بين هدنة أبو عمار ووقف الحرب عند حماس 

بي دي ان |

02 يوليو 2024 الساعة 07:41ص

صورة أرشيفية
غريب موقف حركة حماس من مطالبتها الآن بوقف الحرب بشكل دائم وليس مجرد هدنة أو وقف إطلاق نار مؤقت ،بينما كان الرئيس الراحل أبو عمار ومن بعده أبو مازن 
 يرجوهم الموافقة على هدنة محدودة حتى لا تستغل إسرائيل أعمالهم العسكرية للتهرب مما عليها من استحقاقات التسوية وحتى لا تُستغل هذه العمليات لتدمير ما بنته السلطة أيضاً لمنع إسرائيل من توظيف العمليات التفجيرية داخل إسرائيل في دعايتها الخارجية ضد الفلسطينيين،ولكنهم كانوا يرفضون بقوة فكرة الهدنة بزعم أن لا هدنة ما دام الاحتلال قائما، وفي حالة قبولهم بفكرة الهدنة كانوا يشترطون انسحاب اسرائيل من كل الأراضي المحتلة وتبييض السجون.

إصرار حماس وفصائل المقاومة على رفض الهدنة واستمرارهم بعمليات حربية في الشوارع والباصات العامة منح العدو مبرراً لتوسيع عدوانه، فكان يدمر  بعد كل عملية للمقاومة ما أنجزته السلطة وكل المعالم الحضارية، دمروا مطار غزة ومشروع الميناء والوزارات واجتاحوا الضفة الغربية ٢٠٠٢ بعد عملية فندق بارك وحاصروا الرئيس أبو عمار ثم اغتالوه ،ووسعوا مشاريعهم الاستيطانية  واقتحامات الأقصى واعتقلوا آلاف المواطنين، وكأن حماس في أعمالها هذه كانت تستهدف السلطة الوطنية أكثر من استهدافها الاحتلال .

اليوم في ظل استمرار احتلال كل فلسطين وبعد تدمير غزة وكل الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في الضفة وغزة،حماس لا تطالب بهدنة أو بوقف إطلاق نار بل بوقف كامل للحرب وبضمانات أمريكية ودولية وإسرائيل ترفض وتريدها هدنة مؤقتة!!

أن تطالب حماس بوقف الحرب معناه مطالبتها بوقف الصراع مع العدو، و المقابل أن تحافظ على حكمها في غزة.

لا يعني هذا أننا ضد وقف حرب الابادة على غزة وقد طالبنا منذ البداية بأن تتوقف حماس عن المعاندة والمكابرة وتنسحب من المشهد لإنقاذ ما تبقى من بشر وحجر في قطاع غزة ولقطع الطريق على مخطط إسرائيل تنفيذ مخطط تصفية القضية.

لو قبلت حركة حماس بعروض الهدن التي كانت تطالب بها قيادة المنظمة ما وصلنا إلى ما نحن عليه. 

فهل ستستوعب حماس الدرس وتعتذر للشعب والقيادة وتخرج نهائياً من المشهد السياسي؟ أم ستستمر حتى تستكمل اسرائيل كامل مخططها بمحاولة تصفية كل القضية؟.