هل فعلا غضب بايدن على نتنياهو؟!

بي دي ان |

20 فبراير 2024 الساعة 09:28م

المشرف العام
بعد أكثر من مرور أربعة أشهر على حرب الإبادة الشعواء التي يشنها جيش الحرب الإسرائيلي على المدنيين العزل في المحافظات الجنوبية، "قطاع غزة" يتساءل الفلسطينيون ماذا بقي في غزة ليستمر جيش العدو في قصفه ليل نهار وهدم البيوت فوق ساكنيها وإعدام الأبرياء بدم بارد، ورغم استمرار المجازر في جميع أنحاء محافظات غزة، إلا أن العيون شاخصة على رفح حيث الخوف الأكبر والخط الفيصل في هذا العدوان السافر. 

بعد حشر مايقارب المليون شخص ونصف، حيث قصفت بيوتهم وطردوا من منازلهم وإرغامهم للنزوح تجاه الجنوب وخاصة رفح، بانتظار مصير قد لايكون مجهولاً، وربما هنا يكمن الرعب الحقيقي مما هو قادم، فتوعد العدو باجتياح رفح، ليس على سبيل المناورة ولا الضغط في سبيل تحسين شروط كما يعتقد البعض، لكنها تهديدات حقيقية لن تهدأ دولة الكيان بدون هذا الفعل الأحمق، في ظل مجلس حرب إسرائيلي متطرف فاشي لا يعنيه أي قوانين دولية ولا أخلاقية ولا إنسانية، "ولم ير بالعين أي دولة أمامه أيا كانت" وقد يكون محقاً، فمنذ العدوان الإسرائيلي السافر على غزة، لم تواجه إسرائيل أي تهديد حقيقي من قبل أي دولة، ولا حتى التلويح بتهديد ما، مع أن دولا كثر بإمكانها فعل أشياء كثيرة، لكن لم ولن يفعلوا، فنحن في أسوأ حالاتنا عربياً، وأكثرها نفاقاً وازدواجية للمعايير دولياً.

إسرائيل لن تكترث بالتحذيرات الدولية بعدم دخول رفح، هي ماضية في احتلالها وتنفيذ خططها الاستعمارية والتي جزء منها القضاء على حركة حماس، ولكن في حقيقة الأمر أن هناك ماهو أهم بكثير من الادعاء بالقضاء على حركة حماس، لقد قامت إسرائيل مؤخرا بشق قطاع غزة إلى نصفين الجنوب والشمال "شارع 749 والذي يمتد من نحل عوز إلى شارع الرشيد"، حيث تشرع الطواقم الهندسية الإسرائيلية بهدم جميع البيوت والمرافق لبناء هذا الشارع، وهذا لم يكن فعلا عفوياً، أو عبثيا إنما هو رسالة واضحة لنية إسرائيل بالبقاء في غزة وتأمين "غاز غزة" للسيطرة عليه لاحقاً، أضف إلى ذلك ماهو أخطر من ذلك "تهجير الفلسطينيين إلى سيناء" رغم كل الردود المصرية الرافضة لهذا المقترح والرفض الدولي المعلن، لكن دولة الكيان اعتادت التمرد ليقينها أنه لن يكون عقاب لأي فعل أو جريمة تقترفها حتى لو كانت بحق دول ذات سيادة، إضافة أنها مازالت تحتمي بالغطاء الأمريكي الداعم للحرب منذ البداية، على الرغم من تصريحات بايدن بمعارضته لعملية عسكرية برفح (هذا الظاهر) لكنه في حقيقة الأمر هو مع (وليس) ضد ولكن قد يكون مطلوباً من إسرائيل التقليل بعض الشيء من أرقام الضحايا، فأميركا الداعم والحليف مازال يدعم الكيان ب "14“ مليار دولار ، زائد تزويده بالأسلحة الدقيقة وهذا حقيقة الأمر، أما إعلاميا يقول بايدن إن إسرائيل تجاوزت الحد في ردها على أحداث أكتوبر. 

جوهر القول نتنياهو لايريد وقف إطلاق نار، ولا هدنة رغم الضغط الداخلي لديه من قبل أهالي المختطفين، بل كما قال هو يجامل بايدن بالذهاب للقاهرة للحديث حول صفقة تبادل، لأن الحرب باتت لتحقيق هدف شخصي لنتنياهو ولبقائه بالحكم، سيحاول قدر المستطاع الضغط على مصر لقبول نازحين على أراضيها، ولو أدى لفرض اللاجئين عليها" سياسة الأمر الواقع" لن يتردد، وهو ماض في مخططه الاستعماري، الاقتصادي، فرغم بعض المشاغلات مع لبنان، ومع اليمن، إلا أن بقاء الصراع في فلسطين وحدها دون نقل ساحة الصراع بشكل حقيقي للخارج سيبقى الوضع منهكا ومستنزفا للفلسطينيين.

الكيان مازال يضع خططه لدخول رفح وإلا سيعتبر نفسه غير منتصرا في معركته، بالتالي نحن أمام كارثة حقيقية تبعدنا عنها ربما أيام قليلة، قد يكون الثمن آلاف من الشهداء وعشرات الآلاف من المهجرين، وشتات في الأرض، وعلى مايبدو أن التهاون الأمريكي مع جرائم الكيان، مازالت هي الداعم الأكبر لها حتى هذه اللحظات فمازالت أميركا مصرة على استخدام الفيتو أمام أي قرار ينص على وقف إطلاق النار، فيما تفضل وقف مؤقت لإطلاق النار لحين الإفراج عن الرهائن المختطفين لدى المقاومة.
 
الأيام القليلة القادمة ستكشف لنا النقاب عن حقيقة الوجوه المتنكرة، رغم أن الفلسطينيين قد تم خذلانهم بنجاح ولم يعودوا بحاجة لكشف حقائق أخرى، ومع ذلك قد يغير الله أمراً، ويكون هنالك هدنة أو وقف لإطلاق النار، تفصلنا عن مجازر محتمة وربما تهجير قسري، رغم أن التهجير الطوعي قادم لا محالة. 
بكل الأحوال أيام قليلة ونرى القادم ماذا يحمل في جعبته.