"أرقام مُخيفة".. الأمراض المعدية تفتك بالنازحين في غزة
بي دي ان |
22 يونيو 2024 الساعة 07:13م

غزة - خاص بي دي ان - أنور العامودي
يتخوف الحاج محمود أبو رمضان من سكان منطقة المشروع في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، من انتشار عدوى الأمراض بين السكان إثر تسرب المياه العادمة (المجاري) التي تحولت لبرك مائية إلى الشوارع بعدما دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي شبكات نقل الصرف الصحي والبنية التحتية الأرضية، عقب عمليات التوغل البري والقصف الجوي الذي طال المدينة وضواحيها.
وما يقلق المواطن أبو رمضان في الخمسينات من العمر، أن تتحول هذه المكاره الصحية المليئة بالفيروسات والطفيليات والميكروبات إلى نكسة حقيقية على واقع الصحة والبيئة العامة، حيث تقترب مياه (المجاري) والمتسربة من دورات المياه من أماكن تواجد النازحين في الخيم ومراكز الإيواء، كما ويضطروا أحيانًا السير فوقها.
هذا الإنذار، يأتي في وقت تنهار فيه المنظومة الصحية في مستشفيات قطاع غزة، في ظل عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر وإغلاق المعابر والمنافذ ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية إلى القطاع.
وخلال فترة الحرب المتصاعدة على غزة، وتدخل يومها 259 على التوالي، استهدفت آلة العدوان الإسرائيلي 160 مؤسسة صحية، وأخرج الاحتلال 33 مستشفى و 64 مركزًا صحيًا عن الخدمة، كما استهدف 131 سيارة إسعاف.
ويُعاني أبو رمضان من مرض القلب منذ سنوات ويخشى على نفسه من الإصابة بأي عدوى، ويقول لموقع (بي دي أن): "أي عدوى تصيبني من وراء تسرب مياه الصرف الصحي العادمة إلى الشوارع، وقد يكون لها مضاعفات صحية حادة جدًا عليّ".
ويضيف: "أحرص على عدم الاختلاط كثيرًا بين الناس، خشية من الإصابة بالعدوى المنقولة من مياه العادمة ومن النفايات المكدسة على هيئة أكوام في الشوارع، في ظل قلة الدواء والعلاج في المستشفيات".
عائلة أبو رمضان، المكونة من سبعة أفراد بينهم ثمانية أطفال، تقلق هي الأخرى على نفسها من حدوث كارثة صحية قد تصيبهم من مخلفات النفايات ومن المجاري المتدفقة بين أزقات البيوت المدمرة والطرقات العامة، وتقول: "تم تسجيل اصابات بعدوى الفيروسات والميكروبات بين أفراد الجيران وعلى إثرها دخلوا إلى المستشفى".
وفقًا لمنظمة أوكسفام (Oxfam)، فإن الظروف المعيشية في غزة مروعة للغاية، إذ في منطقة المواصي غربي جنوب قطاع غزة، يوجد 121 مرحاضًا فقط لأكثر من نصف مليون شخص، مما يعني أن كل 4,130 شخصًا يضطرون لمشاركة مرحاض واحدا.
وأوضحت المنظمة، أن الحرب في غزة قلبت حياة ملايين الفلسطينيين رأساً على عقب وألحقت أضراراً كارثية بالبيئة التي يعتمدون عليها للحصول على الماء والهواء النظيف والطعام وسبل العيش.
وأضافت أن استعادة الخدمات البيئية تتطلب عقوداً من الزمن، لكن لا يمكن البدء بها إلا بعد وقف إطلاق النار.
افتقار النظافة العامة
وفي مخيمات النزوح التي تضم مئات الآلاف من المواطنين في أنحاء مختلفة من قطاع غزة، تنتشر دورات المياه المستخدمة لقضاء الحاجة داخل الخيم وبينها وهي تفتقر للنظافة والتهوية فضلاً عن تسريب مياه الصرف بين ممرات وأزقات المخيمات، وهو ما يشكل مصدر خطر على صحة الناس.
وتم تدمير أو تضرر ما يقرب من 67% من مرافق المياه والصرف الصحي والبنية التحتية على مدى الأشهر الثمانية الماضية في قطاع غزة، وفق بيان مقتضب صادر عن وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين (الأونروا).
وأكد بيان وكالة الغوث، أنه في ظل استمرار انتشار الأمراض المعدية وارتفاع درجات الحرارة، يهدد نقص النظافة وعدم توفر المياه الكافية صحة الناس في جميع أنحاء القطاع.
