جائزة نوبل وقتلة الأطفال

بي دي ان |

10 يوليو 2025 الساعة 05:55م

المشرف العام
فيما تستمر المقتلة في غزة لليوم 643 على رؤوس الأشهاد، ويتم إعدام العشرات من المواطنين يومياً بقرار وضوء أخضر للجنود الإسرائيليين من المستوى العسكري وبالتالي السياسي، وفيما يظل الفلسطينيون في بقعة سوداء مظلمة، لا غذاء ولا دواء ولا ماء ولا بيوت ولا مرافق؛ ليس إلا زخات الرصاص وأطنان المتفجرات التي تفزع مضاجع الأطفال والمواطنين على حد سواء، وحيث لا مستشفيات ولا أسرة ولا سيارات إسعاف، تنقل أشلاء الضحايا وقطع اللحم والجماجم المتناثرة، وحيث جنون القصف والموت يعم المكان، يجتمع رجلان يعتبران بفعل ما اقترفت أيديهما ولما لهما من سلطة مطلقة في كل ما يحدث من قتل ودمار في غزة، شخصان كانا سببا مباشرا في تدمير ملايين البشر، يشعرون بالنشوة بعد قتل مئات الآلاف من المدنيين، بل وأحدهم يقدم للآخر  شهادة الترشح لجائزة "نوبل للسلام" في ظل عالم صامت بل ومصفق، سوا الأحرار من دول العالم الذين يعملون يوميا على "تعرية" أولئك القتلة، وفضح جرائمهم وكشف عوراتهم. 

يجتمع نتنياهو الفاشي واليميني المتطرف إلى أقصى حد، مع ترامب رجل المال والصفقات وممول قتل الأطفال بلا منازع. 

المحزن بالأمر أنه في ظل رقص الاثنين على جماجم وجثث الأطفال ، تستعد دول عربية إسلامية لتعلن الزواج بأولئك القتلة، وتجهز احتفالات التطبيع القادمة مع الكيان والدخول في اتفاقيات أبراهام التي ستجعل من العرب خدما للكيان ليس  إلا، وعلى الرغم من أن ترامب أشار إلى عدة دول لاستعدادها بالدخول في أسر التطبيع، إلا أننا لن نعرج على ذكرها لحين وضوح الرؤية ، وأيضاً كي لا ننجر خلف تصريحات هنا وهناك من قبل العدو.
 
ومع ذلك فما يحدث بواشنطن من تصريحات حول غزة والإصرار على بقاء الاحتلال ولو في بعض المناطق في غزة وفي ظل صفقة (لو تمت)، والذي يعني استمرار الاحتلال بقبضتيه الأمنية والعسكرية على غزة. 

وكذلك استمرار الحديث حول التهجير ببقاء منطقة عازلة، أو كما يدعون منطقة آمنة لتوزيع المساعدات مع بقاء الشركة الأمريكية "مصيدة الموت" والتي يتم التخطيط لزج أكثر من نصف مليون مواطن بها والتي على الأغلب، جزء منها يكون معتقلا، والجزء الأكبر يتم العمل ليكون نقطة انطلاق للتهجير القسري وإفراغ غزة من أهلها. 

كل هذا يحدث ويتم التخطيط له بل والتصريح بالنوايا الخطرة، دون أي تدخل عربي أو إسلامي، وبغياب جبهة عربية قوية تتصدى لهذه المسخرة التي يتم تداولها علنا في البيت البيضاوي والتي بدورها تمثل مدعاة للإحباط والخذلان، رغم إدراكنا أن هذه السياسات العربية نابعة من قرار النظام السياسي وليس نابعاً من إرادة الشعوب، وذلك بعد تغييب الشعوب عن قضاياهم وبالتالي قضايا الأمة. 

إن الملاحظ للواقع والمشهد الإقليمي والدولي يلاحظ دون أدنى جهد منه، أن أمريكا وربيبتها دولة الكيان والغرب، يبذلوا قصارى جهدهم للوصول بالعرب والمسلمين إلى السقوط الأخير، والإنزلاق الأخطر على مدار عقود طويلة، وأظنهم ينجحوا مالم تستعيد الشعوب وعيها القومي، وتنفض غبار الإحباط والاستسلام، وتعي تماما خطورة مايتم التخطيط له إسرائيليا وأمريكيا نحو تقسيم دولا عربية وشطب بعضها، وفرض السيادة الإسرائيلية بشكل أو بآخر على الوطن العربي الذي قد يصبح بليلة وضحاها "إمارات ودويلات" تابعة وخالية الدسم، وخارجة عن القرار الوطني لدولتها الأم. 

لقد مهد الكيان لسيطرته ولتوسعه نحو حلم إسرائيل (إسرائيل الكبرى) وذلك بعد سيطرته على عدة مناطق في (فلسطين، لبنان، سوريا) وضرب المنشآت النووية في إيران (وإن كان لا يزال جدلا حول نجاعتها) في أحسن الظروف أخرت عملها عدة سنوات للوراء. مع الوضع بعين الاعتبار حضور إسرائيل والقواعد العسكرية الأمريكية في العراق والعديد من الدول العربية. 

كل ذلك سيسهل ويسرع من توسيع المشروع الصهيوني بالمنطقة، مالم تستيقظ الشعوب وتراجع الحكام تاريخ اليهود وأهداف الصهيونية ، وبرتوكولات حكماء صهيون.