تداعيات الصاروخ الـ27

بي دي ان |

05 مايو 2025 الساعة 01:01ص

الكاتب
منذ 18 اذار / مارس الماضي، وبعد ان رفضت إسرائيل تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق الدوحة بذرائع واهية، ورغبة منها في إدامة الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لذا قامت فجر الثلاثاء 18 مارس الماضي بشن هجمات جوية وحشية أودت في أقل من 24 ساعة باستشهاد ما يزيد على 500 طفل وامرأة ومواطن واصابة نحو 1000 مواطن تدشينا لخيار مواصلة الإبادة المتواصلة حتى الان بشكل أكثر فتكا ودموية وجنونا في تعميق وتوسيع دائرة الموت والدمار ضد السكان الأبرياء الآمنين، بالإضافة لحرب التجويع والامراض والاوبئة.
تزامنا مع ذلك، عاد الحوثيون الى إطلاق الصواريخ الباليستية على مدن عدة في إسرائيل، وان تركز جلها على مربع غوش دان وفي مركزه مدينة تل ابيب، وتم إطلاق 27 صاروخا، تمكنت المنظومة الدفاعن من اعتراض عدد كبير منها، وبعضها سقط دون ان يؤثر كثيرا على الجبهة الداخلية الإسرائيلية. الا ان الصاروخ ال27 الذي اطلق أمس الاحد 4 أيار / مايو في الفترة الصباحية على مطار اللد، المطار الرئيسي في إسرائيل تمكن من اختراق منظومة الدفاع الجوي بطبقاتها المختلفة، وأحدث ارباكا وشللا لبعض الوقت في الداخل الإسرائيلي. 
وفي قراءة ردود الفعل الإسرائيلية السريعة على سقوط الصاروخ في مطار اللد، أفادت المصادر الإعلامية والأمنية عن قرار للمستويين السياسي والعسكري، بأن إسرائيل ستعيد النظر في المواجهة مع الجبهة اليمنية، وستتدخل بشكل مباشر في العمليات العسكرية، ولن تكتفي بما تقوم به كل من الولايات المتحدة وبريطانيا من عمليات قصف جوية على المواقع الافتراضية لقيادات وقوات الحوثيين، ومخازن الأسلحة والموانئ والمدن والمحافظات اليمنية، ووفق ما كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو على منصة "إكس"، أن إسرائيل سترد في الزمان والمكان المناسب على الحوثيين، مستحضرا مواقف بعض الدول العربية بعد تعرضها لهجمات إسرائيلية. في حين حث وزير الحرب الأسبق، زعيم حزب المركز، بيني غانتس على توجيه ضربات الى إيران، وكتب أيضا على منصة "إكس" أمس الاحد 4 أيار / مايو، "إن إطلاق الصواريخ على إسرائيل يجب ان يؤدي لرد فعل حاد على طهران."  
وهو يعلم أولا ان طهران رفعت يدها عن أذرعها في المنطقة العربية، وهي تبحث مع الولايات المتحدة الأميركية لإبرام اتفاق جديد بشأن ملفها النووي، أضف الى ان إسرائيل ليست بحاجة الى عمليات قصف جوي. لأن لها أصابع وايدي طويلة في الداخل الإيراني، تستطيع ان تحقق نتائج ردع أكثر أهمية من القصف الجوي، والتدخل العسكري المباشر. كما ان اللحظة السياسية ليست مناسبة لعمل عسكري، لا ترغب به الإدارة الأميركية. وبالتالي اعتقد ان الرد العسكري راهنا ليس واردا ضد طهران. كما ان التدخل في اليمن الشمالي مرهون بالتوافق والتنسيق الكامل مع واشنطن، ويدها غير طليقة، كما ان عمليات القصف الجوي الأميركية لم تحقق الأهداف المرجوة منها. لا سيما وان الحوثيين مازالوا يطلقون الصواريخ على إسرائيل، وعلى حاملات الطائرات الأميركية في بحر العرب والمياه الإقليمية، مما يؤكد ضحالة المعلومات الأمنية الأميركية والإسرائيلية والغربية عموما عن الحوثيين، وهو ما يعكس فشل عملياتهم العسكرية الجوية حتى الآن. 
وبالعودة لجادة التداعيات على دولة إسرائيل اللقيطة، يمكن ايراد الاتي: أولا تجاوز الصاروخ ال 27 طبقات الدفاع الجوي الإسرائيلية والأميركية الخمسة: القبة الحديدية ورديفها البحري "سي دوم"، ومقلاع داود، ونظام "أور 2 و3" المعروفة بصواريخ حيتس، والصواريخ الأميركية ثاد وباتريوت وأفنجر وستينغر، واكد فشل المنظومة الدفاعية الجوية الإسرائيلية والأميركية. ولهذا تأثيرات كبيرة عليها، وعلى رصيدها العالمي؛ ثانيا شل الحياة لساعات في العاصمة تل ابيب وإسرائيل عموما وخاصة مطار بن غوريون وأوقف حركة الهبوط والاقلاع من المطار؛ ثالثا أوقف حركة القطارات المواصلات عموما في إسرائيل؛ رابعا دفع العديد من شركات الطيران العالمية لإيقاف رحلاتها من والى إسرائيل، فقررت طائرة الخطوط الجوية الهندية العودة الى الهند، وارجأت شركات ويز وشركة الطيران الأميركية يونايتد نبهت، إضافة الى طائرة ترانسافيا الفرنسية، التي عادت لباريس، وأعلنت مصادر أن شركتي الطيران السويسرية والاسترالية اعلنتا الغاء الرحلات الجوية لإسرائيل، وكذلك شركة لوفتهانزا الألمانية، وأيضا فعلت النمسا، وشركة الطيران الأوروبية، وشركات طيران "اير يوروبا" و"اير انديا" وITA الإيطالية وبروكسل للخطوط الجوية. ولهذا تأثير كبير على الحركة السياحية وانعكاسها الاقتصادي؛ خامسا عكس سقوط الصاروخ ال27 ارباكا واضحا على المستوى السياسي والعسكري نتاج فشل المنظومة الدفاعية من رصد واسقاط الصاروخ اليمني. 
وحسب تصريح لرئيس لجنة عمال هيئة المطارات وفق صحيفة عبرية: "دخلنا جميعا للمخابئ، بعدما سمعنا دويا هائلا وسريعا. كان قريبا من الطائرات المتوقفة هناك، والحظ فقط هو من أنقذنا من وقوع كارثة، إذ لم تكن هناك سوى طائرة في الجو." وقالت مصادر إسرائيلية، ان الرأس الحربي للصاروخ اليمني كان كبيرا للغاية مما تسبب في موجة من الانفجارات الهائلة. وبالتالي التداعيات الناجمة عن الصاروخ رغم محدوديتها الراهنة، الا ان بصماتها ستكون أكبر وأعظم في حال سقوط صواريخ يمنية جديدة على إسرائيل. وقادم الأيام سيكشف المزيد من الارتدادات على الداخل الإسرائيلي. 
[email protected]
[email protected]