في الربع ساعة الأخيرة.. هل يفلح الفلسطينيون؟!

بي دي ان |

14 يوليو 2024 الساعة 10:00ص

المشرف العام
تتوالى سلسلة المجازر الصهيونية على مدار أكثر من تسعة شهور على قطاع غزة، ليضاف إليها أمس الثالث من يوليو الجاري مجزرة جديدة في مواصي خانيونس، حيث الأحزمة النارية التي لفت خاصرة أطفال الخيام في صباح أدمى القلوب راح ضحيتها أكثر من ثلاثمئة شهيد مضافا إليهم عشرات الجرحى، تلتها مجزرة المسجد الأبيض في معسكر الشاطيء غرب مدينة غزة ليتساقط عشرون قمرا، تحت ذرائع إسرائيلية واهية تحاول من خلالها تبريرات مذابحها وجرائمها المتكررة وسط صمت دولي مخزي ونفاق مستمر لصالح الكيان اللقيط الفاشي، رغم إقرار العالم أجمع بحقوق الشعب الفلسطيني، وإدانته لمئات الجرائم التي على مايبدو بدأ العالم يعتاد على مشاهدتها، ولطالما كان الخوف من اعتياد المشهد، فيبهت الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وتتراجع الأولوية لهذه القضية الحية التي يبذل لأجلها الفلسطيني سيل من الدماء والأشلاء دون رغبة منه، لكنه مرغماً إذا جد الجد. 

المسؤولون الأمريكيون أشادوا بجريمة الإبادة وهمسوا في آذان الفاعلين المتهالكة أخلاقهم "إنه مهم ويساهم في إنهاء الحرب"، ولاغرابة في ذلك فهم شركاء في سفك الدماء وقتل الأبرياء وجميعهم يتراقصون فوق جثث الأطفال، لم لا والكيان استخدم ثمانية قنابل من طراز" JDAM" المتطورة الفتاكة، أمريكية الصنع وهي موجهة بالليزر وتعتمد على تكنولوجيا استشعار متقدمة وذكاء اصطناعي. 

وهذا ضمن الأدلة المضافة التي لا غبار عليها في شراكة أميركا في إبادة الشعب الفلسطيني وكل ما ينادي به بايدن بمطالبته بوقف الحرب هو كذب ومناورة لكسب الوقت والمساهمة بارتكاب أكبر قدر من الجرائم والمذابح بأسلحتهم وخبرائهم الذين يسيرون كالظل مع الجنود الإسرائيليين وفي غرف العمليات يقدمون لهم نصائح وفق خبراتهم السابقة في إبادة الشعوب العربية و"العراق" نموذج حيث نشاهد في معظم الأحيان ذات الطرق والوسائل من قتل واعتقال في ظروف وحشية ومداهمات البيوت بطريقة بشعة كلها سبقتها ذات الجرائم في العراق الشقيق. 

تعالت أصوات يهودية من داخل الحكومة ومستويات الكيان الفاشي العسكري والسياسي بالإشادة بإبادة المواطنين الأبرياء الذين يتم خديعتهم بوهم النزوح إلى مناطق آمنة، ولا أمان تحت النار، 
الإشادات بعملية القتل تدلل بوضوح على مدى فاشية هذه الحكومة وتعطشها للدماء وأنها لن تكون يوما شريكا للسلام ولا يمكن مجاورتها، أو الصمت على جرائمها على كل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبات مطلوبا من جميع الفصائل الفلسطينية تغليب المصلحة الوطنية العليا والابتعاد عن الأجندات الخارجية التي تعمل على توريطنا ومن ثم خذلاننا، فلن يقدر أحد المصلحة الوطنية سوا الفلسطيني ودون ذلك سنبقى أدوات للآخرين لحماية مصالحهم على حساب شعبنا وقضيتنا.

نعم نستطيع ترتيب بيتنا الفلسطيني وتعزيز صمود شعبنا وحمايته من العابثين والفاسدين وتجار الحروب، وممارسة عمل دبلوماسي ورسمي وشعبوي جاد بما يليق مع هول الحدث. 
هو الفصل الحاسم والأخطر في ظل حرب الإبادة وخطر الاستيطان والتهويد بالضفة ووحشية المستوطنين، ملفات خطرة مطلوب العمل عليها بلا كلل وكل جدية، فهل يفلح الفلسطينيون بذلك وبمغادرة مربع الترهل والتخبط ؟!
قد تكون الربع ساعة الأخيرة في حلقة صراع البقاء والوجود دعونا نفعل علنا نفلح في ظل تخلي وتخاذل هذا الكون المنافق الأصم.