هل بات العالم على عتبات الجحيم؟!

بي دي ان |

18 يونيو 2025 الساعة 08:52م

المشرف العام
تتسارع وتيرة الأحداث والقصف المتبادل بين إسرائيل وإيران، والتي بدأت منذ الثالث عشر/ يونيو الجاري، وذلك بعد أن بدأت إسرائيل بهجومها على إيران في ظل وجود أهداف "قديمة جديدة" استراتيجية ثابتة لدى الكيان بضرب طهران، وأهمها ضرب المنشآت النووية والصواريخ الباليستية، وصواريخ أرض جو. 

لا شك أن هذا الهدف لدى الكيان يراوده منذ سنوات طويلة، أولا: إسرائيل ترفض أن يكون منازعا نووياً لها بالمنطقة بالتالي تعتبر الوجود الإيراني بما يمتلكه من مفاعلات نووية هي خطر وجودي على أمنه ووجوده، وبالتالي يجب القضاء عليه. 

ثانياً والذي قد لا يقل أهمية: هو إرادة وإصرار الكيان على تأمين "الحزام الشمالي" وهو الطوق للدول العربية (تركيا، إيران) وهذا يستوجب أيضا تغيير النظام في إيران وخلق نظام يدور في فلك أميركا وإسرائيل، خاصة أن إيران ترفع الشعار الدائم "الموت لأمريكا وإسرائيل". 

ضرب إيران كان يحتاج لسنوات طويلة من التجهيز وترتيب الأوراق بالمنطقة، ولعل ضرب إسرائيل لأذرع طهران بالمنطقة وكسر شوكتهم "إن جاز التعبير" كان مهماً للخطوة التالية، فضرب حزب الله في لبنان وحماس والجهاد في غزة، وتغيير النظام في سوريا لنظام بعيد إلى حد كبير لإيران، بل ويتناغم بالكثير مع أميركا والكيان بخلاف النظام السابق، جميعها تعتبر خطوة تمهيدية لقادم طهران. 

في نظرة للمشهد السياسي الحالي: 
طهران على خلاف مع معظم الدول العربية وبالتالي لايوجد حليف أو صديق عربي بإمكانه مساندتها في حال أي حرب قادمة، والعرب بالأساس منشغلين بصراعاتهم وقضاياهم. 

مؤخراً خلال اليومين الماضيين، بدأت روسيا تسقط قناعها شيئا فشيئا وتنسحب مع الحفاظ على اختيارها دور الوسيط لكن دون تدخل بجانب طهران في حال فشلت الوساطة. 

باكستان أيضاً أشارت إلى أن سلاحها للدفاع عن مصالحها وعبرت عن عدم مقدرتها دعم طهران.
 
على ما يبدو أن طهران ستكون وحيدة على الأغلب في حال تم إتفاق إسرائيلي أمريكي بضرب إيران، لأنه بكل الأحوال لا تستطيع إسرائيل وحدها ضرب إيران، خاصة أن منشأة فوردو الإيرانية التي لم يتم ضربها حتى الآن وهي الأكثر تعقيداً من حيث تواجدها تحت جبال عدة بعمق مئة متر تحت الأرض تقريبا، بالتالي السلاح الوحيد القادر على اختراقها موجود في أمريكا حيث القنبلة الوحيدة التي بامكانها خرق هذه التحصينات. 

السؤال الأهم والأخطر الآن هل ستدخل أميركا الحرب مع الكيان؟ أعتقد نعم، فأميركا فعلياً بدأت التدخل حين مدت الكيان بأكثر من نوع سلاح خلال الأيام السابقة، على الرغم من انقسام مستشارو ترامب بشأن توجيه ضربة أمريكية لإيران، إلا أن ترامب على ما يبدو لن يستجيب للجهات الأمنية الأميركية السابقة لديه الذين نصحوا بعدم الدخل، لكن ما نشاهده الآن من نشر قاذفات B-52، إضافة إلى إرسال المزيد من المقاتلات من طراز f-22 F- 35  F- 16 .

واختفاء جميع المقاتلات الأميركية فجأة من قاعدة العديد الجوية في قطر، وكذلك ارتفاع أسعار النفط بأكثر من 5%؛ جميعها مؤشرات تدلل على أن أميركا من المرجح أكثر أن تشارك في ضرب إيران، نضف إلى ذلك رغبة نتنياهو الجامحة للقضاء على المشروع النووي الإيراني والذي على مايبدو استطاع أن يؤثر تأثيرا بالغاً على ترامب. 

أعتقد أن ما قامت به إسرائيل بتوجيه الضربة لطهران لا يمكن بأي حال من الأحوال ألا يكون ترلمب على دراية تامة بها والتخطيط لكل السيناريوهات، الخطوة بدأت ولا أظن أن تنتهي بوقف إطلاق النار، الإحتمال الأكبر أن الفرصة سانحة تماما للكيان وأميركا لاتخاذ خطوة تدميرية مفصلية لها عواقبها الوخيمة إقليمياً ودولياً، لكن بنظرهم يجب اتخاذها خاصة في ظل مجتمع دولي منحاز، وعدم قبول الغالبية العربية للنظام والسلوك الإيراني.

لقد التقى رجلان مغامران لديهم من جنون العظمة مايسمح لهما بالإقدام على خطوة ضرب المشروع النووي الإيراني، ومع ذلك ننتظر الأيام القليلة القادمة، ولنرى ماذا تحمل في جعبتها من السيناريوهات المحتملة وغير المحتملة.