لماذا الطالب الغربي وليس العربي ؟! وأين بيث ماسي العربية ؟!

بي دي ان |

02 مايو 2024 الساعة 03:46ص

المشرف العام
لم تكن السيدة بيث ماسي والتي شاركت في الحراك الطلابيّ بجامعة كولومبيا عام 1968مناصرة للمقاومة الفيتنامية ضد الهجوم الوحشي الذي شنته أميركا ، لم تكن هذه السيدة تعود بعد عدة عقود لتشارك بحراك مماثل في إحدى الجامعات الأميركية ضد الإبادة الجماعية التي تقودها إسرائيل (الكيان اللقيط )، بالتحالف مع أميركا ضد الشعب الفلسطيني ( في السابع والعشرين من إبريل الماضي) ، لولا يقينها الراسخ وبعد تجربة عايشتها بكل تفاصيلها ، بأن مثل هذا الحراك الطلابيّ الذي يتفجر اليوم من قلب الولايات المتحدة الأمريكية، الداعم الأكبر للكيان الإسرائيلي ، وثقتها بأن مثل هذا الحراك الذي صار ملهما لجامعات كبيرة في مختلف دول العالم ، هذا الصوت الصاخب الذي ارتفع ودوى من نقطة إنطلاق لا يشبهها مكان أكثر خطورة وفاعلية من هذه المنطقة ، فمثل هذه الجامعات التي يدرس بها أبناء شخصيات أمريكية مؤثرة ، سيكون لها مفاعيلها بالمستقبل القريب على صناعة القرار السياسي الأمريكي ولربما يلعب دورا على مدى (ليس ببعيد) ، في طبيعة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، بعدما تعرت هذه الدولة التي تحكم العالم المنافق والهزيل ، وتكشفت عورتها أمام طلابها ومواطنيها ، بعد ادعائها الدائم بالتحضر ودولة حقوق إنسان ، وأنها بلغت من الديمقراطية والعدالة مبلغها.  ليتكشف زيفها ومدى وحشيتها وأنه لا علاقة لها بالإنسانية ولا العدالة ، ولا الديمقراطية، خاصة بعد اقتحام الشرطة الأمريكية واعتقال آلاف الطلاب وتهديدهم بالفصل والسجن ، إن دخول الخيالة العسكرية للحرم الجامعي لاعتقال الطلاب الذين يعبرون عن رفضهم المطلق لحرب الإبادة الجماعية ضد غزة ، وهو حق مكفول لهم، يكشف زيف هذه الدولة وبلطجتها ، وما إطلاع الرئيس الأميركي بايدن ومتابعته الحثيثة لاحتجاجات طلبة الجامعة، إلا لادراكه مدى خطورة هذا الحراك وتمدده ، ومن هنا جاءت قناعة  هذه السيدة ( بيث ) والتي عادت في السابع والعشرين من شهر أبريل المنصرم، وبعد سنوات طوال ،  لدعم الحراك الطلابيّ الذي نظمه طلاب جامعة كولومبيا وكلها يقين  أن لهذا الحراك مابعده ، وأنه سيصبح ملهماً لجامعات أخرى، وهذا ماحدث بالفعل حيث تدحرجت كرة الثلج ليصبح نموذجاً لجامعات عدة ، وبأنه بعامل الوقت والتراكم سيلقي بظلاله على سياسات الدول ، وسيتوقف فيما بعد رؤساء هذه الدول قبيل انتخاباتهم للتسويق لدولة الكيان ، لضمان نجاحهم ، وسيتوقف سيل الدعم اللامحدود لجيش الكيان الذي يقتل الأطفال والنساء ويهدم البيوت فوق ساكنيها ، ويدفن الأطفال والمواطنين الأبرياء وهم أحياء في مقابر جماعية ، في جريمة هي الأبشع في تاريخنا المعاصر، هذا الاحتلال الغاصب وجد نفسه اليوم منعزلا عن العالم ، منبوذا، لم يعد يجدي توسله للعالم بدموع تماسيح كي يصدق زيف روايته ، بعدما شاهد العالم كل جرائمه ومجازره بحق الشعب الفلسطيني، نعم بدأنا نتنفس الصعداء بعد انتصار العالم لقضيتنا وعدالتها ، بين زخم الشهداء وسيل الدماء وأطنان الركام الذي اختلط بأشلاء أبناءنا وشهدائنا، وامتزج ببقايا ذكرياتنا ، نتنفس الصعداء تارة.  ونكتم الأنفاس آلاف المرات حزنا على واقع الجامعات العربية وصمت طلابنا العرب الذين لم يحرّكوا ساكنا، لقد هب طلاب العالم للدفاع عن قيم ومبادئ ونظريات يدرسونها في جامعاتهم ، وهبوا حين وجدوا طعنا لهذه القيم والمباديء ، وكأنهم هبوا ليبحثوا عن الحقيقة قبل الدفاع عن شعب يباد ، فعلى ما يبدو جامعاتنا العربية لا تدرس مثل هذه القيم الإنسانية ووجوب الدفاع عنها ، أو أن جامعاتنا العربية هي مرآة وانعكاس للواقع المرير ، المهزوم ، الذي يعيشه الإنسان العربي عامة ، بلا عدالة ولا حرية تعبير ولا ديمقراطية أو إنسانية ، بالتالي ما زالت في سبات عميق وراحة ضمير . 
نكتم الأنفاس آلاف المرات ونحن نرى دفاع من الأشقاء العرب عن دولة الإجرام، وتطبيع مجانيّ معه ، بات كفيل بإرغام بضع من شعوبنا الشقيقة بمدح العدو ونبذ الفلسطيني،  في سلوك غريب وشاذ ومخالف حتى لبديهيات حقوق الإنسان، والأخوة والعروبة ، ومع ذلك لا ضير أن يناصرنا من هم ليسوا إخوة لنا بالدم ولا الدين ولا العرق ، سنحترمهم ونقدرهم ونرفع لهم القبعة وأكثر من ذلك . 
ونرفع القبعة للسيدة السبعينية إن لم تكن أكثر ( بيث ماسي ) ولجميع مناصري فلسطين وشعب فلسطين في كل مكان ، أيا كان لونهم وعرقهم ، فكل مناصري الحق والعدالة لدينا سواء ، وكل من يشكل طعنة في ظهر فلسطين وشعبها نفك معه الوثاق أيا كان ، فنحن في لحظة تاريخية مفصلية لا تحتمل الضبابية ولا الرمادية .