ماذا بعد غياب السنوار؟!
بي دي ان |
18 أكتوبر 2024 الساعة 08:02م

بعد عام كامل من المطاردة، توقفت دبابات الاحتلال الإسرائيلي أمس، أمام مبني متهتك في منطقة رفح "تل السلطان" جنوب قطاع غزة، لالتقاط الصيد الثمين الذي لطالما سعت إسرائيل لاصطياده على أمل تحقيق نصرها المنتظر، ولتحقيق أحد أهم الأهداف التي تسعى إليه، رغم يقيننا أن هذا الهدف لم يكن أساسيا ولا السبب الرئيس للحرب، فتدمير غزة وإبادة الفلسطينيين فيها، ونهب غاز غزة ومقدراتها، وتهجير الفلسطينيين من أرضهم من أهم الأسباب للحرب بل وإطالتها، وربما لو خير نتنياهو بين قتله منذ عام وقتله بعد عام لاختار القضاء عليه بعد عام، ليبقى إحدى شماعات "إطالة أمد القتال".
يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والذي تولى منصبه خلفا لإسماعيل هنية بعد اغتياله في طهران 31 تموز من العام الجاري، وهو من مواليد أكتوبر 1962.
يحيى السنوار مهندس الطوفان الذي أغرق غزة بكل مافيها، لحسبة خاطئة لم يجيد تداعياتها ولا نتائجها جيداً، مغامرة كان لابد من التفكير لها ألف مرة والتشاور والإعداد، والتراجع في حال عدم النجاح، ومع ذلك قرر الدخول في نفق لم يفلح الفلسطينيون من الخروج منه حتى اللحظة.
وبغض النظر عن تفاصيل الحدث وحيثياته إن كان بمحض الصدفة أو عملية استخباراتية قد يعلن عنها فيما بعد، فإن رحيل السنوار الرجل المتشدد لموقفه والمتمترس خلفه حتى ولو كان خطأ، فرحيله لا شك أنه أربك المشهد تماماً، وشكل صدمة وضربة لحركة حماس، فمغادرة الساحة بهذا الشكل المفاجيء لا بد أنه ترك جملة التساؤلات التي قد لا تكون الإجابة عليها سريعة، سوًا انتخاب من يخلفه، خاصة أن الحركة شهدت حدثاً مشابهاً حين اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة الذي سبق السنوار، بالتالي فإن إمكانية اختيار خلفا له لن تكون معضلة كبيرة، وربما يتم نقل رئاسة المكتب السياسي هذه المرة لقيادة الخارج، والتي من خلالها قد تشكل نقطة تغيير في التعاطي مع حرب غزة بشكل مختلف ومرونة أكبر، خاصة في ظل الدمار الهائل والشامل الذي ترتب على أحداث السابع من أكتوبر والذي أتاح للاحتلال الفاشي فرصة ذهبية لتنفيذ مخططاته الاستيطانية والتدميرية في غزة والضفة وعلى كل ماهو فلسطيني.
التصريحات التي أطلقها الأمريكان والبعض الإسرائيلي توحي وكأن انتهاء الحرب مرتبطة بانتهاء حياة السنوار ، بالرغم من أنني لا أجد ذلك صحيحا ، فنتنياهو لديه أهداف استعمارية ومشاريع اقتصادية ولديه حلم إسرائيل الكبرى، وقضية هروبه من القضاء المرتبط بانتهاء الحرب، بالتالي مجمل هذه الأهداف وأكثر لايمكن ربطها برحيل شخص عن المشهد أيا كان هذا الشخص.
وعلى الرغم من تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته كمالا هاريس، تعقيبا على مقتل السنوار، بأنهم باتوا على أمل أكبر لإنهاء الحرب على غزة، والوصول إلى صفقة، يبقى هذا مرهوناً بمدى قدرة جيش الاحتلال على مواصلة القتال على أكثر من جبهة، ومدى الضغوطات التي يشهدها بالرغم من ضربه عرض الحائط بكل المؤسسات والمنظمات الدولية وكذلك الحكومات.
بكل الأحوال لقد مضى وقت طويل خاصة فترة الحرب على غزة والتي دفع بها الفلسطينيون ثمن قرار خاطيء من رجل وحركة لم تحسن التفكير ولا التدبير، ولم تفلح حتى في تعزيز صمود المواطنون ولملمة جراحهم والرفق بجراحاتهم، ولكن ستكون محطات أخرى للحديث بهذا الشأن.
