على ماذا تتفاوض حماس اليوم؟

بي دي ان |

22 ديسمبر 2024 الساعة 11:54ص

الكاتب
منذ بداية المفاوضات بين حماس وإسرائيل والحركة تطالب بأن تتضمن أي صفقة اتفاقاً على وقف الحرب كلياً وليس هدنة فقط، وإسرائيل هي التي ترفض وقف الحرب حتى إن اليميني المتطرف سموترتش هدد بالانسحاب من الحكومة في حالة وقف الحرب كثمن لتحرير المخطوفين! 

فكيف يمكن لحركة تقول بأنها حركة مقاومة تسعى لتحرير فلسطين وخاضت عدة حروب تحت هذا العنوان آخرها حرب الإبادة الأخيرة، كيف يمكن لها تفسير كل مواقفها المعادية لمنظمة التحرير لأن هذه الأخيرة أوقفت الصراع المسلح مع إسرائيل مقابل قيام سلطة فلسطينية في الضفة وغزة، وحماس اليوم تطالب بوقف الحرب دون أن تحرر شبراً واحداً من فلسطين بل وأعادت جيش الاحتلال للقطاع بعد أن خرج منه عام ٢٠٠٥ وتقبل باستمرار الاحتلال حتى بعد توقيع صفقة تبادل الأسرى ؟! 

وكيف يمكن لها تبرير كل الدمار والموت وإعادة احتلال القطاع وفي النهاية تطلب وقف الحرب مقابل ضمان استمرار سلطتها على ما تبقى من قطاع غزة وفي ظل الاحتلال؟! والسؤال المٌحير، كيف يمكن التوفيق والجمع بين مطالبة حماس بوقف الحرب وفي نفس الوقت تستمر  بالزعم إنها حركة مقاومة؟ أليس وقف الحرب يعني وقف المقاومة المسلحة أيضا؟

يبدو أن التسريبات حول جهود تركية لتحويل حركة حماس لحزب سياسي مدني صحيحة، وبذلك تكون الحركة ضحت بقطاع غزة وبفلسطين ومئات آلاف الشهداء والجرحى والأسرى مقابل ضمان وجودها في المشهد السياسي وفي سلطة في ظل الاحتلال ولو من خلال لجنة الإسناد المجتمعي الهزيلة.
[email protected]