أدانت العديد من الدول العربية والدولية المجزرة الإسرائيلية بقصفٍ مباغت استهدف المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) مساء اليوم الثلاثاء؛ ما أدى لارتقاء مئات الشهداء والجرحى، دفعةً واحدة، فيما هاجم متظاهرون مقرات للسفارة الإسرائيلية في أكثر من دولة خلال مسيرات حاشدة.

واعتبرت الخارجية المصرية هذا القصف المتعمد لمنشآت وأهداف مدنية، انتهاكاً خطيراً لأحكام القانون الدولي والإنساني، ولأبسط قيم الإنسانية، داعية "إسرائيل" للوقف الفوري لسياسات العقاب الجماعي ضد أهالي قطاع غزة.

وطالبت مصر في بيان لها، اليوم الثلاثاء، جميع دول العالم، لا سيما الدول الكبرى وذات التأثير، بالتدخل لوقف هذه الانتهاكات وإدانتها بلا مواربة.

ودعت القاهرة، "إسرائيل" للتوقف عن استهداف محيط معبر رفح، لتمكين مصر ومن يرغب من باقي الدول والمنظمات الدولية والإغاثية لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في أسرع وقت.

من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الأردنية، بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الذي استهدف مستشفى "المعمداني" في قطاع غزة مساء اليوم، محملة "إسرائيل"، القوة القائمة بالاحتلال، المسؤولية عن هذا التطور الخطير.

‏وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة رفض وإدانة المملكة الشديدين، لهذا الفعل الذي يتنافى مع كافة القيم الإنسانية والأخلاقية، ومع قواعد القانون الدولي الإنساني، خاصة اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بقواعد الحرب، معربا عن أحر التعازي لأسر الضحايا، والتمنيات بالشفاء العاجل للمصابين.

‏وشدد على ضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وضرورة تكاتف الجهود لوقف الحرب المستعرة على غزة فورا.

بدروها، أعربت وزارة الخارجية العمانية، عن استنكارها وإدانتها لاستهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي، مستشفى المعمداني في مدينة غزة، ما أسفر عن ارتقاء مئات المدنيين.

وقالت الخارجية العمانية في بيان صحفي، إن هذا الأمر يمثل جريمة من جرائم الحرب والإبادة وانتهاكا للقانون الدولي الإنساني والأخلاق والمواثيق الدولية.

من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، إن جريمة قصف مستشفى المعمداني، وحشية عكست عدم التزام الاحتلال الإسرائيلي بأبسط الأصول الدولية خلال فترة الحرب.

وفي السياق، قال بيان مشترك لأحزاب البرلمان التركي، إنهم ككتل نيابية للأحزاب والنواب ندعو برلمانات العالم إلى اتخاذ موقف ومبادرة لوقف هذه الوحشية عقب قصف مستشفى المعمداني.

بدوره، وصف رئيس الوزراء الكندي الهجوم على مستشفى المعمداني في غزة بأنه "مروع وغير مقبول".

وأدانت باكستان بشدة مهاجمة مستشفى المعمداني، مؤكدة أن مهاجمة مستشفى يضم مدنيين أمر غير إنساني ولا يمكن الدفاع عنه.

من جانبها، قالت شبكة المنظمات غير الحكومية البريطانية، إن قصف مستشفى هو جريمة حرب، و"أوكسفام" تطالب بوصول المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة.

وانطلقت مظاهرات في العاصمة التونسية، ومسيرات في عدة مدن وداخل المخيمات الفلسطينية في لبنان تنديدا بالقصف الإسرائيلي لمستشفى المعمداني في غزة.

كما وهاجم مئات المتظاهرين السفارة الإسرائيلية في اسطنبول، فيما أشعل متظاهرون النار في السفارة الإسرائيلية في عمان تنديداً بمجازر غزة.

وأضرم متظاهرون لبنانيون النيران بالقرب من مبنى السفارة الأمريكية في جبل لبنان، احتجاجا على الدعم الكبير التي تقدمه الولايات المتحدة لـ"إسرائيل".

وتشير تقديرات وزارة الصحة الفلسطينية الأولية، أن عدد شهداء وجرحى الغارات على مشفى المعمداني يزيد عن 800 حتى اللحظة، في أكبر وأبشع مجزرة ارتكبها الاحتلال منذ بداية العدوان.

هذا ولا تزال عمليات البحث والانتشال مستمرة حتى الآن في المستشفى المعمداني، بحثًا عن الضحايا والمفقودين، وفق ما أورده مدير الدفاع المدني بغزة محمود بصل.