اشتية أمام قمة الاتحاد الأفريقي: ليكن صوتكم عاليا لوقف العدوان والحصار والاستيطان

بي دي ان |

17 فبراير 2024 الساعة 08:30م

جانب من القمة
دعا رئيس الوزراء د. محمد اشتية، خلال مشاركته في القمة الافريقية، نيابة عن السيد الرئيس محمود عباس، إلى نبذ إسرائيل دوليا وفرض العقوبات عليها بسبب خرقها القانون الدولي عن عمد وارتكاب أبشع الجرائم، لدفعها إلى وقف عدوانها وبرنامجها الاستعماري الاستيطاني.

وأضاف رئيس الوزراء في كلمته خلال القمة المنعقدة في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، اليوم السبت، بحضور رئيس الاتحاد الأفريقي، رئيس جمهورية الاتحاد القمري غزالي عثماني، والمفوض العام لمؤتمر القمة الأفريقي محمد فقيه، ورئيس وزراء اثيوبيا أبي أحمد، ورئيس البرازيل لويس لولا دا سيلفا، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وعشرات القادة الافريقيين والدوليين الآخرين: إن الاتحاد الأفريقي أصاب عندما منع أن تكون إسرائيل دولة مراقب في الاتحاد، ومنع تسلل ممثلين عنها إلى هذا المحفل العام الماضي.

وتابع: "إن إسرائيل دولة أبرتهايد ودولة تمييز عنصري بالقانون والممارسة وهناك تقارير دولية وثقت ذلك كل من هيومان رايتس ووتش وامنستي، وبعد كل الذي اقترفته بحق الشعب الفلسطيني، هل يعقل أن يكون أحد مع إسرائيل وسياساتها؟".

وقال اشتية: "إن دولة جنوب إفريقيا الصديقة، باسم افريقيا وكل العالم الحر، تحاكم إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، واليوم إسرائيل تقف متهمة أمام المحكمة الدولية بأنها دولة مجرمة".

وتابع: "إن المحكمة ستبدأ بعد غد بالاستماع أيضا إلى 56 مرافعة، أن الاحتلال الإسرائيلي غير قانوني وغير شرعي، بناء على قرار صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة تقدمت به دولة فلسطين".

وأوضح أن "إسرائيل تقتل من باب الانتقام، وبعد 133 يوم من العدوان وتريد الاستمرار لأطول مدة ممكنة لخدمة بقاء نتنياهو على مقعد رئاسة الوزراء، ويجب عدم السماح بذلك".

وطالب رئيس الوزراء الاتحاد الافريقي بإعلاء الصوت بالمطالبة بوقف العدوان الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني فورا وخصوصا يجري الآن برفح، ولإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المنكوب، وكذلك بمحاربة البرنامج الاستعماري الاستيطاني الذي تنفذه اسرائيل في الأراضي الفلسطينية.

وأضاف رئيس الوزراء: "فليكن صوت أفريقيا وصوت اتحادكم عاليا من أجل حرية فلسطين وحق شعبها في تقرير المصير وتجسيد الدولة الفلسطينية والاعتراف بها دولة عضو في الأمم المتحدة".

ورحّب رئيس الوزراء بالجهود السياسية والمبادرة لخلق مسار سياسي، لكنه أوضح أن المطلوب هو "الخروج من البيانات والخطط والأفكار إلى الأفعال، وعدم العودة إلى مسار مفاوضات آخر في وقت لا يوجد فيه شريك في إسرائيل".

وتابع: "لا يمكن العودة إلى مسار مفاوضات مرة أخرى، مطلوب اليوم من العالم الاعتراف بدولة فلسطين، دولة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، ويتبنى هذا القرار مجلس الأمن ويضع جدولاً زمنياً لإنهاء الاحتلال من خلال إنهاء القضايا الصعبة مثل القدس واللاجئين والحدود والمياه والأسرى والمستوطنات."

ودعا إلى وضع المشروع الاستيطاني برمته تحت العقوبات الدولية، عبر مقاطعة منتجات المستوطنات ومقاطعة المؤسسات الاستيطانية والمستوطنين، مشيرا إلى أهمية استكمال ما فعلته بعض الدول بوضعها عددا من المستوطنين على قوائم الإرهاب.

