هل حفظ الفرس ماء الوجه؟!

بي دي ان |

15 ابريل 2024 الساعة 08:45م

المشرف العام
انتهت أمس الضربة العسكرية الإيرانية ضد إسرائيل، الضربة غير المثيرة لكنها مع ذلك أثارت جدلاً واسعا حول نتائجها، فالضربة الإيرانية التي اشتملت على 130 صاروخ بالستي و130 طائرة مسيرة و40 صاروخ مجنح، واستغرق وصول هذه الصواريخ للعدو عدة ساعات وهي بنظر العسكريين مدة كافية لاعتراضها واسقاطها، وهذا ما حدث بالفعل حيث تم إسقاط معظمها من قبل إسرائيل عدا بضع صواريخ أسقطت في منطقة محددة ودون وقوع خسائر أو إصابات، و40% من الأهداف من قبل قوات التحالف، مدعومة بسفن حربية أطلقت صواريخ مضادة من شرق المتوسط، وكذلك الأردن أسقط العشرات من المسيرات، في لحظة استهجان عربية وتساؤلات عما إذا كان الأردن "البلد الشقيق" قد أسقط هذه الصواريخ دفاعاً عن إسرائيل، أم لحفظ السيادة الأردنية؟! كما قامت بريطانيا وفرنسا بدورها كحليف منحاز لإسرائيل "ظالمة أو مظلومة". 

الضربة الإيرانية تم الإبلاغ عنها للدول المجاورة وأميركا وبالتالي إسرائيل التي بدورها أخذت كافة احتياطاتها وكامل جهوزيتها رغم علمها التام بمحدودية الضربة وعدم إلحاق خسائر بشرية أو اقتصادية، وإنما هي لحفظ ماء الوجه الفارسي بعد قيام إسرائيل باغتيال القيادي في الحرس الثوري الإيراني، محمد رضا زاهدي في هجوم على القنصلية الإيرانية بدمشق.

زاهدي لم يكن القيادي الإيراني الأول الذي تغتاله إسرائيل سرا وعلانية، ولن يكون آخرهم، فالطالما أمنت إسرائيل الرد والثأر بالتالي تمادت بكل قوة وراحة، في سلسلة اغتيالات لقادة عسكريين، بالمقابل لقد توعدت إيران مئات المرات بإزالة الكيان الصهيوني عن الخارطة الجغرافية، إلا أنها لم تفعل رغم قدرتها على الفعل. 

ربما قد تكون إيران استفادت استخباراتيا من هذه الضربة، في جمع معلومات استخباراتية، والكشف عن التقنيات المضادة للصواريخ، وعن نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، والمنشآت العسكرية وقدرات الردع الإسرائيلي وغيرها، كذلك اكتشفت إيران من هو التحالف الحقيقي للكيان في حال قيام حرب إقليمية أو اتساع رقعة الصراع، تماما كما تأكد الفلسطينيون من حقيقة وصدقية بعض الدول الشقيقة من عدمها، وما هو الموقف الجدي والفاعل تجاه كل من الفلسطينيين ودولة الكيان.
 
رغم ذلك ما هو مهم معرفته وعدم تجاهله، أن الصواريخ الإيرانية التي أطلقت على دولة الكيان لم تكن لأجل فلسطين ولا الشعب الفلسطيني، ولا وقوفا مع الشعب الفلسطيني الذي يباد أمام إيران وغيرها، رغم مئات التهديدات التي تنطلق من دولة "قم"، بإزالة الكيان الإسرائيلي، وأن إيران كان ولا زال - بإمكانها الضغط على الكيان لوقف جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، لكنها لم تفعل، تماما كما أنها لم تثأر لجملة من قادتها الذين تم اغتيالهم بدم بارد، وأنه يستوجب على الفلسطينيين عدم الانجرار وراء وعودات إيرانية أو دول وأجندات أخرى، لأن الدول تحكمها مصالحها وليس عواطفها، وفلسطين وشعبها خير شاهد، وأن الاستمرار على التعويل الإيراني هو ضربا فاضحا للمصالح الوطنية الفلسطينية، وعلى بعض الفصائل الإسلامية وغيرها التوقف عن كونهم وكلاء إيران بالمنطقة، لأن إيران لن تطلق رصاصة واحدة لأجل فلسطين أو المسلمين السنة عموما. 

ونعم علينا الاعتراف بكل جرأة وشجاعة، أن من يخون السيدة عائشة رضي الله عنها، ويلعن ويشتم صحابة رسول الله لن يكون سيف لهم، على العكس تماما فإن خطر الشيعة على الفلسطينيين أشد فتكا وخطراً، وعلى الفصائل الفلسطينية أن تعود لشعبها ومرجعيته الوطنية وتكف عن المراهنات الإيرانية المدمرة للشعب الفلسطيني وقضيته.