بمستهل جلسة الحكومة .... مصطفى يعلن تشكيل الفريق الوطني لإعادة اعمار قطاع غزة

بي دي ان |

08 أكتوبر 2024 الساعة 07:47ص

أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني اليوم الثلاثاء، محمد مصطفى، تشكيل الفريق الوطني لإعادة اعمار قطاع غزة، بقيادة وزارة التخطيط، وبمشاركة الوزارات ذات العلاقة.

وأكد مصطفى، في مستهل جلسة الحكومة، المنعقدة بمدينة رام الله، أن الحكومة ستواصل عملها لتوفير كل ما يعزز صمود شعبنا في غزة والضفة.
وفيما يلي كلمة رئيس الوزراء في مستهل جلسة الحكومة رقم (27):

بعد مرور عام كامل على حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، يمكن القول بأنه كان العام الأكثر دموية وتدميرا على شعبنا، إذ قامت فيه إسرائيل بإعادة احتلال قطاع غزة بشكل كامل، وأحكمت إغلاق كل المعابر التي توصل القطاع بالعالم، ودمرت أغلب البنية التحتية للقطاع، وقتلت بكل وحشية وجرحت ما يزيد على مئة وخمسين ألف مواطن، وشردت حوالي مليونين من أبناء شعبنا في القطاع، وحرمت أكثر من ستمئة ألف طالب وطالبة من الالتحاق بمدارسهم.

لقد أصبح واضحا كذلك أن هدف خطة الاحتلال في قطاع غزة والضفة والقدس، هو إقامة نظم منفصلة في كل جزء منها، وتقويض مؤسسات الدولة الفلسطينية، وتشريد أبناء شعبنا فيها من خلال جعلها غير قابلة للحياة؛ ويصاحب ذلك جرائم الاحتلال المتصاعدة من القتل والتجويع والاستيطان والاعتداء على المقدسات؛ كل ذلك من أجل تسهيل إعادة احتلال كامل أراضي دولة فلسطين، ومنع إنجاز الدولة الفلسطينية المستقلة.

وبهذا الخصوص، نقول بأن شعبنا الفلسطيني وقيادته وعلى رأسها السيد الرئيس أبو مازن مصممون على إفشال مخططات الاحتلال، ومصممون على استكمال نضالنا من أجل تجسيد الدولة المستقلة على الأرض، بالرغم من غطرسة إسرائيل وحجم التحديات التي نواجهها.

يسعدني أن أوضح أنه بالرغم من المواقف العدائية أو المترددة لبعض الأطراف الدولية، لكن هناك دعم دولي رسمي وشعبي واسع مساند لحقوق شعبنا، ويتجلى ذلك في اعتراف غالبية دول العالم بدولة فلسطين، وتصويت أغلبية الدول لصالح إصدار القرار الذي تقدمت به دولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة لتبني الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، وما تبعه بعد ذلك من إطلاق التحالف الدولي لإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة.

تؤكد كل هذه المؤشرات الهامة على نجاح النهج الذي تتخذه القيادة الفلسطينية في إدارة دفة الأمور، في هذا الظرف البالغ التعقيد.

لذلك، وبهذه المناسبة، نحيي صمود أبناء شعبنا المناضل في كل مكان، كما نتقدم بالشكر لكل الأشقاء والأصدقاء الذين دعموا جهودنا في هذا المجال.

كما تعملون أيها الأخوة والأخوات، فقد قامت الحكومة بكل ما تستطيع خلال السنة الماضية، من أجل رفع المعاناة عن أبناء شعبنا ودعم صمودهم في كل أماكن تواجدهم، وفي مقدمتهم أهلنا في قطاع غزة، وفي هذا الإطار، قامت الحكومة (بين أمور أخرى) بما يلي:

الاستمرار في تقديم الخدمات الأساسية بمقدار ما سمحت به الظروف الأمنية، بما في ذلك الخدمات الصحية، والخدمات التعليمية، والخدمات البلدية، وإدخال ما أمكن من كميات الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه ومضخات ضخ المياه العادمة.

كما استمرت الحكومة بتوفير المصاريف التشغيلية والرواتب لتمويل العمليات المختلفة في القطاع، والتي تبلغ (275) مليون شيقل شهريا (أي ما يعادل 3.3 مليار شيقل سنويا).