المواطنة سميرة أحمد، وهي نازحة في أحد مخيمات النزوح جنوب قطاع غزة، تقول: "المياه العادمة الملوثة بالميكروبات والبكتريا والطفيليات والمسربة من دورات المياه من الخيم بدأت تنتشر وتتوسع خلال الفترة الماضية القليلة، على هيئة سيول وبرك دائرية في الطرقات والأزقات والممرات".
وتضيف أحمد: إن "مياه المجاري ذات اللون الأخضر الداكن تصدر عنها رائحة كريهة جدًا ويمكن شمها عن بعد عشرات الأمتار، وتسبب لنا الدوخان، كما تجلب البعوض والحشرات القارصة والضارة والناقلة للعدوى"، موضحةً أن عدد كبير من النازحين أصيبوا بعدوى الأسهال والكبد الوبائي والمغص والتهابات أخرى في الجسم نتيجة ذلك.
وتبدي المواطنة التي تُعيل أربعة أطفال، عن مخاوفها من إصابة أطفالها بمرض خطير ناجم عن تسرب مياه المجاري في الشوارع وسوء النظافة العامة.
المكتب الإعلامي في غزة، أكد في بيان، أن جميع أطفال غزة معرضين للإصابة بالأوبئة والأمراض المعدية، بسب انعدام مقومات النظافة الشخصية والاكتظاظ في مناطق النزوح والإيواء.
وأشار البيان، الذي صدر في 14 يونيو الجاري، إلى إصابة 3500 طفل بمرض مزمن ومعرضين للموت بسبب سوء التغذية وعدم توفير العناية الطبية اللازمة، مضيفًا أن 1477748 أصيبوا بأمراض معدية و 21338 حالة عدوى التهابات الكبد الوبائي الفيروسي بسبب النزوح.
وتدخل الحرب المستعرة على قطاع غزة شهرها التاسع، والتي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي، فيما تحصد عشرات الآلاف من الأرواح ومزيد من تدمير التجمعات والمباني السكنية في أنحاء القطاع.
ووصل عدد شهداء العدوان، بحسب أحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة بغزة، إلى 37431 شهيد و 85653 إصابة، فيما يواصل الاحتلال إغلاق المعابر والمنافذ ما يمنع خروج الجرحى والمرضى للعلاج بالخارج وإدخال الأدوية إلى القطاع، إذ يوجد 350 ألف مريض مزمن في خطر بسبب منع إدخال الأدوية.
وما يقلق المواطن أبو رمضان في الخمسينات من العمر، أن تتحول هذه المكاره الصحية المليئة بالفيروسات والطفيليات والميكروبات إلى نكسة حقيقية على واقع الصحة والبيئة العامة، حيث تقترب مياه (المجاري) والمتسربة من دورات المياه من أماكن تواجد النازحين في الخيم ومراكز الإيواء، كما ويضطروا أحيانًا السير فوقها.
هذا الإنذار، يأتي في وقت تنهار فيه المنظومة الصحية في مستشفيات قطاع غزة، في ظل عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر وإغلاق المعابر والمنافذ ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية إلى القطاع.
وخلال فترة الحرب المتصاعدة على غزة، وتدخل يومها 259 على التوالي، استهدفت آلة العدوان الإسرائيلي 160 مؤسسة صحية، وأخرج الاحتلال 33 مستشفى و 64 مركزًا صحيًا عن الخدمة، كما استهدف 131 سيارة إسعاف.
ويُعاني أبو رمضان من مرض القلب منذ سنوات ويخشى على نفسه من الإصابة بأي عدوى، ويقول لموقع (بي دي أن): "أي عدوى تصيبني من وراء تسرب مياه الصرف الصحي العادمة إلى الشوارع، وقد يكون لها مضاعفات صحية حادة جدًا عليّ".
ويضيف: "أحرص على عدم الاختلاط كثيرًا بين الناس، خشية من الإصابة بالعدوى المنقولة من مياه العادمة ومن النفايات المكدسة على هيئة أكوام في الشوارع، في ظل قلة الدواء والعلاج في المستشفيات".
عائلة أبو رمضان، المكونة من سبعة أفراد بينهم ثمانية أطفال، تقلق هي الأخرى على نفسها من حدوث كارثة صحية قد تصيبهم من مخلفات النفايات ومن المجاري المتدفقة بين أزقات البيوت المدمرة والطرقات العامة، وتقول: "تم تسجيل اصابات بعدوى الفيروسات والميكروبات بين أفراد الجيران وعلى إثرها دخلوا إلى المستشفى".
