مفاوضات عبثية.. بل مفاوضات إملاءات!

بي دي ان |

31 مايو 2025 الساعة 01:40ص

الكاتب
باعتقادي وبدون مواربة، مرحلة التفاوض والمفاوضات انتهت، فالآن مرحلة الإملاءات الصهيونية اليمينية، والشروط شروط صهيوأمريكية فقط.. فشعبنا أضحى تحت رحمة المساعدات الأمريكية دون تحصيلها للجميع، وتحت نيران القصف الصهيوني، والبغض والحصار العربي، والتشرزم الفلسطيني الداخلي، والشعب لا يمتلك قراره، وفاقد لبوصلة النجاة، فلا أحد يستطيع أن يزعم أنه يمتلك مفتاح الحل وإنهاء الحرب، فكل المبادرين بما فيهم كاتب السطور لا يمتلك قوة التأثير للخروج من تلك الحرب اللعينة، فلا أثر للوعي الفلسطيني، وكأنه أمسى من الماضي، ولا تأثير للكتاب السياسيين على قرار إنهاء الحرب، فالوضع باختصار كالمستجير بالرمضاء بالنار، فالمفاوضات أصبحت تشرعن لاستمرار القتل والإبادة وحرق النازحين في خيامهم، وإبقاء الجثث تحت ركام المباني المهدمة فوق رؤسهم، فأصبحت المفاوضات عبثية، وأصبحت تحركية وهي من أجل فقط المفاوضات دون فرض أجندة فلسطينية، ودون تحقيق نتائج واضحة المعالم للشعب الفلسطيني، فالشعب في متاهة وكأنه بين أمواج متلاطمة من الأعداء، فمفاوضات اليوم أصبحت واضحة، لشرعنة الأعمال العسكرية الصهيونية في غزة، وهي تلبي رغابات اليمين الصهيوني المتطرف، فنتائجها واضحة لاستهلاك الزمن، وتوفير بيئة لاذلال وإهانة مليوني فلسطيني، وإنشاء ثقافة كي الوعي بأن غزة أصبحت بيئة غير صالحة للسكن والعيش فيها.
فالمفاوض الفلسطيني فقد المرجعية الشعبية، ومنحسر تحت ثقف تطلعاته وغابت عنه تطلعات الشعب والجماهير، ومحاصر بصفقات تم استدراجه لها، ولا يستطيع الخروج عنها إلا بتعديلات طفيفة، هذا إذا سمح له من الأصل، ولكن المشهد الآن يبدو أكثر صعوبة وقساوة، وبرز نتن ياهو وكأنه الآمر الناهي ليضع سقف للتفاوض، وكأنها إملاءات تتوافق مع الرؤية الأمريكية لواقع القضية الفلسطينية وسكان غزة، وكأنها الفرصة الذهبية للتخلص من الورم السرطاني الذي أقلق العالمين العربي والغربي وهي غزة.
فنحن لا نمتلك القنبلة النووية، ولا نحن على مشارف تل بيب، ولا على أبواب القدس، ولا الشعب اليهودي يعاني من المجاعة، ولا يقع تحت نيران القصف، ولا المستشفيات عنده خارجة عن الخدمة، ولا السفن تنتظر أن تذهب بهم لأوروبا، وما بعد البحار والمحيطات، وغير ذلك من نتائج الحرب.
وهذا جزء من المخطط الصهيوأمريكي، وهو جزء من مخرجات السابع من أكتوبر لدى الصهاينة، فهذا فرصة تاريخية لتغير واقع غزة لتصبح مستوطنة عزة، أو ولاية أمريكية.