ربما قد يتبقى القليل من الوقت (إذا تبقى) لتسليم منظمة التحرير الفلسطينية الملف الفلسطيني بالكامل بما فيها التفاوض وإدارة غزة حاليا وقبل انتهاء الحرب وبعد انتهائها، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فلا يمكن لفصيل أيا كان اتخاذ قرارات باسم الشعب، وبالنهاية يدفع الشعب الثمن، فرض علينا إعطاء المواطن قيمته والحفاظ على أمنه وسلامته وكرامته وحقه بالتعبير عن رأيه، ومرفوض مصادرة قراره.
ربما تحسن حينها حماس التفكير لو فعلتها ولو لمرة واحدة، وحرصت على ما تبقى من الشعب الفلسطيني وقضيته.
يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والذي تولى منصبه خلفا لإسماعيل هنية بعد اغتياله في طهران 31 تموز من العام الجاري، وهو من مواليد أكتوبر 1962.
يحيى السنوار مهندس الطوفان الذي أغرق غزة بكل مافيها، لحسبة خاطئة لم يجيد تداعياتها ولا نتائجها جيداً، مغامرة كان لابد من التفكير لها ألف مرة والتشاور والإعداد، والتراجع في حال عدم النجاح، ومع ذلك قرر الدخول في نفق لم يفلح الفلسطينيون من الخروج منه حتى اللحظة.
وبغض النظر عن تفاصيل الحدث وحيثياته إن كان بمحض الصدفة أو عملية استخباراتية قد يعلن عنها فيما بعد، فإن رحيل السنوار الرجل المتشدد لموقفه والمتمترس خلفه حتى ولو كان خطأ، فرحيله لا شك أنه أربك المشهد تماماً، وشكل صدمة وضربة لحركة حماس، فمغادرة الساحة بهذا الشكل المفاجيء لا بد أنه ترك جملة التساؤلات التي قد لا تكون الإجابة عليها سريعة، سوًا انتخاب من يخلفه، خاصة أن الحركة شهدت حدثاً مشابهاً حين اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة الذي سبق السنوار، بالتالي فإن إمكانية اختيار خلفا له لن تكون معضلة كبيرة، وربما يتم نقل رئاسة المكتب السياسي هذه المرة لقيادة الخارج، والتي من خلالها قد تشكل نقطة تغيير في التعاطي مع حرب غزة بشكل مختلف ومرونة أكبر، خاصة في ظل الدمار الهائل والشامل الذي ترتب على أحداث السابع من أكتوبر والذي أتاح للاحتلال الفاشي فرصة ذهبية لتنفيذ مخططاته الاستيطانية والتدميرية في غزة والضفة وعلى كل ماهو فلسطيني.
التصريحات التي أطلقها الأمريكان والبعض الإسرائيلي توحي وكأن انتهاء الحرب مرتبطة بانتهاء حياة السنوار ، بالرغم من أنني لا أجد ذلك صحيحا ، فنتنياهو لديه أهداف استعمارية ومشاريع اقتصادية ولديه حلم إسرائيل الكبرى، وقضية هروبه من القضاء المرتبط بانتهاء الحرب، بالتالي مجمل هذه الأهداف وأكثر لايمكن ربطها برحيل شخص عن المشهد أيا كان هذا الشخص.
وعلى الرغم من تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته كمالا هاريس، تعقيبا على مقتل السنوار، بأنهم باتوا على أمل أكبر لإنهاء الحرب على غزة، والوصول إلى صفقة، يبقى هذا مرهوناً بمدى قدرة جيش الاحتلال على مواصلة القتال على أكثر من جبهة، ومدى الضغوطات التي يشهدها بالرغم من ضربه عرض الحائط بكل المؤسسات والمنظمات الدولية وكذلك الحكومات.
بكل الأحوال لقد مضى وقت طويل خاصة فترة الحرب على غزة والتي دفع بها الفلسطينيون ثمن قرار خاطيء من رجل وحركة لم تحسن التفكير ولا التدبير، ولم تفلح حتى في تعزيز صمود المواطنون ولملمة جراحهم والرفق بجراحاتهم، ولكن ستكون محطات أخرى للحديث بهذا الشأن.
ربما قد يتبقى القليل من الوقت (إذا تبقى) لتسليم منظمة التحرير الفلسطينية الملف الفلسطيني بالكامل بما فيها التفاوض وإدارة غزة حاليا وقبل انتهاء الحرب وبعد انتهائها، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فلا يمكن لفصيل أيا كان اتخاذ قرارات باسم الشعب، وبالنهاية يدفع الشعب الثمن، فرض علينا إعطاء المواطن قيمته والحفاظ على أمنه وسلامته وكرامته وحقه بالتعبير عن رأيه، ومرفوض مصادرة قراره.
ربما تحسن حينها حماس التفكير لو فعلتها ولو لمرة واحدة، وحرصت على ما تبقى من الشعب الفلسطيني وقضيته.