"سباق التصريحات" في خضم المعركة الانتخابية

بي دي ان |

01 فبراير 2021 الساعة 08:04م

ما أن أصدر السيد الرئيس محمود عباس مراسيم الانتخابات المزمع عقدها في مايو/أيار  القادم، حتى توالت تصريحات قيادة حركة حماس تباعا بشأنها، والتي لم يكن اخرها تصريحات القيادي بالحركة محمود الزهار والتي دعا فيها إلى جلسات مطولة قبل اتخاذ أي خطوة عملية، معربا عن عدم تفاؤله مشيرا إلى "جربتنا السابقة كانت فاشلة ".

وفي سياق متصل، أكد القيادي في حركة حماس، حسام بدران، أن حركته ستتوقف عند المحكمة الدستورية بألا تتدخل في الانتخابات أو نتائجها، بذريعة أنها تشكلت دون توافق.

الملفت في خطاب بدران قوله : أن بيئة الضفة تخلو من الحريات ولا بد من وجود بيئة مناسبة لكي تتحرك القوى الفلسطينية دون التخوف من اعتقال أو استدعاء أو ملاحقة متناسيا تماما مئات المعتقلين السياسيين على يد أجهزة حماس في قطاع غزة، جلهم من حركة فتح والذين ما زالوا رهن الإعتقال رغم المطالبات المتكررة للافراج عنهم بالآونة الأخيرة كبادرة حسن نية في ظل أجواء المصالحة والانتخابات، ولعل من المعتقلين من تم تعذيبه بسبب بوست كتبه على صفحته الشخصية في" فيس بوك" أو" تويتر".

على أي حال، لا يحتاج المتتبع لتصريحات القيادة الحمساوية الأخيرة كثيرا من الجهد ليلاحظ عدم الثقة بين حركتي حماس وفتح، وأن هناك تخوفات من خطوة الانتخابات وكأن هناك خطوة للوراء من قبلهم، وواضح أن هناك جملة من العراقيل قد جهزتها حماس لتضعها على الطاولة في لقاء القاهرة، مع وجود فرق بين "نوايا الاتفاق" و"نوايا الفراق". 

قد لا تسير الأمور في القاهرة كما هو مأمول لدى الشارع الفلسطيني، وقد تكون مفاجأة غير سارة للمواطنين عامة. بدوره أكد الرئيس ابو مازن مرارا في تصريحاته أن "الانتخابات ماضية"، وأعتقد جازمة إن كانت حركة حماس تستعد للعودة خلفا، فستكون خاسره على المستويين الوطني والإقليمي، وقد يصاحب هذا التراجع ردات فعل دولية وعربية تجاه الحركة، فقد سئم الجميع "الفرقة الفلسطينية".

في كل الأحوال يبدو أن العديد من السيناريوهات موجودة على طاولة القيادة الفلسطينية، ولربما وجود التكنولوجيا قد تحل مايعتقد البعض أنه صعب التطبيق، ومع ذلك من المؤكد أن الفلسطينين أيضاً سئموا حالة الشقاق بين بعضهم البعض ويطمحون لأي تغيير قادم ينهي الوضع الكارثي الذي حل بهم جراء الانقسام والاحتلال معا، واللذان يتساويان في حجم الخراب والدمار على القضية الفلسطينةً بأكملها.

ما نتمناه أن يتم الوفاق والاتفاق بين الكل الفلسطيني، في قاهرة المعز ليتسنى لنا المضي قدما بعملية الانتخابات مع ضمان سيرها ونزاهتها واحترام النتائج.