نبض الحياة .. مناورة نتنياهو لوأد المبادرة

بي دي ان |

03 يونيو 2024 الساعة 10:04ص

صورة أرشيفية
المؤكد ان بنيامين نتنياهو لن يوافق على وقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في القطاع والضفة، لان الحرب خياره الأساس لتحقيق أهدافه الشخصية والتحالفية، وكونه حتى الان لليوم 241 من حرب الأرض المحروقة لم يحقق أي من الأهداف التي حددها، وهي الافراج عن أسرى الحرب الإسرائيليين، والقضاء على أذرع المقاومة، ومازال يواجه صعوبات وارباكات في انجاز ترتيبات اليوم التالي للحرب، ويعيش حالة من التخبط نتاج الضغوط الداخلية بسبب التناقضات داخل مجلس الحرب والخشية من سقوط حكومته ومع الشارع الإسرائيلي عموما واسر الاسرى، وكذلك الضغوط من إدارة بايدن النسبية والرأي العام العالمي وقرارات المحاكم الدولية.

ولتفادي الضغوط الأميركية وخارطة الطريق الملتبسة والغامضة، وافق مجلس الحرب ونتنياهو عليها أمس الاحد، لكنه وضع العصي في دواليبها، بالتأكيد على أن وقف الحرب غير ممكن الا في حال تحقيق الأهداف الإسرائيلية، والتي تشي الشهور ال8 الماضية من حرب الإبادة على عدم تحقيقها باستثناء مضاعفة عمليات القتل والابادة للأطفال والنساء والشيوخ والمواطنين الفلسطينيين العزل، والتدمير الهائل لمئات الالاف من الوحدات السكنية والمدارس والجامعات والمعابد وإخراج المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة، وتدمير معالم الحياة الادمية والبنى التحتية بشكل مروع.

إذاً نتنياهو ومجلس حربه قالوا الشيء ونقيضه، واعطوا باليمين الموافقة على المبادرة، ونكثوا بها مع ربطها بتحقيق أهداف الحرب الاجرامية. لان رئيس الحكومة الفاشي متمسك بخياره بإدامة حرب الإبادة، ومنصاع لرؤية أقرانه سموتيريش وبن غفير، اللذين هددا أول أمس السبت 1 يونيو الحالي بشكل صارخ، انه في حال وافق على المبادرة، ووقع اتفاقا مع الجانب الفلسطيني، فانهما سينسحبا من الحكومة، وهو ما يعني سقوط وتفكك الائتلاف الحاكم، وخروجه من رئاسة الحكومة، التي قد تكون الرئاسة الأخيرة، ليس هذا فحسب، بل يمكن أن يذهب للسجن بسبب نتائج 7 أكتوبر الماضي وقضايا الفساد وسوء الأمانة ال4 المرفوعة ضده في الحاكم الاسرائيلية. ولخشيته من ذلك لن يسمح بتمرير المبادرة الإسرائيلية الأميركية. كما انه لا يأتمن جانب يئير لبيد زعيم المعارضة، الذي وعده بتأمين شبكة امان له، ولا وعد هيرتسوغ، رئيس الدولة من حماية بقائه في الحكم لذات السبب في حال خرج زعيم "الصهيونية الدينية" و"القوة اليهودية".

ورغم مناوراته المفضوحة للالتفاف على مبادرة الرئيس الأميركي، والتي هي بالأساس رؤية حكومته للأفراج عن الرهائن الإسرائيليين، لا سيما وان ما فعله سيد البيت الأبيض، انه أعلنها على الملأ لأحراج نتنياهو، وقطع الطريق عليه وعلى اقرانه الفاشيين سموتيريش وبن غفير، مما دعا النائبة في الكنيست عن حزب الليكود والمقربة من رئيس الحكومة تاليا غوتليب لتقديم شكوى للشرطة ضد الرئيس بايدن، وطالبت باعتقاله في حال زار إسرائيل بذريعة انه كشف اسرارا أمنية، في تحدي سافر لرئيس الولايات المتحدة الحليف الاستراتيجي لإسرائيل، والتي لولا ادارته لما وقفت إسرائيل على اقدامها بعد 7 أكتوبر الماضي، الا ان الحاوي نتنياهو لن يفتقد الذرائع، وسيبتدع الاعيب جديدة للمماطلة والتسويف وكسب الوقت للبقاء على رأس الحكم حتى انقشاع غيوم إدارة بايدن في اعقاب الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر القادم. لأنه يعتقد ان الرئيس الأميركي الحالي لن يبقى في البيت الأبيض لولاية ثانية.

كما انه يحاول جاهدا استقطاب قوى أخرى مثل ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، الذي أكد أمس ان بيبي عرض عليه تولي حقيبة الحرب بدل غالانت، لكنه رفض حسب تصريحه، او ساعر، أو أي قوى صهيونية من خارج الائتلاف، لتحقيق هدفين، الأول التخلص من خصومه في مجلس الحرب، والثاني مواصلة حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، لعله يتمكن من تحقيق أي من الأهداف التي يتمسك بها.

والنتيجة الجلية أن رئيس الحكومة وائتلافه عموما لن يمرروا ما أطلق عليها الرئيس الأميركي "مبادرة" أو "خارطة طريق"، التي بدا واضحا، انها ولدت ميته، أو أن طريقها شائكة ومظلمة، ولا تحمل أفقا لرؤية النور. وقادم الأيام كفيل بالجواب على مستقبلها البائس.