هل دخلت بكين دائرة المجاملات الفلسطينية؟!

بي دي ان |

24 يوليو 2024 الساعة 04:50م

المشرف العام
عاصمة جديدة وقطب مختلف حاول جادا أيضاً احتواء الخلافات الفلسطينية الداخلية، في مبادرة لإنهاء الانقسام  الذي سيطر على المشهد الفلسطيني لأكثر من سبعة عشر عاماً بعد انقلاب حماس في حزيران (2007) والذي ألقى بتداعيات حتى وصولنا إلى هذا اليوم. 

على مدار الأيام الثلاثة من 21 إلى 23 يوليو الجاري، بذلت بكين العاصمة المناصرة لفلسطين جهدا مشكورا مع الفصائل الفلسطينية على أمل طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة تتلائم والمشهد الفلسطيني الدامي في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان المارق على الشعب الفلسطيني، وقد نجحت الصين برفقة الفصائل بالوصول إلى إصدار بيان ختامي أكد على العديد من القضايا المهمة، تجسيد الوحدة الوطنية الشاملة نظراً لأهميتها في الوقت الراهن، الإقرار بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني وانضمام حركتي حماس والجهاد الإسلامي للمنظمة، تشكيل حكومة وفاق وطني مؤقتة، المباشرة بإعادة الإعمار في قطاع غزة بعد وقف العدوان، والعمل على استقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس طبقاً لقرارات الأمم المتحدة، إلى آخره من البنود التي تضمن حق الشعب الفلسطيني بالدفاع عن وجوده وحق العودة واللاجئين.

لقد انتظر الشعب الفلسطيني سنوات طويلة عجاف ليرى وحدة فصائله في وجه احتلال سافر لم يسلم منه شيء، إلا أننا نلاحظ الاهتمام الباهت جدا هذه المرة، خاصة غزة مركز الانقسام ومركز حرب الإبادة الجماعية في الوقت الحالي والتي لربما ترى في البيان خطوة متأخرة جدا قد لا تفيد الكثير في ظل هذا الوضع الدامي الذي فاق كل احتمال، فما هو تأثير المصالحة (في حال كانت صادقة) في ظل العدوان السافر الذي لا يعير أي اهتمام لقرارات دولية ولا آراء واستغاثات فلسطينية. 

وبالرغم من الجهود المبذولة والمقدرة من الصين الصديقة، إلا أن الملاحظ لحيثيات الاتفاق، يدرك أن هناك العديد من البنود التي كانت تطرح سابقاً لم تطرح هذه المرة في محاولة لتخطي العقبات السابقة، (قرارات الأمم المتحدة) وكذلك القيادة الموازية للجنة التنفيذية، كذلك لم يتم التطرق لتفاصيل الحكم والحكومة، إضافة للخلافات الداخلية داخل حماس ذاتها حول الاعتراف بإسرائيل (رغم وثيقة 2017) التي تعترف خلالها بحدود ال 67، وكذلك الخلافات داخل الجبهة الشعبية، ثم ثمة تساؤل آخر، هل ستقبل إسرائيل المحتل حكومة يكون وزرائها من حركة حماس ؟!

وماذا عن الجهاد الإسلامي هل حقاً وافقت على الاعتراف بإسرائيل؟! وهل حقا ستشارك في الحكومة ؟!

في حقيقة الأمر التنظيمات الفلسطينية في حالة إرباك كبيرة وجزء منها تعصف به الخلافات الداخلية على قضايا جوهرية بالنسبة للحزب، بالتالي وبعيداً عن التمني، يبدو أن هذا الاتفاق سيشوبه خلل كبير في حال التنفيذ كما سيتخلله حالة من التلكؤ عند أغلب الفصائل، لأن الهوة كبيرة جدا ولا يمكن جسرها بلقاءات استمرت ثلاثة أيام وعلى أرض عاصمة. 

لا تستطيع أي من الفصائل الفلسطينية خسارتها ولا ترغب بذلك، لأن خسارتها تعني خسارة روسيا أيضاً، بالتالي ما نستطيع قوله أنه على الأغلب لن تكون نتائج هذا الاتفاق بأحسن حال من الاتفاقات السابقة التي صالت العواصم العربية، وإن كانت الانتخابات هي أحد الحلول الممكنة لتكون الفيصل في الحزب المطلوب شعبيا ومن ثم تشكيل حكومة، أما منظمة التحرير في وضعها الحالي، فستبقى الخلاف الذي لايتفق عليه الاسلاميون الفلسطينيون.