ماذا تريد حماس؟ تريد كل شيء!

بي دي ان |

09 أكتوبر 2024 الساعة 12:37م

الكاتب
بعد مرور عام على حرب الإبادة في قطاع غزة، أستطيع الجزم بأن حركة حماس لا تملك أي خطة لمواجهة الفوضى التي تسببت بها في القطاع، ولا حتى خطط لليوم التالي، ولا حتى خطة إدارة نفسها.

التخبط السياسي الذي تعيشه حماس، ظهر جليًا خلال تصريحات أهم قياديين سياسييْن فيها خالد مشعل وخليل الحية، فكلاهما خرج بتصريحات لم تستفز النظام السياسي في إسرائيل؛ بل استفزت أهالي قطاع غزة المكلومين الذي تضعهم حماس رهائن؛ لأجل المحافظة على أرواح 101 إسرائيليًا اختطفتهم في السابع من أكتوبر.

في كل مرة يخرج قيادات حماس للحديث في الإعلام، يكون الهدف من الخروج هو شكلهم وأن يتحدث الناس عنهم أنهم أستاذة لغة عربية، وأنهم لاعبون سياسيون متمرسون لا يمكن تجاهلهم ويقدمون أنفسهم أنهم خلفاء الله في الأرض، والأهم هو التنظير، دون أن يقدموا أي شيء يفيد الناس، وينهي النكبة التي تسببوا بها.

أتساءل، لماذا بعض المسؤولين المقربين من حماس، الذين بقوا في قطاع غزة ويعيشون حياة النزوح، كأمثال الدكتور أحمد يوسف وهو كان المستشار السياسي للراحل إسماعيل هنية، لماذا يكتفون ببعض منشورات التذمر، دون إيصال أصواتهم إلى قيادة حماس في الخارج، لربما هؤلاء يستطيعون إظهار الحقيقة المرة التي لا تريد أن تراها قيادة حماس.

ثم كيف لحماس التي كانت تدعي منذ نشأتها أنها حركة مؤسساتية ديمقراطية وشورية، أن تُرهن قرار الحرب بيد شخص واحد مجهول المصير!

بعد اليوم غير مقبول من حماس التي تُعيب على أبو مازن ومن قبله أبو عمار التفرد بالقرار السياسي الفلسطيني والانقلاب على المؤسسات، وتفعل ما هو أكبر برهن حياة 2 مليون إنسان بيد يحيى السنوار، والسنوار فقط؟!

وهنا أجيب على عنوان المقال، ماذا تريد حماس؟
 الحقيقة بأن حماس تريد كل شيء، تريد السلطة وتريد المقاومة، وتريد الدين وتريد فصل الدين، وتريد المنظمة وتريد النظام، وتريد الوحدة وتريد التوحد، وتريد غزة وتريد الضفة، وتريد الحكم وتريد الحكومة، وتريد الكهرباء وتريد الظلام، وتريد التباكي وتريد الانتصار، وتريد المعبر وتريد النفق، وتريد الحروب وتريد الهُدن، وتريد السيسي والإخوان، والسعودية وإيران، وتريد الدنيا وتريد الآخرة!

من الجيد قراءة خبر عودة جولات الحوار بين فتح وحماس، فإلى اليوم لم نتفق على حكومة واحدة ولا برنامج سياسي موحد، ولا رئيس ولا منظمة، فككل جولة يتم توثيق الحوار بصورة مختومة بابتسامات الخداع والنفاق، والرقص على الأشلاء.