المجاعة تضرب غزة لأول مرة في تاريخ الشرق الأوسط… تحذيرات أممية من إبادة جماعية عبر الجوع

بي دي ان |

22 أغسطس 2025 الساعة 01:05م

صورة أرشيفية

أعلنت منظمات وهيئات أممية عالمية، ظهر اليوم الجمعة، عن انتشار جائحة المجاعة رسميًّاا في قطاع غزة بسبب سياسة التجويع الممنهجة التي نفذتها الحكومة الإسرائيلية.

 

وأكدت وكالات الأمم المتحدة المعنية، وهي برنامج الأغذية العالمي، واليونيسف، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة (FAO)، في بيان مشترك، ضرورة وقف فوري لإطلاق النار في القطاع لضمان وصول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق، محذرة من أن استمرار الحصار يفاقم الأزمة الإنسانية ويهدد حياة المدنيين بشكل مباشر.

 

وحذرت الأمم المتحدة من أن أي تصعيد عسكري إضافي على مدينة غزة سيكون له عواقب مدمرة على المدنيين، ويزيد من معاناة النازحين، الذين يواجهون صعوبة بالغة في الوصول إلى مواقع توزيع المساعدات الإنسانية، وسط تفاقم نقص الغذاء والأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية.

 

وأشار المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إلى أن الوفيات الناجمة عن التجويع قد تشكل جريمة حرب، معتبرًا أن حرمان المدنيين المتعمد من الغذاء يمثل قتلًا عمدًا، ومخالفًا للقانون الدولي الإنساني.

 

وفي سياق موازٍ، وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الوضع في غزة بأنه كارثة من صنع الإنسان، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لإنهاء الحصار وتمكين وصول المساعدات الغذائية والطبية الضرورية.

 

وعبرت المؤسسات الأممية عن قلقها من تهديد الاحتلال بهجوم عسكري مكثف على مدينة غزة لما له من عواقب مدمرة إضافية على المدنيين، وفق تعبيرها.

 

ووفق تقرير جديد صادر عن منظمة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، فإن المجاعة تتفشى في القطاع، وأن أكثر من نصف مليون شخص يعيشون ظروفًا تتسم بالجوع والعوز والموت. 

 

وحذّر التصنيف من أن سوء التغذية الحاد سيتفاقم بسرعة حتى يونيو 2026، ولفت إلى أن نحو 132 ألف طفل دون الخامسة سيواجهون خطر الوفاة بسبب سوء التغذية الحاد إذا استمر الوضع على ما هو عليه.

 

ويأتي هذا الإعلان بعد تحذيرات متكررة من الأمم المتحدة منذ أشهر حول استخدام الغذاء كسلاح في النزاع، معتبرة أن الحرمان المتعمد من الغذاء والمواد الأساسية قد يشكل جريمة حرب واضحة ضد المدنيين.

 

وحذر فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أمس الخميس، من أن الأطفال الأكثر جوعًا في قطاع غزة محكوم عليهم بالموت إن لم تصل إليهم المساعدات بشكل عاجل.

 

وأشار "لازاريني" إلى أن مستويات الجوع أشد حدة في شمال غزة، خاصة مدينة غزة التي يسكنها نحو مليون شخص، مؤكدًا أن المراكز الصحية التابعة للأونروا شهدت زيادة بمعدل ستة أضعاف في عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد منذ مارس الماضي.

 

وأضاف المسؤول الأممي أن الفلسطينيين يموتون جوعًا بالفعل، محذرًا من أن أي تصعيد عسكري جديد سيجعل غالبية السكان غير قادرين على الصمود أو الحركة، حتى مع عمليات الإجلاء إلى الجنوب، واصفًا الوضع في غزة بأنه "جحيم على الأرض".

 

وفي أعقاب ذلك، حذّر المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" كاظم أبو خلف، من أن الوضع الإنساني يتدهور بشكل خطير في قطاع غزة، مبينا أن 112 طفلًا يدخلون يوميًا في دائرة سوء التغذية.

 

وقال أبو خلف، إن عدد الأطفال الذين دخلوا في مرحلة سوء التغذية الحاد ارتفع بنسبة 180%، عند المقارنة بين فبراير/ شباط (خلال الهدنة) ويونيو/ حزيران الماضي، مؤكدًا أن "الاحتلال لا يتوقف عند هذا الحد، بل يستمر في الارتفاع بشكل مقلق".

 

وتتفاقم أزمة سوء التغذية بين الأطفال في غزة مع استمرار الحصار الإسرائيلي الخانق، حيث يمنع الاحتلال دخول جميع المساعدات الإنسانية منذ مارس/ آذار الماضي، بما فيها حليب الأطفال والمكملات الغذائية العلاجية، ولم تسمح سوى بمرور كميات محدودة.

 

ورغم سماح الاحتلال، في الأسابيع الماضية بدخول عشرات الشاحنات الإنسانية يوميا إلى قطاع غزة بعد انتقادات دولية حادة بأعقاب منع دخولها للمساعدات منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، فإنها سهلت عمليات سرقتها ووفرت الحماية لذلك.