تستمر الحكومة بتقديم مساعدات اجتماعية غذائية وغير غذائية لأكثر من (400) ألف عائلة من أبناء شعبنا في القطاع، إلى جانب مساعدات نقدية لحوالي (210) آلاف عائلة بقيمة حوالي (233) مليون شيقل عبر وزارة التنمية الاجتماعية، بالتنسيق والتعاون مع المنظمات الإنسانية والأممية.

   وبهذا الخصوص، نقدم الشكر لكل الأطراف التي مدت يد العون لأهلنا في قطاع غزة، ونؤكد لأبناء   

   شعبنا بأن الحكومة ستستمر وبتوجيه من السيد الرئيس في العمل على وقف العدوان، وتوفير كل ما أمكن لتعزيز صمودهم.

كما تعمل الحكومة أيضا بالتعاون مع كل الأطراف ذات العلاقة على التحضير لتنفيذ البرنامج التي أعلن عنه السيد الرئيس واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في قطاع غزة في المرحلة القادمة، والمتمثلة بالسعي لوقف إطلاق النار، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للقطاع، وتوحيد المؤسسات الوطنية في غزة والضفة، وتقديم الخدمات اللازمة لأبناء شعبنا وصولا لإعادة الإعمار، كل ذلك ضمن رؤية سياسية واضحة تهدف إلى إنهاء الاحتلال وتجسيد قيام دولة فلسطين الموحدة والمستقلة وعاصمتها القدس.

وفي هذا الإطار، أود أن أعلن اليوم عن تشكيل الفريق الوطني لإعادة إعمار غزة بقيادة وزارة التخطيط، وبمشاركة الوزارات والهيئات ذات العلاقة، للقيام باستكمال جهودنا التي بدأناها منذ فترة، وبالتعاون مع القطاع الخاص والشركاء الدوليين، حيث سيقوم الفريق بالمهمات التالية:

•التحضير لإعادة الخدمات الرئيسية للمواطنين في غزة.

•وضع خطط تفصيلية لإعادة بناء البنية التحتية للقطاع بما فيها المساكن المناسبة.

•الإعداد لإطلاق برنامج الإنعاش الاقتصادي في القطاع.

أخيرا، فإنني أذكر بكل العرفان لفخامة الرئيس أبو مازن وأعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة، وجميع فصائل وقوى شعبنا، كما نشيد بالاتحادات، والنقابات، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني وأجهزتنا المدنية والأمنية لما تقوم به في خدمة أبناء شعبنا في هذه الظروف الصعبة ولدعمها لجهود الحكومة في هذا المجال.

بوحدتنا ووقوفنا صفا واحدا لإعلاء مصالح شعبنا في الكرامة والعدالة والحرية والاستقلال، سنتخطى الصعاب ونعزز صمود أهلنا في مواجهة الاحتلال الذي يسعى لتدمير عمل مؤسساتنا الوطنية وحصارنا ماليا.

كما نقدر في هذا الخصوص تحمل أبناء شعبنا وصمودهم في ظل هذه الظروف الصعبة، وستواصل الحكومة عملها الحثيث لتقديم الخدمات لأبناء شعبنا، وعودة انتظام العملية التعليمية والخدمات الصحية، وتحسين نسبة المدفوع من الرواتب، رغم استمرار الاقتطاعات الإسرائيلية من أموال المقاصة، والظروف الأمنية والسياسية المعقدة، كما ستواصل الحكومة خطوات تطويرية وإصلاحية طموحة، لتخفيف الأعباء المالية والاقتصادية وتخفيض عجز الموازنة العامة وفق خطة مدروسة، في إطار الاستراتيجية الوطنية للخلاص من ابتزاز الاحتلال سياسيا واقتصاديا.

في الختام، أقول وكلي ثقة بأن شعبنا سينهض من جديد، لقد مررنا بمآس شتى، ونهض شعبنا بعد كل محنة، ململما جراحه، حاملا ألمه، وحافظا أمله، مصمما على الحياة والحرية والاستقلال.

عاشت فلسطين، وعشتم جميعا...

  والله الموفق