استشهاد الناشط والصحفي ياسر وشاح في استهداف من قبل طائرات الاحتلال

بي دي ان |

28 يونيو 2025 الساعة 09:37ص

الصحفي ياسر وشاح
استشهد امس مع تلة من أبناء مخيم البريج الناشط الصحفي ياسر حسن وشاح "38 "عاما، بعد استهداف من طائرة زنزانة بالقرب من منزل أسرته   الذي دمرته طائرات الاحتلال قبل أقل من أسبوعين. 

المرحوم "ابو وطن" لم ينته من  إستقبال المعزين باستشهاد شقيقه ساهر والذي ارتقى خلال استهداف محل بالقرب من المكان الذي كان يتواجد فيه والذي أدى إلى استشهاد عدة أفراد من عائلة صافي بالمخيم. 
 
وعم الحزن مخيم البريج على  فقدان قامة وطنية شامخة، ومثالاً نادراً في الوفاء والانتماء، فارساً من فرسان العمل الوطني والاجتماعي، مناضلاً لا يلين، وصوتاً صادقاً لا يساوم، وسنداً لكل صاحب حاجة، ووجهاً مألوفاً في كل موقفٍ حق وكرامة.

ونعت اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم البريج أحد فرسانها واعلاميها الشهيد البطل صاحب القلم الحر والكلمة الجريئة ياسر وشاح. وتقدمت باحر التعازي والمواساة لأسرته وإخوانه وعائلته وأقاربه وأصدقائه ولكل أبناء المخيم. 

الدكتور فوزي عوض نعى المناضل وشاح قائلا"بكل الحزن يفتقد مخيمنا الصامد ناشطا وصحفيا  ومبدعا ومصمما ومتميزا صاحب قلم حر إعلامي اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم البريج له بصماتة في كافة النشاطات التي نفذتها اللجنة الشعبية سائلا المولى عز وجل  له الرحمة ولكافة الشهداء. 

وعجت مواقع التواصل الاجتماعي بذكر مناقب الشهيد ياسر وما قدمه لمخيمه وشعبه وقضية اللاجئين، فلقد كتبت مسؤولة إدارة كوشان بلدي أحلام أبو السعود قائلة، لقد كان الشهيد "أبو وطن" شريكا فاعلاً في مشروع "كوشان بلدي"، ساهم معنا بلمساتٍ ثمينة، وبصماتٍ واضحة خلال عملنا على تجميع كتاب أنشطة "كوشان بلدي" لعامين متواصلين، فكان عطاؤه من نور، وجهده من القلب، وإيمانه بفلسطين لا يزحزحه قصفٌ ولا تهديد.

وما يميز الشهيد ياسر أنه صاحب القلم الحر والكلمة الجريئة من خلال عمله في دائرة الإعلام في  اللجنة الشعبية للاجئين منذ ما يقارب ١٥ عاما، هذا بالإضافة إلى أنه كان من أولئك الذين لا يخشون في الحق لومة لائم، صوته كان دومًا عاليًا في نصرة قضايا المخيم، يكتب يتكلم يشارك  يصدح بالحق دون تردد أو خوف . كانت الجرأة والشجاعة والاقدام والحكمة من أبرز ملامحه، لا يساوم على المبادئ والحقوق ، ولا يهادن في المواقف الوطنية الثابثة خاصة قضية اللاجئين وحق العودة وقضية المساعدات. 

الإعلامي عبدالهادي مسلم قال "كنت لا اعرف عندما سلمت على الشهيد   بالامس في النصيرات وعزيته باستشهاد شقيقه أنه كان  السلام الاخير، وان الشهيد كان يودعني  بابتسامته التي لا تفارق وجهه، وقال لي الحمد لله على كل حال، بالفعل أن العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا على فراقك يا "ابو وطن" لمحزونون.

وأضاف، عملنا كفريق واحد في لجنة البريج الشعبية واشهد انك كنت المعطاء الصادق، المحب لشعبك ووطنك ومخيمك، وكنت من خير ابناء مخيم البريج الذين عرفتهم الخدوم، الجريء، نفتقدك اخي " ابو وطن" ولكن لا نقول الا ما يرضي الله انا لله وانا اليه راجعون. 

أما الصحفي المحرر في جريدة الحياة الجديدة باسم ابو شارب قال " ياسر وشاح .. تليق بك الشهادة " أبا وطن"عرفته عن قرب عام 2016 عندما استضافت اللجنة الشعبية للاجئين بالبريج مكتب جريدة (الحياة الجديدة) بالوسطى في مقرها مقابل شارع صلاح الدين، وكان ياسر هو دينامو اللجنة الذي لا يكل ولا يمل في خدمة اللاجئين والمراجعين والخريجين والإعلاميين، ورغم أننا كنا ضيوفا عند اللجنة آنذاك في لفتة وطنية من الكبيرين المعطاءين حسن جبريل ومحمود النمروطي ، إلا أن ياسر كان لا يتوانى عن خدمتنا وتوفير احتياجاتنا، ولا أنسى طلته الصباحية اليومية وابتسامته العذبة حين يقول بأدب جم: بإيش تؤمرنا اليوم أستاذ أبو فراس ؟.

تليق بك الشهادة يا أبا وطن وأنت تصعد إلى السماء صعود الشرفاء، تاركا أمة تبدو في هذا العالم ليست سوى خطأ من الأخطاء.

الناشط أحمد الاسمر  كتب قائلا في ذكر مناقب الشهيد :"كان مثابرًا لا يعرف التعب، لا تؤخره العراقيل ولا تثنيه المصاعب. معطاءٌ بلا حدود، يعطي من وقته وجهده وقلبه، من أجل أهله وشعبه وقضيته. كان وفيًا لأصدقائه، مخلصًا في عمله، وانتماؤه لفلسطين لم يكن شعارًا، بل كان نهج حياة، يظهر في كل موقف وكل تفصيلة من يومه.

كان صاحب وجهة نظر واضحة، عميقة، منحازًا دومًا لشعبه وكرامته، لا يرى الحياد في قضايا الوطن، بل يراها معركة يجب أن يُنتصر فيها للحق والمظلومين. وفي زمن كثر فيه الصمت والانتهازية، كان ياسر صوتًا حيًّا للمقاومة، وضميرًا لا يخون.

رحل ياسر، لكنه ترك فينا أثرًا لا يُمحى، ووصية لا تُنسى: أن نكون أوفياء لفلسطين ولشعبها ، وأن نتسمسك بالحق والثوابت وان لا نساوم  ، وألا نخذل الدم الذي سال لأجل الحرية.