واختتم اشتية: "شكراً للاتحاد الأفريقي الذي يسمع صوت الحق والحرية والذي يستضيف فلسطين على أعلى منصة أفريقية".

نص الخطاب كاملا:

أصحاب الفخامة والمعالي رؤساء الوفود

فخامة الرئيس رئيس الاتحاد الإفريقي غزالي عثماني رئيس جمهورية الاتحاد القمري

الأخ العزيز موسى فقيه محمد رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي

دولة الصديق أبي أحمد رئيس وزراء اثيوبيا الصديقة

سيادة الرئيس البرازيلي لويس لولا دا سيلفا

الأمين العام لجامعة الدول العربية الأخ أحمد أبو الغيط

التحية لإفريقيا من فلسطين ورئيسها؛ من شعب فلسطين، من أطفال ينامون جائعين، من نساء فقدن أزواجهن، من نساء قتلن ظلما، من أطفال قتلوا قبل أن تسعدهم الحياة وآخرين أضحوا أيتاما بعد قتل كامل أفراد عائلاتهم، من 28 ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال، من ألم 70 ألف جريح بعضهم يصارع الموت، من 9 ألاف إنسان قصفت بيوتهم على رؤوسهم وما زالت جثامينهم تحت ركامها. من عتمة غزة وبرد شتائها، من 2.3 مليون إنسان حرمهم الاحتلال من النور والدفء والمسكن والغذاء والدواء، وعجز العالم عن إغاثتهم.

تحية لأفريقيا من 9651 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال يواجهون القهر وقلة النوم والتجويع والتعذيب والتنكيل والقهر.

تحية لأفريقيا من أرض فلسطين التي تواجه برنامجا استعماريا استيطانيا، ويرافقه إرهاب المستعمرين. تحية لأفريقيا من الأرض المقدسة من المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والمهد التي تدنسها بساطير جيش الاحتلال كل يوم. ونحن ندافع عن أرضنا وشعبنا ومقدساتنا كما دافعتم من أجل أوطانكم ضد الاستعمار.

اليوم إسرائيل تقتل من باب الانتقام، من باب القتل لأجل القتل. وبعد 130 يوم من العدوان دمرت أكثر من 281 ألف وحدة سكنية وبيت. إسرائيل تريد أن تستمر في الحرب إلى نهاية العام وما يرافقها من قتل ودمار؛ حتى يبقى نتنياهو على مقعد رئاسة الوزراء. يجب عدم السماح له بذلك. وهو لم يعد يسمع من أحد، لا من أمريكا حليفته التاريخية، ولا أوروبا، ولا من أي أحد. لذلك لا بد من الحديث مع إسرائيل بلغة الفعل، لا لغة المواقف والبيانات السياسية. ولا بد من وضع المشروع الاستيطاني برمته تحت العقوبات الدولية. الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية وضعت عددا من المستوطنين على قوائم الارهاب؛ هذا مهم. ولكن الأهم مقاطعة منتجات المستوطنات ومقاطعة المؤسسات الاستيطانية والمستوطنين، وفرض العقوبات على تلك الدولة التي تخرق القانون الدولي والقانون الدولي الانساني عن عمد وترتكب أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.

تحية أفريقيا، وجنوب أفريقيا. تحية لشمال أفريقيا وشرق أفريقيا، وغرب أفريقيا ووسط أفريقيا. أفريقيا التي تحررت من الاستعمار والآن تنهض بقياداتها الوطنية نحو التنمية المستدامة، ونحو حق الجميع في الحياة والانتقال من التعليم إلى التعلم واللحاق بالركب العالمي دون أن يترك أحد بالخلف. ومحاربة الجهل والأمية والأمراض.

