الطفولة في غزة.. أحلام أكبر من الحصار وطائرات ورقية تتحدى الموت
بي دي ان |
20 يونيو 2025 الساعة 01:00م

غزة - خاص بي دي ان - لينه راضي
في قلب مدينة غزة المحاصرة، حيث تتساقط الصواريخ فوق رؤوس المدنيين، ويخيم الدمار على كل زاوية، يختار أطفال قطاع غزة أن لا تنطفئ في قلوبهم شموع الأمل، فتشرق بينهم طائرات ورقية بسيطة صنعت بأيدي صغيرة ترتجف من البرد والجوع والخوف، لتصبح رمزًا للمقاومة الناعمة، ورسالة حياة وسط آلة الموت التي تدك الأرض بلا هوادة.
أملٌ من بين الأنقاض..
يصنع الأطفال طائراتهم الورقية بأبسط المواد المتاحة، مثل كرتونات المساعدات وأكياس البلاستيك الممزقة وورق الخبز المقوى، ويلونونها برسومات أعلام فلسطين، وقلوب، وأشجار الزيتون، وأسماء شهداء، وملامح البيوت التي تحولت إلى ركام.
فهذه الطائرات ليست مجرد لعبة، بل هي تعبير حي عن تمسكهم بالحياة وعن رغبتهم في الطيران فوق جبروت الحصار والقصف.
في حي الدرج، يقف الطفل البراء راضي (11 عاماً) على سطح بناية مهدمة، يربط خيط طائرته قائلاً:"لما بتطير الطيارة، بحسّ إني أنا كمان بطير معها.. بنسى صوت الطيران والقصف المدفعي."
ويضحك حين يسأله صديقه فراس إذا كانت طائرته قد تخيف الطائرات الحربية، ليواصل اللعب كما لو أن الطائرات الورقية تمنحه قوة خارقة في مواجهة الموت.
أطفال حرموا من طفولتهم..
تشير تقارير منظمة "يونيسف" إلى أن أكثر من 14,000 طفل فلسطيني استشهدوا أو أصيبوا منذ بداية العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023. أكثر من 600,000 طفل يعيشون تحت وطأة صدمات نفسية حادة، مع نقص حاد في الغذاء والماء والدواء والتعليم.
لم تعد الملاعب والمدارس متاحة، فلم يتبق أمامهم سوى السماء المفتوحة، التي يلونها الأطفال بألوان الطائرات الورقية، ليخلقوا مساحة أمل لا يستطيع القصف الوصول إليها.
وئام المصري، في مركز إيواء بمدينة خانيونس، تساعد أخاها عثمان (13 عاماً) في صنع طائرة ورقية من قطعة نايلون ممزقة. تقول بابتسامة: "كل يوم بقصفوا حوالينا، بس الطيارة الورقية بترجعنا لأيام زمان قبل الحرب."
الطائرات الورقية: علاج نفسي ومصدر رزق..
بات اليوم النجار عماد الدهشان (32 عاماً)، يصنع الطائرات الورقية ليزرع البسمة في وجوه الأطفال الذين نزحوا إلى الملاجئ والمخيمات. يقول:" كل ما بتمر طيارة استطلاع، بنفكر كيف نضل نعيش… الطيارات الورقية صارت علاج نفسي للأطفال، وهروب بسيط من واقع لا يُطاق."
ويضيف:" في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية، نصنع هذه الطائرات ونبيعها لسد احتياجات البيت، لم يعد لي مصدر دخل بسبب الحرب"
أما يزن وعمرو، أخوان من مخيم المغازي، يكدحان لصنع وبيع الطائرات الورقية، متحملين مسؤولية إعالة عائلة مكونة من ثمانية أفراد.
وفي ذات الصدد، تروي الأستاذة ألاء محسن، مرشدة تربوية، تعمل في مدارس الإيواء شمال قطاع غزة، تقول:" نجعل الأطفال داخل مركز الايواء أن يصنعون الطائرات الورقية ويلونونها علّهم يجدون منفساً بعيداً عن صوت المدافع والقصف" مضيفةً أن ذلك يعد دعم نفسي، ويعزز القيم التربوي، كذلك يساعدهم على تخفيف الضغوط النفسية"
أرقام مأساوية تهدد مستقبل جيل كامل..
أكثر من 17,000 طفل فقدوا أحد والديهم أو كليهما، وأكثر من 90% منهم يعانون اضطرابات نفسية شديدة، ونسبة الفقر تقترب من 100%، وسط انهيار الاقتصاد المحلي. كما أن أكثر من 625,000 طالب وطالبة ممنوعون من مواصلة تعليمهم بسبب تدمير المدارس وتعذر استئناف التعليم، ما يضع مستقبل جيل كامل على المحك.
رسائل صمود من تحت الركام.