وفقًا لمنظمة أوكسفام (Oxfam)، فإن الظروف المعيشية في غزة مروعة للغاية، إذ في منطقة المواصي غربي جنوب قطاع غزة، يوجد 121 مرحاضًا فقط لأكثر من نصف مليون شخص، مما يعني أن كل 4,130 شخصًا يضطرون لمشاركة مرحاض واحدا.
وأوضحت المنظمة، أن الحرب في غزة قلبت حياة ملايين الفلسطينيين رأساً على عقب وألحقت أضراراً كارثية بالبيئة التي يعتمدون عليها للحصول على الماء والهواء النظيف والطعام وسبل العيش.
وأضافت أن استعادة الخدمات البيئية تتطلب عقوداً من الزمن، لكن لا يمكن البدء بها إلا بعد وقف إطلاق النار.
افتقار النظافة العامة
وفي مخيمات النزوح التي تضم مئات الآلاف من المواطنين في أنحاء مختلفة من قطاع غزة، تنتشر دورات المياه المستخدمة لقضاء الحاجة داخل الخيم وبينها وهي تفتقر للنظافة والتهوية فضلاً عن تسريب مياه الصرف بين ممرات وأزقات المخيمات، وهو ما يشكل مصدر خطر على صحة الناس.
وتم تدمير أو تضرر ما يقرب من 67% من مرافق المياه والصرف الصحي والبنية التحتية على مدى الأشهر الثمانية الماضية في قطاع غزة، وفق بيان مقتضب صادر عن وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين (الأونروا).
وأكد بيان وكالة الغوث، أنه في ظل استمرار انتشار الأمراض المعدية وارتفاع درجات الحرارة، يهدد نقص النظافة وعدم توفر المياه الكافية صحة الناس في جميع أنحاء القطاع.
المواطنة سميرة أحمد، وهي نازحة في أحد مخيمات النزوح جنوب قطاع غزة، تقول: "المياه العادمة الملوثة بالميكروبات والبكتريا والطفيليات والمسربة من دورات المياه من الخيم بدأت تنتشر وتتوسع خلال الفترة الماضية القليلة، على هيئة سيول وبرك دائرية في الطرقات والأزقات والممرات".
وتضيف أحمد: إن "مياه المجاري ذات اللون الأخضر الداكن تصدر عنها رائحة كريهة جدًا ويمكن شمها عن بعد عشرات الأمتار، وتسبب لنا الدوخان، كما تجلب البعوض والحشرات القارصة والضارة والناقلة للعدوى"، موضحةً أن عدد كبير من النازحين أصيبوا بعدوى الأسهال والكبد الوبائي والمغص والتهابات أخرى في الجسم نتيجة ذلك.
وتبدي المواطنة التي تُعيل أربعة أطفال، عن مخاوفها من إصابة أطفالها بمرض خطير ناجم عن تسرب مياه المجاري في الشوارع وسوء النظافة العامة.
المكتب الإعلامي في غزة، أكد في بيان، أن جميع أطفال غزة معرضين للإصابة بالأوبئة والأمراض المعدية، بسب انعدام مقومات النظافة الشخصية والاكتظاظ في مناطق النزوح والإيواء.
وأشار البيان، الذي صدر في 14 يونيو الجاري، إلى إصابة 3500 طفل بمرض مزمن ومعرضين للموت بسبب سوء التغذية وعدم توفير العناية الطبية اللازمة، مضيفًا أن 1477748 أصيبوا بأمراض معدية و 21338 حالة عدوى التهابات الكبد الوبائي الفيروسي بسبب النزوح.
وتدخل الحرب المستعرة على قطاع غزة شهرها التاسع، والتي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي، فيما تحصد عشرات الآلاف من الأرواح ومزيد من تدمير التجمعات والمباني السكنية في أنحاء القطاع.
ووصل عدد شهداء العدوان، بحسب أحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة بغزة، إلى 37431 شهيد و 85653 إصابة، فيما يواصل الاحتلال إغلاق المعابر والمنافذ ما يمنع خروج الجرحى والمرضى للعلاج بالخارج وإدخال الأدوية إلى القطاع، إذ يوجد 350 ألف مريض مزمن في خطر بسبب منع إدخال الأدوية.