شرعية المقاومة والتباس ممارستها

بي دي ان |

20 ديسمبر 2024 الساعة 04:20م

الكاتب
كم يحز في النفس ويُوجع القلب أن تنتقد جماعة تقاتل الاحتلال أو تشكك في نواياها، خصوصاً في ظل حرب الإبادة الحالية وجرائم الاحتلال غير المسبوقة تاريخياً.

مثلاً في حالة نقدك لممارسات حماس وبقية الفصائل في القطاع وادارتها للحرب وما تتسبب به من خراب ودمار، أو انتقادك للجماعات المسلحة في مخيمات الضفة ستجد من يقول لك ما هو بديل المقاومة المسلحة عندك وعند المنظمة والسلطة التي تتصدى للمقاومين في مخيمات الضفة؟

حتى مع افتراض عدم وجود استراتيجية وطنية أو أي عمل منظم لمواجهة الاحتلال، مع أن العمل على صمود الشعب وثباته على أرضه هو بحد ذاته استراتيجية وطنية في هذه المرحلة، فهذا لا يعني أن كل من يحمل سلاحا ويقول إنه يقاتل الاحتلال على صواب ومنزه عن الخطأ ويجب الوقوف معه، دون البحث والتدقيق في مصدر تسليحه وتمويله وكيف وصل له السلاح وهدف من جنده، والجدوى والمصلحة الوطنية من وراء تفرده بمقاومة الاحتلال؟ 

فليس كل من حمل سلاحا وقال عن نفسه إنه مقاتل من أجل فلسطين هو كذلك، نفس الأمر لمن حمل سلاحاَ وقال إنه يجاهد طلباً للشهادة، فهذه لها سياقات وحسابات أخرى؟ ولنا في تجربة الجماعات المسلحة في العالم وما يجري في وقتنا الحالي في العالم العربي خير دليل.

أحيانا قد تُسيء مقاومة (المقاومين) و(المجاهدين) لمبدأ المقاومة وشرعيتها، وتقطع الطريق على أشكال أخرى من المقاومة قد تكون أكثر جدوى من المقاومة المسلحة في هذا الوقت.
[email protected]