غزة بين صفقات ترامب وصدقاته!

بي دي ان |

11 مايو 2025 الساعة 12:40ص

المشرف العام
أيا كانت إعلانات ترامب المبشرة والمنفرة؛ بكل الأحوال ترامب رجل صفقات وليس رجل صدقات، ولن يأتي لفلسطين وشعبها بالخير على الإطلاق.

قد يكون هنالك "إبر بنج" للفلسطينيين، ربما تتمثل بفرض خطة توزيع المساعدات الغذائية التي أغرق وسائل الإعلام بتفاصيلها المذلة والمشينة والتي لا تتلائم على الإطلاق مع آدمية وكرامة الشعب الفلسطيني الذي عاش عشرات السنوات من النضال والكفاح ليسترد أرضه وينجز استقلاله  لا ليعود بكل هذه التضحيات ومئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين ليصل به الأمر لتنحصر قضيته بطابور مذل أمام طرد غذائي محصور بسعرات حرارية، لا تليق بآدميته، إضافة إلى تحول القضية من قضية سياسية إلى مسألة إنسانية، والتي ستكون  كذلك بالتوازي مع استمرار الحرب والمقتلة. 

يبدو ستبقى هذه المسكنات لحين عودة ترامب من رحلته لدول الخليج  حاملاً ما يشبع أطماعه المادية، واستثماراته العقارية وتحقيق حلم التطبيع مع دول كثيرة وإدخالهم لمربع الإبراهيمية، ليعود من جديد في تنفيذ مخططه العقاري والسيطرة على قطاع غزة بشتى الطرق وحسب مقدرته على (فرض مايريد، على شعب لا يريد)، إلا إذا كان هنالك خطة بديلة لوقف الحرب في خطوة يتجاوز بها رغبة نتنياهو بذلك، خاصة وأنه من غير الممكن الذهاب إلى قمة خليجية خالي اليدين بدون أي تسوية سياسية أو وقف حرب لأن كل شيء سيكون مدفوع الثمن، وترامب من المؤكد أنه يرغب بالثمن الأكبر، مما يتطلب أن يكون هنالك قرارات حاسمة لابد من أخذها، على الأقل حتى لا يسبب حرجا للدول العربية في هذه المرحلة الدامية والحرجة. 

بكل الأحوال فإن مخطط ترامب العقاري ليس بالضرورة أن ينجح بشكل كامل فما زال الرهان على تمسك الفلسطينيين بأرضهم رغم ما أصابهم من عذابات وكوارث ومجاعة ورغم خذلان القريب والبعيد. 

ستبقى غزة لأهلها وأطفالها ونسائها وشيوخها ولكل الضحايا الذين دفعوا أثمانا باهظة من دمهم وأبنائهم، 
فكل ما أعرفه جيداً أن غزة مدينة طاردة للغزاة لا تقبل إلا بأهلها، فهي تعرفهم جيداً وتحفظ ملامحهم واحدا واحد، كاشفة لقلوبهم، حافظة للثقوب فيها والأوجاع.  

ستقف غزة يوما، تقيّم وتغربل وتفرز  وستحاسب وتعاقب كل من خانها وغدر بها وبأهلها، وتفعل ما يليق بالحفاظ على بقائها وإحيائها من جديد. 

غزة التي أعرفها والتي تجلس على شاطئ البحر لا يخيفها الموج ولا العواصف وشدة الرياح.

غزة لا تقبل ولا تتعايش مع أي جسم غريب عنها، لذلك لا خوف عليها ولا على أهلها. حمى الله غزة وفلسطين الوطن.