في غزة، لا تقتصر الطائرات الورقية على كونها لعبة، بل هي رسائل صمود وأمل، يرسم بها الأطفال عالماً مغايراً، ويربطونها بالسماء كخيط نجاة يمتد من تحت الركام إلى حياة تليق بطفولتهم المنتهكة.
أطفال غزة هم الذين يحلقون بأحلامهم فوق سماء الحرب، ينثرون على الأرض المدمرة بذور الحياة، ويثبتون أن روح الإنسان لا تقهر مهما اشتدت العواصف
أملٌ من بين الأنقاض..
يصنع الأطفال طائراتهم الورقية بأبسط المواد المتاحة، مثل كرتونات المساعدات وأكياس البلاستيك الممزقة وورق الخبز المقوى، ويلونونها برسومات أعلام فلسطين، وقلوب، وأشجار الزيتون، وأسماء شهداء، وملامح البيوت التي تحولت إلى ركام.
فهذه الطائرات ليست مجرد لعبة، بل هي تعبير حي عن تمسكهم بالحياة وعن رغبتهم في الطيران فوق جبروت الحصار والقصف.
في حي الدرج، يقف الطفل البراء راضي (11 عاماً) على سطح بناية مهدمة، يربط خيط طائرته قائلاً:"لما بتطير الطيارة، بحسّ إني أنا كمان بطير معها.. بنسى صوت الطيران والقصف المدفعي."
ويضحك حين يسأله صديقه فراس إذا كانت طائرته قد تخيف الطائرات الحربية، ليواصل اللعب كما لو أن الطائرات الورقية تمنحه قوة خارقة في مواجهة الموت.
أطفال حرموا من طفولتهم..
تشير تقارير منظمة "يونيسف" إلى أن أكثر من 14,000 طفل فلسطيني استشهدوا أو أصيبوا منذ بداية العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023. أكثر من 600,000 طفل يعيشون تحت وطأة صدمات نفسية حادة، مع نقص حاد في الغذاء والماء والدواء والتعليم.
لم تعد الملاعب والمدارس متاحة، فلم يتبق أمامهم سوى السماء المفتوحة، التي يلونها الأطفال بألوان الطائرات الورقية، ليخلقوا مساحة أمل لا يستطيع القصف الوصول إليها.
وئام المصري، في مركز إيواء بمدينة خانيونس، تساعد أخاها عثمان (13 عاماً) في صنع طائرة ورقية من قطعة نايلون ممزقة. تقول بابتسامة: "كل يوم بقصفوا حوالينا، بس الطيارة الورقية بترجعنا لأيام زمان قبل الحرب."
الطائرات الورقية: علاج نفسي ومصدر رزق..
بات اليوم النجار عماد الدهشان (32 عاماً)، يصنع الطائرات الورقية ليزرع البسمة في وجوه الأطفال الذين نزحوا إلى الملاجئ والمخيمات. يقول:" كل ما بتمر طيارة استطلاع، بنفكر كيف نضل نعيش… الطيارات الورقية صارت علاج نفسي للأطفال، وهروب بسيط من واقع لا يُطاق."
ويضيف:" في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية، نصنع هذه الطائرات ونبيعها لسد احتياجات البيت، لم يعد لي مصدر دخل بسبب الحرب"
أما يزن وعمرو، أخوان من مخيم المغازي، يكدحان لصنع وبيع الطائرات الورقية، متحملين مسؤولية إعالة عائلة مكونة من ثمانية أفراد.
وفي ذات الصدد، تروي الأستاذة ألاء محسن، مرشدة تربوية، تعمل في مدارس الإيواء شمال قطاع غزة، تقول:" نجعل الأطفال داخل مركز الايواء أن يصنعون الطائرات الورقية ويلونونها علّهم يجدون منفساً بعيداً عن صوت المدافع والقصف" مضيفةً أن ذلك يعد دعم نفسي، ويعزز القيم التربوي، كذلك يساعدهم على تخفيف الضغوط النفسية"
أرقام مأساوية تهدد مستقبل جيل كامل..
أكثر من 17,000 طفل فقدوا أحد والديهم أو كليهما، وأكثر من 90% منهم يعانون اضطرابات نفسية شديدة، ونسبة الفقر تقترب من 100%، وسط انهيار الاقتصاد المحلي. كما أن أكثر من 625,000 طالب وطالبة ممنوعون من مواصلة تعليمهم بسبب تدمير المدارس وتعذر استئناف التعليم، ما يضع مستقبل جيل كامل على المحك.
رسائل صمود من تحت الركام.
في غزة، لا تقتصر الطائرات الورقية على كونها لعبة، بل هي رسائل صمود وأمل، يرسم بها الأطفال عالماً مغايراً، ويربطونها بالسماء كخيط نجاة يمتد من تحت الركام إلى حياة تليق بطفولتهم المنتهكة.
أطفال غزة هم الذين يحلقون بأحلامهم فوق سماء الحرب، ينثرون على الأرض المدمرة بذور الحياة، ويثبتون أن روح الإنسان لا تقهر مهما اشتدت العواصف