ماكرون يرد على رسالة نتنياهو ويدعوه للتوقف عن 'الهروب القاتل' نحو الأمام في غزة

بي دي ان |

27 أغسطس 2025 الساعة 02:20ص

ردّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، برسالة رسمية على رسالة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي أعرب فيها الأخير عن قلقه من "الارتفاع المقلق لمعاداة السامية في فرنسا"، متهمًا ماكرون بالاستغلال السياسي لهذه الظاهرة.

ونشرت صحيفة لوموند الفرنسية الرسالة، مشيرة إلى أن نتنياهو بعث بها في 17 أغسطس/آب وجعلها علنية قبل وصولها إلى الإليزيه، ما دفع ماكرون للإعلان عن نشر رده أيضًا "من أجل وضوح النقاش".

وأكد ماكرون أن مكافحة معاداة السامية لا يمكن أن تكون موضوع استغلال أو سببًا للخلاف بين إسرائيل وفرنسا، مشددًا على أن حماية اليهود الفرنسيين كانت وستظل أولوية منذ توليه المنصب، مع مشاركة جميع أجهزة الدولة في هذه المهمة.

ووصف الرئيس الفرنسي اتهامات نتنياهو للفرنسيين بالتقاعس في مواجهة معاداة السامية بأنها إهانة للبلد بأكمله، داعيًا رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى الكف عن "الهروب القاتل نحو الأمام" في حرب غزة، ووقف إعادة استيطان الضفة الغربية غير القانونية وغير المبررة.

وأشار ماكرون إلى أن سياسات الاحتلال والترحيل القسري وتجويع الفلسطينيين وضم الضفة الغربية لن تجلب النصر لإسرائيل، بل ستزيد من عزلتها الدولية وتغذي من يستخدم هذه السياسات ذريعة لمعاداة السامية. وأضاف أن الفلسطينيين لن يختفوا من أرضهم، وأن هذه السياسات تهدد مستقبل إسرائيل الديمقراطي واليهودي.

واقترح ماكرون التعاون مع إسرائيل وكل الشركاء الدوليين لإنشاء إطار موثوق لإنهاء الأزمة في غزة، مؤكدًا أن وقف إطلاق النار ممكن، داعيًا نتنياهو لتجنب القرارات التي قد تدفع إسرائيل إلى "حرب دائمة".

وأوضح ماكرون أن فرنسا خصصت 15 ألف شرطي لحماية المؤسسات اليهودية منذ 7 أكتوبر 2023، مؤكدًا أن مكافحة معاداة السامية لا تعفي إسرائيل من مسؤوليتها عن سياساتها في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية.

وختم الرئيس الفرنسي رسالته بالتأكيد على أن فرنسا ستظل صديقة لإسرائيل والفلسطينيين، داعيًا نتنياهو للخروج من دوامة التصعيد والامتناع عن الضم غير الشرعي للضفة الغربية، والاستجابة للشركاء الدوليين من أجل مستقبل من السلام والأمن والازدهار للمنطقة بأسرها.

وكان نتنياهو قد كتب في رسالته لماكرون أنه قلق من تصاعد معاداة السامية في فرنسا، واعتبر أن تصريحات ماكرون حول الاعتراف بدولة فلسطينية تُفاقم الظاهرة، مؤكداً أن هذه التصريحات "تكافئ إرهاب حماس وتشجع من يهددون يهود فرنسا".