في يوم الاستقلال … أين يقف المجتمع الدولي من قرارته ؟؟ !!

بي دي ان |

16 نوفمبر 2023 الساعة 09:48م

ماتزال - في غزة كل يوم هو يوم قيامة ، مع الفارق أنها قيامة بلا عدالة ، تتلبد سماءها بسواد قاتم ، ظالم اللون ، بشع المذاق . 
في أيام القيامة في غزة تبهت المناسبات والتواريخ ، وعلى الرغم من أهمية ذكرى إعلان وثيقة الاستقلال التي تم الاعلان عنها في العاصمة الجزائرية يوم 15/11/1988 ، والتي تعتبر خطوة مهمة على طريق الدولة الفلسطينية ، بعد تضحيات فلسطينية جمة ، وتحديات كبيرة ، تحفظ حقوق الشعب الفلسطيني في الوجود وتخط البدايات على طريق الدولة ، لكن هذه المناسبة الوطنية تطل علينا اليوم بوشاح حزين حيث حرب الإبادة على غزة ، وجرائم حرب وخرق لكل المواثيق والاعراف الدولية والانسانية والآدمية والكونية ، حرب الإبادة التي تشنها المستعمرة الإسرائيلية والأمريكية بموافقة الغرب ، حيث المستعمرات السابقة ، الحاضرة بأشكال مختلفة وذات الفكر الإمبريالي والإستعماري ، وصمت عربي ليس بغريب ، صمت كما يقال عنه " خطاب مليء بالفراغ " خطاب يجعل الفلسطيني يستقل بذاته عنه وعن قاعاته الفارهة ، الفارغة الفعل والموقف ، قاعات تعج بالخذلان ، حتى أنه مشاهد لايليق بصخب الحدث وقوته ، وضراوة المعركة . 
تأتي ذكرى وثيقة الاستقلال والفلسطيني مازال متمسكًا باستقلالية قراره ويرفض الانضواء تحت أي أجندة خارجية ، لأن أي أجندة غير فلسطين فهي غير مقبولة ، ولايمكن للدم الفلسطيني أن يسيل شلالا إلا لأجلها وحدها ، و الفلسطينيون يدفعوا أثمانًا غالية كلما تخلوا عن قرارهم الفلسطيني وبرنامجهم الوطنى .
فلسطين اليوم حاضرة بفعل دماء شعبها في غزة والضفة والقدس ، تضعها الأشلاء على طاولة الهيئات الأممية ، فلسطين تجول كل شوارع الكون في تضامن وتعاطف شعبي دولي غير مسبوق ، سوا عدا شوارع عربية لاتدري ما الحدث ، تعيش في دائرة صخب وحدها ، والفلسطيني ليس بحاجة لكل من يدير له الظهر ، لأنه قادر أن ينهض كعادته ، ولن يهزم لأنه لم ولن يتخذ قرار الهزيمة ولن يفعلها ، فالمهزوم من يفقد الإرادة والعزيمة لتحقيق أهدافه ، ونحن شاهدنا الإرادة والعزيمة في عيون المواطنين الذين جلسوا فوق بيوتهم المهدمة رافضين تركها ورافضين التهجير القسري الذي لن يكون مهما كانت المخططات والمؤامرات وكبرت التحالفات ، سيبقى الفلسطيني باق على أرضه ، لأنه يؤمن بالحياة وحبه للحياة الكريمة ، حياة بكرامة وشموخ . 
في يوم الاستقلال سيبقى الاستقلال هدفًا ، وستبقى القدس وجهة ومنارة ، وفي هذه الظروف القاسية والمحنة ومرور أربعون يومًا على حرب الإبادة وفي ظل مجتمع دولي ' أعور ' يرى بعين واحدة ، مطلوب تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية والحفاظ على القرار الفلسطيني المستقل ، لأنه بالتجربة لن يضمد الحرج الفلسطيني إلا الفلسطيني ، مهما تعالت الشعارات من هنا وهناك ، فقد  سقطت الأقنعة ، وبانت العورات .