موت شاعر..
بي دي ان |
21 ديسمبر 2024 الساعة 07:52ص

د. شقيق التلولي
مضى عام، ويقال إن سليم لا يزال لابثا تحت الركام على مقربة من شرفة لا تطل على ذاك المطر في زمن المدينة الرهينة الغارقة في دمارها.
عام لم ينشد فيه تلاميذ غزة قصيدة "يا أحبائي" فرحين بيافا وبحرها التي تشبه غزة وبحرها كفرحتهم باستقبال سليم الذي يستيقظ مبكرا هائما بين طرقات غزة وفي عينيه تومض يافا وأفلوكة مصطفى الأب شاخصة على الميناء هناك حين وقف ذات أطلال يسترق السمع إلى نشيد البحارة.
يعرج إلي يرتشف قهوة الصباح، لا ببرح المكان حتى ينفث كل ما في جيبه من دخان يعبئ أركانه بعدما يقرأ قصيدته التي خطها ليلا؛ ليأتيني بها في الصباح، فيملأني شعرا ودخان.
منذ عام ويزيد وعظام الشاعر واقفة تحت الردم يصد بيد جدار عن ليلى الابنة وباليد الأخرى سقفا عن جمانة الابنة مستندا على مصطفى الابن يحاول أن يتنفس؛ لعله يقوم مترجلا يتفقد ضريح ليلى الأم قبل أن يجرفه جنون الطوفان في ليل جبالي بعدما آثر قبل عام من الطوفان الأقسى إلا أن يرقدها بجوار أبي وأمي في مقبرة جباليا ويودعها إلينا قائلا:
"يديروا بالهم على بعض"
مضى سليم إلى فضاء سرمدية في انتظار عتق عظامه، ساخطا على الحرب وما فعلت، صارخا في وجه العالم بما تبقى من قصائد وآهات، لم ينهض يتلو علي ما تيسر منها في صباحات غزة التي أضحت خرابا.
كان يكتفي بالسؤال عن أسرتي في غزة وعن حالتي في غربتي القاهرية القسرية، حيث باعدت بيننا الأقدار التي شاءت أن تسوقني إلى خارج غزة قبيل اغتيال أحلامنا وحديث مشاويرنا بين حارات غزة والتقاط أفكار ما نكتب من على أرصفة الطرقات التي أمست موحشة بعدما أفسدتها الطائرة "الزنانة" المجنونة وهجرت عصافيرها التي لم تعد تأتي باكرا.
"طمني عليك يا سليم"
رسالة في صندوق رسائلي ما زالت عالقة في انتظار جواب لم يأتيني بعد، لم يسعفني برد يريح قلبي الذي ما انفك يسأل عن عظام سليم الواقفة تستمع إلى صياح الديكة في وجه القنابل؛ علها تعيد القصائد إلى شاعرها حين تترجل عظامه إلى النور.
سليم النفار سردية تنفتح أبواب فصولها على شواطئ غربة الروح المعذبة بقصائد ذكية وحكايات شقية.
ليت أنه ينبري كما الرمح من قوس النصر، ينسج بمسلته فصول غربة الولد الذي سبل عيني ليلى، ومضى يغزل لأفلوكة أبيه صيد العودة بعدما طافت شواطئ اللاذقية وغزة؛ لعله يصل يافا.
مضى سليم، فمن يرث الشعر والأفلوكة؟!
عام لم ينشد فيه تلاميذ غزة قصيدة "يا أحبائي" فرحين بيافا وبحرها التي تشبه غزة وبحرها كفرحتهم باستقبال سليم الذي يستيقظ مبكرا هائما بين طرقات غزة وفي عينيه تومض يافا وأفلوكة مصطفى الأب شاخصة على الميناء هناك حين وقف ذات أطلال يسترق السمع إلى نشيد البحارة.
يعرج إلي يرتشف قهوة الصباح، لا ببرح المكان حتى ينفث كل ما في جيبه من دخان يعبئ أركانه بعدما يقرأ قصيدته التي خطها ليلا؛ ليأتيني بها في الصباح، فيملأني شعرا ودخان.
منذ عام ويزيد وعظام الشاعر واقفة تحت الردم يصد بيد جدار عن ليلى الابنة وباليد الأخرى سقفا عن جمانة الابنة مستندا على مصطفى الابن يحاول أن يتنفس؛ لعله يقوم مترجلا يتفقد ضريح ليلى الأم قبل أن يجرفه جنون الطوفان في ليل جبالي بعدما آثر قبل عام من الطوفان الأقسى إلا أن يرقدها بجوار أبي وأمي في مقبرة جباليا ويودعها إلينا قائلا:
"يديروا بالهم على بعض"
مضى سليم إلى فضاء سرمدية في انتظار عتق عظامه، ساخطا على الحرب وما فعلت، صارخا في وجه العالم بما تبقى من قصائد وآهات، لم ينهض يتلو علي ما تيسر منها في صباحات غزة التي أضحت خرابا.
كان يكتفي بالسؤال عن أسرتي في غزة وعن حالتي في غربتي القاهرية القسرية، حيث باعدت بيننا الأقدار التي شاءت أن تسوقني إلى خارج غزة قبيل اغتيال أحلامنا وحديث مشاويرنا بين حارات غزة والتقاط أفكار ما نكتب من على أرصفة الطرقات التي أمست موحشة بعدما أفسدتها الطائرة "الزنانة" المجنونة وهجرت عصافيرها التي لم تعد تأتي باكرا.
"طمني عليك يا سليم"
رسالة في صندوق رسائلي ما زالت عالقة في انتظار جواب لم يأتيني بعد، لم يسعفني برد يريح قلبي الذي ما انفك يسأل عن عظام سليم الواقفة تستمع إلى صياح الديكة في وجه القنابل؛ علها تعيد القصائد إلى شاعرها حين تترجل عظامه إلى النور.
سليم النفار سردية تنفتح أبواب فصولها على شواطئ غربة الروح المعذبة بقصائد ذكية وحكايات شقية.
ليت أنه ينبري كما الرمح من قوس النصر، ينسج بمسلته فصول غربة الولد الذي سبل عيني ليلى، ومضى يغزل لأفلوكة أبيه صيد العودة بعدما طافت شواطئ اللاذقية وغزة؛ لعله يصل يافا.
مضى سليم، فمن يرث الشعر والأفلوكة؟!