هل أصبحت قضية فلسطين قضية إنسانية؟!
بي دي ان |
11 مايو 2025 الساعة 03:40م

فلسطين العظيمة تمر بمنحنى تنازلي عن واقع التحرير، فأصبحت فلسطين اليوم عباره أن أشلاء جغرافية متناثرة.. مع تعرض شعبها للإبادة والقتل والدمار، إن توصيف حالة فلسطين اليوم والحالية لم يمر له في كتب التاريخ من وصف، ولا يمر في كتب السياسة من شرح وتحليل، ففلسطين جامعة للكل الفلسطيني، هكذا المؤمول، والقدس جامعة للعرب والمسلمين وهذا معلوم، لكن ما تمر به غزة يعطينا المؤشر ذات المدلول والمعلوم أن فلسطين ليست جامعة للشعب الفلسطيني، ولا القدس جامعة للأمتين العربية والإسلامية، وهذه نتائج بديهية ومعلومة عن واقع الشعب الفلسطيني؛ الذي يمر في أسوء الحقب التاريخية له، وأسوء علاقاته المجتمعية، وتهالك النسيج الداخلي له، وذلك لحالة الإنقسام والتشظي في مفهاهيم مشاريع التحرر، والكل مستميت نحو إرتباطه بنظريته التحررية والتي أفضت للإنقسام الداخلي، ومن هنا جاء عزل غزة لنحو ستة عشر سنة قبل السابع من أكتوبر، وبعد مجيئه ولحسابات خاصة لأحد مشاريع التحرر، ووصلنا لحالة الانقسام والانفصام النكد جغرافياً وسكانياً، والتي نتج عنه ما نحن علية في غزة، وتوالت تشخيص الحالة وتحليلها لإعطاء الدواء لها، هناك من أعطى المبرر للسابع من أكتوبر، وأنه جاء عبر رؤية من التخطيط وسيجعل الأمة مرتبطة به وستندمج بالمقاومة وصولاً للأقصى وتحريره، وهناك من رأى في التشخيص أنه جاء عبر رؤية حزبية حركية لا تمت بالإجماع الوطني والتي سيكون نتائجها كارثية ووخيمة، وعلى ذلك تم الخوض في التشخيص والتحليل التي نقرأؤه كل يوم ونسمعه في القنوات العربية والعبرية والأروبية، وزادت الفجوات بين الروايات الفلسطينية الداخلية، وزادت الإتهامات بين المشاريع التحررية، والشعب مازال تحت الإبادة والقتل والقصف، وطابور المقصلة مستمر، والمعاناة لشعبنا الكريم من مجاعة، ونقص في الغذاء، وتهالك الأجساد زادت، دون الوصول للعلاج المقصود والذي يسهم في نجاة ما تبقى من شعبنا، وهنا تكتمل الرؤية بأن الكل الفلسطيني لا يستطيع أن يقدم العلاج الحقيقي لشعبنا المكلوم، ولتثبت الرؤية بالعجز الكامل للجميع، بعدم الخلاص مما نحن فيه، وهذا كله بترتيب دولي أمريكي صهيوني، وبتنسيق مع الدول العربية حلفاء أمريكا بالمنطقة، والتي يقود تحالفهم المصالح، وليست النخوة العربية ولا قدسية القضية، ومن هنا عرف اترامب من أين يأكل الكتف ليخرج علينا بموضوع أنسنة غزه، وفصلها عن بقية الأرض، وعزل الضفة كإشارة فعلية لفعل سياسي قادم، وهو خضوع فلسطين لنهج الإدارات المتفرقة والمتباعدة، وهي سلطات محدودة الصلحيات، لا لحماس كعنوان للمقاومة، ولا لفتح والسلطة كعنوان للمفاوضات والسلام، مع الاستمرار في نهج القتل والتجويع في غزة كمرحلة مهمة للمشروع الأمريكي الصهيوني، وهي ماقبل الولوج باليوم التالي، وهي مرحلة تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني وخاصة سكان غزة، ليظهر اترامب المنقذ لغزة والمنقذ للعالم العربي وغيره، ومن هنا أنسنة القضية وتحويل مشاريعها التحررية لمشروع سيصبح إنساني، بل أصبح أسمى أماني سكان شعبنا الكريم الغذاء والكابونة وربطة الخبز، المهم أصبح الغذاء أهم من التحرير، وانتاج فكرة التهجير الطوعي أو القسري في عقول سكان غزة أفضل من الموت والبقاء في طابور المقصلة اليومية، إن عدم فلاح قادة شعبنا في استخدام القلم والورقة، وإخضاع المشاريع التحررية لإنجازات ومكتسبات حزبية وحركية دون شمولية الفكر والمنطق والمآلات الحسابية والآثار الناجمة على شعبنا الكريم، لهو المنهج الوظيفي الذي نقدمه للعدو الماكر له وإستغلاله، واستخدام أدواته لإستنتاج أدوات تساعده على الفتك بكل المشاريع الفلسطينية المتصارعة، والتي لم تقم على أساس الشراكة و التقاسم مع إرادة شعبنا الفلسطيني، ومن هنا إنطلق العدو بمخططاته العملاتيه، والتي ساعدته في اختراع الوسائل للوصول به، لا لحماس ولا للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة، ليظهر اترامب المنقذ في اللحظة التاريخية الفارقة، والذي أبدع في تفتيت كل المشكلات الدولية والإقليمة، واتخاذه قرارات لحل كل القضايا الدولية والإقليمية، وعلى رأسها إنهاء الحروب وإنهاء البرامج النووية مقابل المال للوصول به للإمبراطورية الأمريكية بالشراكة مع الحركة الصهيوني وتحقيق حلم إسرائيل الكبرى برعاية أمريكية صهيونية، والعمل على تبديل اللاعبين الأساسين في الواقع الإقليمي، وإنهاء دور إيران، وتغيير منظومة المحور في المنطقة، واستنساخ أدوار جديدة، لهو الدور الأساسي لاترامب حتى لو كان على صعيد اللوبي الصهيوني، فهو رجل بارع في البرغماتية حتى يصل ويحقق ما تحدث به في خطابه وبرنامجه المنتخب عليه، وهو لا حروب، نعم للمال، نعم لإمبراطورية الولايات المتحدة الأمريكية. كل ذلك يتطلب منه الولوج في اتفاقية ابراهام، لتحقيق الدور الإقتصادي الأمريكي، وبالتوازي مع الدور الصهيوني التطبيعي في المنطقة، وبهذا يحقق صفقة القرن وشرق أوسط جديد، بامتلاكه المال العالمي بلا منازع واسرائيل الكبرى بتفتيته المحاور، واستنساخ دور جديد لدول جديدة بالمنطقة، وهيمنة عالمية جديدة بإنهاء الحروب الإقليمية والدولية، وإنهاء حالة دولة فلسطين، بانهاء قضية اللاجئين والعمل على التهجير، وإنتاج سلطات متعددة، وتحويل مشروع التحرر لمشروع إنساني إغاثي إنعاشي لمن يتبقى على أرض فلسطين.