وعد بلفور.. نحن لا نشرب القهوة في بيوت الأعداء

بي دي ان |

02 نوفمبر 2023 الساعة 09:19م

الكاتبة
في الذكرى 106 لوعد بلفور المشئوم الذي يتزامن مع اليوم السابع والعشرين للحرب على غزة، هذه الحرب التي خلفت حتى هذه اللحظة وحسب ما ورد عن وزارة الصحة بغزة أن أكثر من 8796 شهيدا منهم 3648 طفلا و2290 سيدة و22219 مصابا منذ بدء العدوان على غزة جُل هؤلاء الشهداء من النساء والأطفال والشيوخ. 
نحن لا نشرب القهوة في بيت الأعداء كانت هذة المقولة عبارة عن وثيقة إعتراض المرأة الفلسطينية على وعد بلفور هذه المرأة الفلسطينية التى كانت وما زالت لها دور مهم وفاعل في كافة المواقع الفلسطينية من خلال ما تمارسه من نضال في مجالات متعددة اجتماعية،  تعليمية، صحية، اقتصادية، صحية، سياسية، وإذا استعرضنا المحطات التاريخية لنضال المرأة الفلسطينية نجد أن نضالها يعود لأواخر القرن التاسع عشر عندما خرجت نساء القدس في مسيرة ضد إقامة أول مستوطنة إسرائيلية صهيونية على أرض فلسطين وتحديدا في العفولة في عام 1893م حينما رفضت نساء القدس قرارات الهجرة الصهيونية وقاومت الإحتلال البريطاني الذي بدأ عام 1917م وسياساته الجائرة بحق أرض فلسطين والذي لم يوجد إلا للتمهيد لإقامة الكيان الصهيوني على أراضينا الفلسطينية ، ما جعل المرأة تدرك ذلك جيدا منذ البداية ذلك فتحول نشاطها الإجتماعي والثقافي  الذي كانت تقوم به من خلال الجمعيات والمؤسسات إلى عمل سياسي وكانت البداية تحول  جمعية زهرة الاقحوان التى كانت ملكا للأختين مهيبة وناريمان خورشيد من العمل الثقافي إلى العمل السياسي والعسكري ولم يكن هذا التحول بمحض الصدفه وإنما كان نتيجه رؤيتهن اغتيال الانتداب البريطاني لامرأة مقدسة برفقة ابنها بدم بارد اثناء سيرها في إحدى شوارع القدس . 
 عقد أول اجتماع نسائي للمرأة الفلسطينية في مدينة القدس في 16 تشرين أول/ أكتوبر 1929 في منزل السيدة طرب زوجة عوني عبد الهادي وابنة الشهيد سليم عبد الهادي، وأسفر الاجتماع عن جملة قرارات وعن إنتخاب وفد منهن لمقابلة المندوب السامي البريطاني الذي أستقبلهن بحضور قرينته ،لإيصال رسالة رفض له  على قرار وعد بلفور ، شاركت المرأة أيضا في المظاهرات والإحتجاجات و إنطلقت المظاهرة النسائية الضخمة في مائة سيارة تجوب شوارع القدس، وقد أثارت هذه المظاهرة النسائية في حينها حماسا شعبياً كبيراً، لأنها كانت نقطة انطلاق للقطاع النسائي الذي كان منصرفاً للعمل الاجتماعي آنذاك،  فبدأ العمل السياسي، كما السيدات اللواتي قابلن المندوب إمتنعن عن شرب القهوة التي قدمت إليهن، تمشيا مع العادة العربية القديمة التي لا تقبل الضيافة في ظروف مماثلة، إلا إذا نالت وعداً صادقا بقبول ما جاءت بشأنه، وبعد هذا الإجتماع عهد إلى اللجنة المنتخبة بأن تتماشى بجهودها مع اللجنة التنفيذية التي سبق وتألفت من الرجال، واعترفت بها الحكومة، فأصبحت تسمى اللجنة التنفيذية للسيدات العربيات.
شاركت المرأة ايضا بالثورة الكبري 1936م وما تلى ذلك من مشاركات نضالية إمتدت عبر المراحل التاريخية المختلفة التى عصفت بالقضية الفلسطينية منذ النكبة 1948م  مرورا بالنكسة والانتفاضة الأولى وإنتفاضة الاقصي وحتى وقتنا هذا التي جاءت فيه ذكري هذا الوعد في ظل حرب الابادة الجماعية التى يتعرض لها قطاع غزة قام الاحتلال في هذه الحرب بانتهاك كافة المواثيق والقوانين والمعاهدات والاتفاقيات الدوليه مع عدم قدرة أي من دول العالم ايقاف شلال الدم في قطاع غزة عُقدت الاجتماعات والقمم والمجالس لكن لم ينتج عنها سوى الشجب والاستنكار والدعوة الى وقف اطلاق النار وقتل المدنيين لكن دون جدوي .
اليوم نعيش الذكرى 106 لوعد بلفور الذي توالت بعده الوعودات التى أحتضنت هذا الكيان الصهيوني الغاصب،  أوروبيا واقليميا ، لدرجة انه ما كان ليخطر على بال بلفور أو بريطانيا كلها ولو لبرهه من الزمن  - أو حتى على بال إبليس وشياطين الجن والإنس  - أنه بعد مرور أكثر من قرن على وعده لليهود بإقامة وطن لهم فى فلسطين أن ولاة أمور دول العالم  سيتعهدون هذا الكيان بالحماية والرعاية ويعززون القتل بالعتاد اللازم ، وان من قاموا بعقد اللقاءات والاتفاقيات سيصمتون ويصمتون وهم في ذروة صحوهم عما يحدث للشعب الفلسطيني من عذابات وتشريد وتنكيل واجرام ، بل تطور لذيهم الأمر فأصبحوا يرهبون من يعادي هذا الكيان . 
آن لآرثر جيمس بلفور أن ينام قرير العين.

لقد زاد جحيم بلفور في مرقده بإقامة دولة الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين بعدما تعهد الغرب هذا الكيان بالحماية والرعاية ، وارهاب كل من يعاديه .  لم يخطر على بال آرثر جيمس بلفور أو حتي على بال إبليس انه وبعد مرور اكثر من قرن ان جيلًا سيأتي ويمرغ أنوفهم في تراب هذه الأرض ، هذا الجيل الذي ادحض قول جوالدمائير بأن الكبار يموتون والصغار ينسون .
لن ننسي.