب الفلسطيني من كل دول العالم.. وللعلم لا تصل اصلا..
تعالوا الى غزة حيث الدمار في كل  مكان فلا كهرباء ولا ماء ولاطعام ولا دواء  ولامكان آمن.. وفي كل مكان تسمع صراخ  واهات الثكالى وانين الجرحى
مشاهد مروعة نراها كل يوم في واقعنا الأليم من أهوال مايفعله العدو بشعبنا لدرجة اننا لم نعد نتحمل مانراه والكثير من العاملين في المجال الإنساني تصيبهم جلطات من كثرة الحزن والتظاهر بالتماسك..
والناس يصبروا لأنه لا مفر  امامهم إلا الصبر.. علما انه لا يوجد هنالك شعب يتحمل كل مايجري للفسطينين في قطاع غزة والضفة الغربية 

فهنا تتناثر جثث وأشلاء الالاف من ابناء القطاع في كل مكان.. اطفال شيوخ نساء تصرخ من الوجع ومن الجوع ولا احد يسمع؟ يالعار هذا العالم الساكت عن مايجري في قطاع غزة

الشهداء اكثر من 60 ألف .. هذا عدا عن المفقودين حوالي 20 الف، الجرحى اكثر من 160 ألف جريح ومنهم 80 ألف اصبحوا معاقين مبتورة اطرافهم ومشوهين وعاجزين. 
عدد الأيتام اكثر من  44 الف طفل وعدد الشهداء الاطفال أكثر من 19 الف طفل وعدد الأرامل أكثر من 9 الاف وعدد الشهداء من طلاب المدارس والجامعات
16.700 بينما استشهد اكثر من 200 اكاديمي من كل التخصصات ؛ واكثر من 800 معلم و معلمة من كل مراحل التعليم

ولقد وصل عدد المعتقلين الى 22 ألف بينما كل الحرب بدأت لتحرير 5 آلاف معتقل وتبييض السجون 

لقد ذابت القلوب وشاخت العقول وبلغت القلوب الحناجر والناس في حيرة من أمرهم وخوف وقلق، هل سننزح نتيجة تواطؤ العالم، أم سيصحو من له ضمير حي وتنتهي الإبادة ونعيد بناء هذه المدينة التي أصبحت تتوشح بالرماد والدمار في كل مكان
هل سنعود للحياة يوما؟! ام سنموت كلنا؟ ام سنهاجر الى المجهول ؟
الله اعلم 
ولا حول ولا قوة الا بالله