أفريقيا، التي وقفت باسمها وباسم كل العالم الحر، دولة جنوب أفريقيا الصديقة لتحاكم إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة. واليوم إسرائيل تقف متهمة أمام المحكمة الدولية بأنها دولة مجرمة. ويوم 19 فبراير ستبدأ محكمة العدل الدولية بالاستماع أيضا إلى 56 مرافعة، أن الاحتلال الإسرائيلي غير قانوني وغير شرعي، بناء على قرار صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة تقدمت به دولة فلسطين.

العام الماضي قالت منظمة هيومان رايتس ووتش وأمنستي انترناشونال، إن إسرائيل دولة أبرتهايد ودولة تمييز عنصري. بعد كل الذي يجري، هل يعقل أن يكون أحد مع إسرائيل وسياساتها؟ الاتحاد الأفريقي أصاب عندما منع أن تكون إسرائيل دولة مراقب في هذا الاتحاد. الاتحاد الأفريقي أصاب عندما منع تسلل ممثلين عن إسرائيل إلى هذا المحفل العام الماضي، وتم إخراجهم من القاعة.

السيدات والسادة الحضور الكرام،

فليكن صوت اتحادكم عاليا ومسموعا كما هو دائما، ويطالب بوقف فوري للقتل والعدوان الذي ترتكبه اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة خاصة واليوم في رفح، وكذلك في الضفة والقدس. فليكن صوتكم عاليا ومسموعا في محاربة البرنامج الاستعماري الاستيطاني الذي تنفذه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية. فليكن صوتكم عاليا ومسموعا من أجل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المنكوب، ما يدخل اليوم لا يتعدى 8% من احتياجات أهلنا في غزة. فليكن صوتكم عاليا من أجل إرغام إسرائيل على توصيل الماء والكهرباء للمستشفيات وغيرها. فليكن صوت أفريقيا وصوت اتحادكم عاليا من أجل حرية فلسطين وحق شعبها في تقرير المصير وتجسيد الدولة الفلسطينية والاعتراف بها دولة عضو في الأمم المتحدة، بعد أن مضى على عضويتها دولة مراقب أكثر من 12 عام.

اليوم هناك مجموعة مشاريع سياسية يتم التداول بها؛ مشروع سياسي يعمل عليه العرب بقيادة المملكة العربية السعودية ونحن معهم. وهناك أفكار طرحتها إسبانيا وتبناها الاتحاد الأوروبي تدعو إلى مؤتمر دولي للسلام وينتج عنه اعتراف بدولة فلسطين. وهناك أفكار عامة بريطانية تعيدنا للمفاوضات، في وقت لا يوجد فيه شريك في إسرائيل. وهناك مساع أمريكية غير واضحة الملامح حتى الآن ولكنها تتحدث عن حل الدولتين، والاعتراف بدولة فلسطين، ونحن نرحب بهذه الجهود ولكن نريد أن نخرج من البيانات والخطط والأفكار إلى الأفعال.

السيدات والسادة،

 لقد مضى على عملية السلام منذ مؤتمر مدريد عام 1991 حتى الآن 33 سنة. وبدل من أن نتقدم هناك تراجع يومي؛ زاد عدد المستعمرات والمستعمرين، مصادر الأراضي وجدار عازل، وحجز أموالنا من قبل إسرائيل، وحرب إبادة جماعية وإرهاب مستعمرين. كل هذا يخدم استراتيجية إسرائيل الرامية لتدمير حل الدولتين. اليوم لا يمكن العودة إلى مفاوضات تستمر لـ 33 سنة أخرى. اليوم، مطلوب من العالم الاعتراف بدولة فلسطين. دولة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، ويتبنى هذا القرار مجلس الأمن ويضع جدولاً زمنياً لإنهاء الاحتلال من خلال إنهاء القضايا الصعبة مثل القدس واللاجئين والحدود والمياه والأسرى والمستوطنات.

بهذا فقط يمكن أن تسكن أرواح الشهداء بهدوء، بهذا فقط يمكن أن تسكن آلام الجرحى. بهذا فقط يرى الأسرى الحرية. بهذا فقط يصبح السلام في المنطقة ممكنًا فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا.

مرة أخرى شكراً للاتحاد الأفريقي الذي يسمع صوت الحق والحرية والذي يستضيف فلسطين على أعلى منصة أفريقية.