كشفت وسائل إعلام عبرية، اليوم الأحد، عن تحقيقات أجراها جيش الاحتلال الإسرائيلي تُظهر أن عدداً متزايداً من جنوده أقدموا على الانتحار خلال الشهور الماضية، نتيجة لانهيارات نفسية ناجمة عن مشاركتهم في العدوان المستمر على قطاع غزة.

ووفق ما نقلته الإذاعة الرسمية "ريشت بيت"، فإن تحقيقات "الجيش" أظهرت أنّ "معظم حالات الانتحار الأخيرة لجنود الاحتلال تعود إلى ظروف ميدانية قاسية، ومشاهد صادمة شهدوها خلال المعارك"، مشيرة إلى أن هؤلاء الجنود "فقدوا القدرة على تحمّل الأعباء النفسية الناتجة عن المشاركة في عمليات القتال".

وأكد مصدر عسكري رفيع للإذاعة أن "معظم الجنود الذين انتحروا تأثروا مباشرة بواقع الحرب، وبفقدان رفاقهم، وما ترتب على الخدمة في مناطق القتال من ضغوط نفسية هائلة"، على حد تعبيره.

من جانبها، أوضحت قناة "كان" الإسرائيلية أن جيش الاحتلال فتح تحقيقاً في جميع حالات الانتحار التي وقعت منذ مطلع العام 2025، شمل مراجعة رسائل الجنود المنتحرين والاستماع إلى شهادات من محيطهم القريب.

وبحسب القناة، فقد انتحر 16 جندياً خلال الأشهر السبعة الماضية، بينهم 7 جنود احتياط، بينما شهد شهر تموز/يوليو وحده 4 حالات انتحار لجنود احتياط، اثنان منهم انتحرا أثناء مشاركتهما في العدوان المتواصل على غزة، فيما وقعت الحالتان الأخريان بعد انتهاء خدمتهم.

يُذكر أن العام الماضي سجل 21 حالة انتحار في صفوف جيش الاحتلال، من بينهم 12 جندياً من قوات الاحتياط، فيما بلغت حالات الانتحار 17 في عام 2023، و14 في عام 2022.

وتعليقاً على هذا الارتفاع المضطرد، عبّر مصدر عسكري إسرائيلي عن قلق المؤسسة العسكرية من توسع الظاهرة، قائلاً: "نُقدّر أن تزداد حالات الانتحار بين الجنود النظاميين والاحتياط، ونحن نستعد للتعامل مع هذا السيناريو".