نازحو المواصي ..معاناة شديدة في الحصول على المياه

بي دي ان |

14 يونيو 2024 الساعة 07:39م

صورة أرشيفية
في مدينة أصداء وضواحيها في مناطق المواصي الساحلية الواقعة غربي جنوب قطاع غزة، يُعاني آلاف النازحين الفارين من الحرب المستعرة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذُ ثمانية أشهر، من أزمة شديدة في الحصول على مياه الشرب والمستخدمة في الأشياء الأخرى.

مناطق المواصي وعلى امتداد طول نحو 14 كيلو متر وبعمق كيلو متر، امتلئت بخيم النازحين لا سيما مع اجتياح مدينة رفح في مايو/أيار الماضي، حيث صُنفت على أنها مناطق خدمات إنسانية وآمنة إلى حدٍ ما.

المواطن أيمن أبو رمضان، يُعيل أسرة مكونة من عشرة أفراد، ومنذ لجؤه إلى مدينة أصداء السياحية قبل شهر ونصف يستمر في البحث يوميًا لتعبئة جالونات المياه الستة لديه، ويقول: (أسير قرابة النصف كيلو مشيًا على الأقدام للوصول إلى منطقة الحاووز القريبة من أبراج حمد لتعبئة المياه).

ويصطف المُعيل مع أبناءه الأربعةبعد صلاة العصر في طابور يتواجد به عشرات الأشخاص أمام حنفية التعبئة لمدة لا تقل عن عشرة دقائق، كما يضيف أبو رمضان في حديثه لموقع (بي دي أن) الذي يشير إلى أن هذه الرحلة تتم مرتين إلى ثلاث مرات.

وتحتاج عائلته من المياه المستخدمة للشرب او الطهي والغسيل حوالي 100 لتر يوما، بحسب ما أفاد ابو رمضان، وأكد أنه يضطر أحيانًا إلى شراء جزء من هذه الكميات من الباعة المتجولين بين المخيمات على العربات التي يجرها الحيوانات أو السيارات.

وأوضح أن عملية شراء المياه لتعويض النقص تفاقم من أوضاعه المالية المزدرية أصلاً.

وينطبق هذا الحال على آلاف الأسر النازحة، إذ يواجه هؤلاء القانطين على شاطئ البحر أو في الأراضي القريبة من الشاطئ أزمة حقيقية في توفير المياه، هذا الأمر دفع البعض إلى ترك المنطقة والذهاب إلى أخرى يتواجد بها مياه.

المواطنة ميسون حمد، من سكان مدينة غزة، وتعيل سبعة أفراد، قررت مؤخرًا، نقل مكان خيمتها المنصوبة بالقرب من محطة العطار  غرب خانيونس، إلى دير البلح، بسبب نقص المياه الذي يصعب من ظروف حياة اسرتها.

حمد التي نزحت ثلاث مرات من ويلات الحرب، ترى أن هذه المعاناة سترافقها حين وقف الحرب والعودة إلى منزلها المدمر وإصلاح خطوط المياه تحت الأرض.

تدمير البنية التحتية

ودمر جيش الاحتلال البنية التحية منها خطوط المياه والكهرباء وأيضًا عشرات الأبار المياه الجوفية في جميع مناطق قطاع غزة، منذ بدء العدوان في السابع من اكتوبر الماضي.

ويحتاج إصلاح وإعادة إعمار هذه البنية لسنوات وبتكلفة مالية عالية نظرا لحجم الدمار الهائل، حيث بلغت خسائر الحرب في عزة وفق تقديرات أولية للمكتب الإعلام الحكومي نحو 33 مليار دولار.

رئيس لجنة المياه في مدينة أصداء للنازحين، إياد العطار، أكد لموقع (بي دي أن) أنه يوجد أزمة كبيرة في المياه بمدينة اصداء وضواحيها وذلك بسبب تعطيل آبار المياه جراء استهدافها من جيش الاحتلال وتجريفها.

وأشار العطار وهو مفوض ومسؤول عن 600 عائلة نازحة في أحد مربعات مدينة أصداء، إلى أن عدد الابار الموجودة في اصداء، ١١ بئر منها  تسعاة آبار معطلة وجرى إصلاح بئرين فقط لسقي النازحين ماء حيث يخرج كل بئر يوميا ٢٦٠ م³.

وأوضح أن "هذه الكمية لا تكفي عدد النازحين حيث بلغ عدد النازحين في المدينة ٥٥٠٠ أسرة ويحتاج هذا العدد من النازحين قرابة ١٠٠٠ كوب يوميًا لتغطية ٣٠%فقط من حاجتهم".

وعن أبرز المعوقات التي يواجهونها، قال: إنهم يواجهون تحديات عدة لتشغيل البئرين وتوصيل وضخ المياه للأسر، وتتمثل في نقص الوقود السولار وخراطيم المياه إلى جانب شح المصاريف التشغيلية لصيانة المولد".

ونوه إلى "عدم أي مخاطر بخصوص مياه البئر، مضيفًا أنه سبق وتم تحليلها ووهي خالية من العناصر المضرة بصحة الانسان".

جرائم الاحتلال ضد المدنيين العُزل متصاعدة في كل أنحاء قطاع غزة، حيث تواصل الدبابات والجرافات العسكرية تتوغل داخل المدن والمخيمات ويرافقها قصف جوي وبري عنيف. 

وارتكب جيش الاحتلال 300 مجزرة راح ضحيتها نحو 50 ألف شهيد منهم   12 ألف شهيد مفقود ولا زالوا تحت الانقاض، بحسب بيانات وزارة الصحة بغزة التي أشارت إلى إصابة 84 ألف شخص.

وتسببت الحرب بإجبار أكثر من مليوني شخص على النزوح قسراً، كما يواصل الاحتلال إغلاق اامعابر والمنافذ منذ أكثر من 38 يومًا وهو ما فاقم من الأوضاع الإنسانية والصحية.